الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

أي دور للأديان في حل الصراعات الدولية؟ خبير مغربي يجيب عن السؤال

أي دور للأديان في حل الصراعات الدولية؟ خبير مغربي يجيب عن السؤال نوفل عبود، الخبير المغربي في النزاعات الدولية
أكد عبود نوفل، المدير التنفيذي لمركز النورديك لتحويل النزاعات، على أن الأديان بريئة من تهمة إذكاء الصراعات..
وقال الخبير المغربي في مجال النزاعات الدولية "إن الأديان والحضارات لا تتصارع، وإنما يتصارع الناس لأسباب شتى، ومن المهم تفعيل دور الأديان في مواجهة النزاعات".
جاء ذلك ضمن فعاليات ندوة دولية عقدها "مركز النورديك لتحويل النزاعات" بشراكة مع "مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان"، يوم الأربعاء 27 أكتوبر 2021، عبر تقنية الاتصال المرئي، تحت عنوان: "حوار الأديان وتحويل النزاعات: نحو نموذج للتغيير". 
وقد عرفت الندوة مشاركة ثلة من الباحثين والخبراء والمتخصصين الدوليين في مجالات الحوار الديني وحل النزاعات، من دول مختلفة من بينها المغرب الذي سجل مساهمة متميزة خلال الندوة المذكورة.
وناقش المشاركون في الندوة، ثلاثة محاور رئيسة، تطرق المحور الأول إلى "المشهد المتغير للنزاعات وحوار الأديان"، فيما تطرق المحور الثاني إلى “إنجازات وتحديات وفرص الحوار بين الأديان كوسيلة لتحقيق السلام المستدام”، بينما خصص المحور الثالث لطرح توصيات علمية ومنهجيات عملية لتعزيز دور الحوار بين الأديان في الوقاية من العنف.
وركزت مداخلات المتحدثين في المحاور الثلاثة على تأكيد ضرورة تفعيل حوار الأديان في مجال حل النزاعات، وتطوير آليات ووسائل للتفعيل، والتقييم المستمر لها من خلال طرق منهجية علمية مستدامة لتعزيز نقاط القوة وتلافي السلبيات على هذا الصعيد.
وأكد إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان على دور الأديان في حلحلة الصراعات وتسوية النزعات لكنه نبه إلى أن التعصب الديني يؤدي أحيانا إلى التطرف وتأجيج الصراع بين الحضارات. وشدد في هذا السياق على الأهمية الملحة للحوار الديني لمواجهة الصراعات.. وقال ”لو نظرنا لعالمنا المعاصر الآن ومجتمعاتنا لوجدنا أن (الحوار) هو أكثر ما نحتاج إليه، في إدارة الصراعات ومواجهة أمواج الكراهية الشديدة التي تؤدي إليها".
وأضاف “أن المراهنة على الدين في مواجهة الصراعات يعود إلى ما للدين نفسه من مكانة في صناعة السلام، ولما للمعتقدات الدينية من أثر عميق في بناء العلاقات الشخصية والمجتمعية وكذلك الدولية، ولما لعلماء الأديان وقادتها من تأثير قوي على من يتبعونهم ويثقون بهم، يمكن استثماره لإدارة النزاعات وحلها”.
ولفت إلى أن تفعيل دور الدين في مواجهة النزاعات يتطلب جهدا كبيرا لإيجاد آليات لتحقيقه في واقع البشرية نظرا للصعوبات التي تكتنف هذا التوجه ومنها التفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية، وعدم استقلالية العديد من المؤسسات الدينية عن القرار السياسي، وبالتالي عدم قدرتهم على مواجهة الأفكار المتطرفة من جهة، ومن جهة أخرى عجزهم عن التصدي لمحاولات إفساد العملية الحوارية.
كما أشار في سياق الحديث عن الصعوبات إلى غياب المصارحة والاعتراف بالخطأ من القيادات الدينية.. مبينا في هذا السياق “أنه لا يمكن ترسيخ مفهوم السلام في الأديان ما لم تكن القيادات الدينية نفسها نموذجا وقدوة في ذلك لما لها من طابع النزاهة والمصداقية والتأثير في النفوس”.
واختتمت في ذات اليوم الندوة الدولية، التي نقلت أشغالها مباشرة على قناة "الجزيرة"، بالتأكيد على الأهمية الملحة للحوار وخصوصا الحوار الديني وذلك لم للدين من مكانة في صناعة السلام، وللمعتقدات الدينية من أثر عميق في بناء العلاقات الشخصية والمجتمعية وكذلك الدولية، ولعلماء الأديان وقادتها من تأثير قوي على من يتبعونهم ويثقون بهم، كل ذلك يجب أن يستثمر لإدارة النزاعات وحلها.