الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

خالد أخازي: حان الوقت للإفراج عن الشرطي الدراجي..

خالد أخازي: حان الوقت للإفراج عن الشرطي الدراجي.. خالد أخازي
من يروج أن ليس من حق الشرطة ورجال الأمن المطاردة، فهو يروج للزيف والكذب...
ولا يعرف القوانين والنصوص المنظمة لعمل رجال الأمن والشرطة ميدانيا...
أما يروج لذلك عن جهل... أو يستغل واقعة وفاة الشاب رحمه الله لدس السم في العسل...
أتريدونها فوضى...؟
أي شرطة في العالم لا تملك حق المطاردة...؟ 
ما من شرطة في العالم إلا ولها حق المطاردة للمشتبهين بهم أو للوقاية من جريمة محتملة أو الحد من خطر ما....
المطاردة جزء من السلطة التقديرية الميدانية للشرطي...
هل تريدون شرطيا دراجيا يقف متفرجا وهو يرى راكب دراجة يسرق هاتفك أو يصيب مواطنا بجرح غائر على وجهه...أو يقوم بجريمة أمام عينيه...؟
ماذا تتنظر من دراج أن يفعل حين تتم السرقة أمامه ...؟
ماذا تنتظر من شرطي دراجي أن يقوم به حين لا يمتثل راكب دراجة يردف فتاتين للوقوف...؟
لو كانت في محله...ما هي احتمالات وجود جريمة اختطاف أو هروب من جريمة...؟
من يحاكم الشرطي الدراجي على المطاردة يريد دراجين متفرجين عاجزين عن حماية المواطن بالشارع العام والوقاية من جرائم الاختطاف والسرقة والعنف وترويج المخدرات....
للشرطي الحق في المطاردة....
نعم له هذا الحق.... وإلا غدا عنصرا سلبيا... عاجز عن الحركة والتدخل..
وما وقع للشاب رحمه الله حز في قلبنا... ولا نملك غير العزاء لذويه... وهو مواطن مغربي لم يقتله الشرطي الدراجي... بل قتله التهور ومن سمح لشوارعنا أن تمتلئ بالحفر القاتلة.... القاتل ربما في مكان ما... بعيدا عن أعيننا...
قتله استهتار المسؤولين بمصالح المواطنين... فكل حفرة هي مصيدة موت محتمل
من تحلقوا حول الشرطي ذاك اليوم واتهموه بالمجرم... غوغاء تستغل كل مناسبة للتعبير عن حقدها لجهاز خدم الوطن... وأعطى الغالي والنفيس من أجل أمنه وأمانه...
صخبوا وألبوا... لولا لطف الله... هم أيضا مذنبون في حق الشرطي... لقد حاكموه على الملأ... فمن يحاكمهم هم أنفسهم...؟
تذكروا رجال الأمن شهداء الإرهاب بحي الفرح...
تذكروه كل شرطي مات أو أصيب بعاهة حماية لك...
فالشرطي منك وليس ضدك...وفي خدمتك... جارك.. صديقك... أخوه.... قريبك... زميل دراسة... هو كباقي الناس يقوم بمهمة صعبة في زمن صعب..
على القضاء ألا يتأثر بصوت الغوغاء وصخب الحاقدين... ومن اختصوا في نصب المشانق لتصفية الحسابات والتنفيس عن أحقاد متوارية...
الشرطي الدراجي ليس مجرما.... وليس عدوا... وقام بما توجب عليه القيام به.... لمَ زج به في السجن...؟
والأصل أن يكون بين أبنائه...ومع أسرته... سنحزن جميعا لموت الشاب.. دعوه يدبر حزنه في صمت... فلا تظنوا أنه سعيد بموت الفتى...؟
لقد قام بالمطاردة... وفقا لسلطته التقديرية... قام بما يجب القيام به...
ماذا لو كانت الفتاتان مختطفتين...؟
إن رمي الشرطي الدراجي في السجن هو تشجيع على التهور والسرقة بالدراجات وتحدي القانون ونشر الفوضى...
رحم الله الشاب وتعازينا لأهله....
وعلى الذين حولوا ما وقع إلى محاكمة شعبية حقدا وتحريفا للواقع والنصوص أن يصمتوا...
حان الوقت لكي يستعيد الشرطي الدراجي حريته...
فهو ليس مجرما...
ولن يقدم كبش فداء لإرضاء مزاج شعبي التبست عليه الأمور...وألبته أحقاد كامنة..
استمرار سجنه يخدم المجرمين واللصوص.... ويربك عمل الشرطة... ويساهم في قتل الحماس والمبادرة في قلوب رجال قد يصيروا في أي وقت في السجن لمجرد القيام بعملهم....
رحم الله الشاب...وألهم أسرته الصبر والسلوان..
وفك الله أسر الشرطي المحبوس ظلما... واستجابة لأصوات حاقدة وللغوغاء..
حبسه مكلف أمنيا...
صدقوني....