Thursday 11 September 2025
مجتمع

يونس الوكيلي: زلزال الحوز.. المغاربة يلقنون الكارثة درسا!

يونس الوكيلي: زلزال الحوز.. المغاربة يلقنون الكارثة درسا! يونس الوكيلي
كتب الأستاذ يونس الوكيلي، في حسابه على "فايسبوك"، تدوينة بالغة الدلالة حول تعامل المغاربة مع كارثة الزلزال الذي ضرب الحوز والأقاليم المجاورة له، وحول سرعة المغاربة في احتواء الأضرار والتخفيف من الخسائر، ذلك أنهم قدموا، حسب تعبير الوكيلي، درسا للكارثة، وذلك بإطلاقهم لحملة تضامنية عفوية شارك فيها الجميغ بنبض واحد وقلب واحد. "أنفاس بريس" تنشر نص التدوينة:
 
كان زلزال أرض، وكنّا طوفان حب.
(مُبالِغٌ في الوصف،  طاعن في الحماس. لكن، أرجوكم أخبروني)
أخبروني، في اي بلاد، بعد ثلاثة أيام، الغذاء في جنب الطرقات، ولا من يحتاج. 
أخبروني، في اي بلاد، بات يصيح سكان قرية في وجه مروحية في السماء، كفى من الطعام.
أخبروني، في أي بلاد، تسابقت المدن في تسيير شاحنات الطعام واللباس.
أخبروني، في اي بلاد، يحمل الصغير والكبير، الخبز والدماء، إلى الجريح والشريد.
أخبروني، في اي بلاد، ينصب حلاق كرسيّه وسط الخراب ويعتني بقصّات الرجال.
أخبروني، في اي بلاد، شيخ هرم على دراجته، يُسّلم نصف كيس دقيق، ويمضي. 
اخبروني، في أي بلاد، من بعيد، يطلب طبيب عطلة، ويهرع لنجدة جريح ومكسور. 
أخبروني، في اي بلاد، تدعو امرأة مكلومة منقذيها لكأس شاي وزعفران. 
أخبروني، في اي بلاد، تنزع امرأة خاتمها الوحيد، وتعطيه.
أخبروني، في اي بلاد، يفقد رجل أسرته كاملة، وصابرا شاكرا يحمد الله. 
أخبروني، في اي بلاد، من فوق منزل مهدم، تُضحِك امرأة عجوز ضيوفها الغرباء. 
أخبروني، في اي بلاد، يفقد الأطفال آباءهم ثم يصبحون أبناء أمة كاملة. 
كان زلزال أرض، وكنّا طوفان حب.
نعم. لقنّا الكارثة درسا.