Friday 7 November 2025

منبر أنفاس

سعيد عاتيق: حين يتناقض السلوك مع الأهداف

سعيد عاتيق: حين يتناقض السلوك مع الأهداف سعيد عاتيق
رغم ما حققته الرياضة الوطنية، وخاصة كرة القدم، من قفزات نوعية على مستوى البنيات التحتية والنتائج القارية والعالمية، فإن مشهد العنف داخل الملاعب ومحيطها ما يزال يلقي بظلاله الثقيلة على المشهد الرياضي المغربي. مشهد يثير القلق، ويدفع إلى التساؤل: كيف يمكن أن يتجاور التقدم المؤسساتي مع تراجع السلوك الجماهيري؟
 
فمن يتأمل الواقع يلاحظ أن الإستثمار الكبير في الملاعب، والتكوين، والاحتراف، لم يقابله بعدُ استثمار مماثل في تربية الجمهور وترسيخ ثقافة رياضية راقية.
فالعنف لم يعد حكرا على المدرجات، بل تمدد إلى الشوارع والأحياء، ووجد له أرضا خصبة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتخذ أشكالا جديدة من التنمر والسب والقذف، تحت غطاء الانتماء الكروي.
 
هذا الانفصام بين الواقع السلوكي والأهداف الرياضية الراقية يطرح أكثر من علامة استفهام:
كيف يمكن لبلد قطع أشواطا مهمة في التنظيم والاحتراف أن يعجز عن كبح مظاهر الفوضى في التشجيع؟
وأين يختل ذاك التوازن المنشود بين نجاح المؤسسات وفشل بعض الجماهير في مواكبة هذا النجاح بالقيم ذاتها؟
 
من الواضح أن الظاهرة لا تختزل في الأمن أو العقوبات وحدها، بل تمتد إلى عمق ثقافي وتربوي.
فالجمهور ليس فقط متفرجا بل شريكا في صناعة الصورة الرياضية الوطنية. وإذا اختل سلوكه، اختلت معه رسالة الرياضة نفسها التي وجدت من أجل التوحيد لا لتفرق، لتزرع القيم لا لتغذي الأحقاد.
 
ولذلك، فإن المطلوب اليوم ليس فقط مزيدا من الإجراءات الزجرية، بل مشروعا وطنيا للتربية على القيم الرياضية، يبدأ من المدارس والأحياء وينفتح على الأندية والإعلام. فبناء جمهور ناضج هو استثمار في المستقبل، مثلما هو استثمار في صورة وطن يراهن على الرياضة كقوة ناعمة للتنمية والوحدة.
 
فلتكن ملاعبنا فضاءات للفرح، لا ساحات للعنف.
ولتكن الرياضة، كما أرادها الجميع، مرآة حضارة وسلوك راق يليق ببلد يسير بخطى ثابتة نحو التميز.
هل ننجح في الوحدة ؟
لنستغل الهدية ،
عيد الوحدة ؟
لتكن فرصة ذهبية من أجل صناعة مواطن دااااال بصح .