الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

تعاني أسرهم في صمت.. أطفال التوحد أيتام الحكومة بالمغرب(مع فيديو)

تعاني أسرهم في صمت.. أطفال التوحد أيتام الحكومة بالمغرب(مع فيديو) أثارت كريمة صعوبة استمرار الأسرة في تقديم الخدمة والرعاية للمراهق التوحدي
أكدت كريمة حسنة في فيديو طرحته في قناتها على منصة اليوتوب بأن "الأسرة المغربية التي أنجبت أطفالا توحديون تعاني مشاكل ومعاناة لا حصر لها، في غياب مراكز اجتماعية وقاعات رياضية، تعنى بهذه الفئة من الأطفال وخصوصا المراهقين منهم".
وتأسفت على كون أننا "لا نتوفر على احصائيات رسمية تفيد في التعرف على عدد الأطفال والمراهقين التوحديين داخل الأسرة المغربية. لأن من خلال الإحصاء نتلمس حجم المعاناة والحاجة إلى مشاريع لفائدة هذه الفئة".
ووصفت نفس المتحدثة حالة بعض الأسر التي تعاني من أمراض التوحد عند أبنائها في المغرب بأنها "حالة مزرية خصوصا مع الأبناء المراهقين التوحديين، وتتعقد حياة أفرادها على المستوى المادي والاجتماعي والمعنوي والنفسي".
واهم من يعتقد بأن الأسرة/الأم المغربية تتخلى عن أبنائها التوحديون "فالأم/الأسرة التي لها أبناء توحديون تؤدي كل أدوارها منذ مرحلة الطفولة وتسهر على أداء واجباتها الاجتماعية والتربوية والإنسانية والمعنوية"، حسب قولها لكنها تصر في حديثها على أن من يتحمل مسؤولية هذه الفئة التي تعاني من وراء الستار في صمت هي "الحكومة والدولة" لأن المسؤولية الجسيمة تتحملها "القطاعات الحكومية ذات الصلة"، على اعتبار أن هناك "خصاص مهول على مستوى مراكز التوحد لاحتواء الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد".
وأثارت كريمة صعوبة استمرار الأسرة في تقديم الخدمة والرعاية للمراهق التوحدي بحكم أن "المهام تتعاظم وتصعب المهمات، لأن الطفل التوحدي يحتاج إلى الإخصائيين والمربين من دوي التخصص في الميدان". 
وشددت على أننا في المغرب نعاني من قلة البرامج الخاصة بالمراهق التوحدي رغم أنه يتعرض لتغييرات نفسية تتطلب إدماجه في المجتمع، وفي غياب ذلك ينزوي المراهق التوحدي على نفسه ويصبح سجين البيت دون أن ينعم مثل أقرانه بحقوقه الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والحقوقية والبيئية، مما يعصب أمر الأم/الأسرة.
ولاحظت نفس المتحدثة بأن المربية المختصة في الميدان لم تعد تقدر على أداء عملها لفائدة التوحدي المراهق بحيث تتعرض للتعنيف جراء قلقه وتعصبه، كسلوك ينعكس على شخصيته المحرومة من كل شيء. خصوصا أن الأسرة تتعامل بمنطق حْشُومَةْ وُعَايَبْ لما يقوم أبنائها بسلوكات تعتبر من الطابوهات أمام أفراد العائلة. وترفض نهائيا كل سلوك أو تصرف صادر عن المراهق التوحدي.
واعتبرت كريمة حسنة أن مستحقات المربي والمربية شهريا من أجل المواكبة اليومية، تصل في بعض المدن ما بين 6000,00 درهم  إلى 7000,00 درهم، وفي أحيان أخرى تجد بعض الأسر الميسورة تصرف على إبنها المتوحد 10 آلف درهم في الشهر مما يصعب مأمورية الأم في علاقة بالمدخول الشهري للأسرة.
من هذا المنطلق ترى كريمة بأن الأسرة المغربية ذات الدخل المحدود غير قادرة على مواكبة أبنائها المراهقين التوحديين لذلك نجد أن أغلب الأسر تغلق أبوابها على الأطفال والمراهقين وتحاول أن تحل المشاكل المعنوية والنفسية والاجتماعية في غياب كلي للقطاعات الحكومية ذات الصلة بالطفولة والشباب والأسرة.
وتتجرع الأسرة/المرأة مرارة المعاناة في صمت خصوصا إذا كان التوحدي المراهق لا ينطق ولا يتكلم، حيث تتعقد الأمور أكثر، ويدخل في دوامة من القلق والعنف وتوتر الأعصاب لأنه لا يستطيع التعبير عن حاجياته الأساسية مما يساهم في تفشي أمراض نفسية. وخصومات بين الأفراد تصل إلى حد التفكك الأسري والطلاق بسبب عدم القدرة على تقديم خدمات العلاج والمواكبة والإدماج في المجتمع.
 الأم في نظر كريمة حسنة هي التي تؤدي فاتورة الإبن التوحدي من حياتها لأنه يشكل عائقا في حياة الأم، وقد يؤدي بها ذلك إلى التفكير في الإنتحار، خصوصا حين تتعرض للقصف والتنمر من طرف المحيط الاجتماعي الذي يتهمها بالتقصير في حين تقول نفس المتحدثة بأن المقصر الرسمي هي القطاعات الحكومية ذات الصلة بملف التوحد.
واعتبرت بأن التوحد أنواع منه الشديد والمتوسط والتوحد المصاحب بإعاقة ذهنية أو تخلف عقلي لذلك لا يمكن للأم أن تقدم لأبنائها سوى حلولا ترقيعية من بينها في بعض الأحيان تقييد الإبن التوحدي وممكن أن تجرب فيه كل شيء من أجل ضبطه بطرق لا عقلانية.
وطالبت كريمة حسنة من القطاعات الحكومية بأن تتحمل مسؤوليتها اتجاه هذه الفئة التي تعاني وتكابد وتقدم لها خدمات مجانية، ومن المفروض على الحكومة أن تعمل على توفير مراكز التوحد وقاعات الرياضة وفضاءات التواصل.