Monday 14 July 2025
مجتمع

مؤشرات الجفاف بالأراضي البورية، ولهذا السبب يعم قلق في الأوساط الفلاحية

مؤشرات الجفاف بالأراضي البورية، ولهذا السبب يعم قلق في الأوساط الفلاحية

"تعطل أخويا بزاف حلان الزريعة"، يقول أحد فلاحي منطقة سيدي بنور (ح.م)، وأبدى أسفه لتأخر التساقطات المطرية لموسم الحرث برسم سنة 2018. وعن أحوال قطعان البقر والماشية، ارتباطا بالأثمنة، قال الفلاح نفسه "نعتبر أن رحبة البهائم هي المؤشر والمقياس الحقيقي الذي يحدد وضعية الفلاحة بدكالة انطلاقا من الأثمنة، سواء سعر رؤوس البهائم الخاصة بالكسيبة أو المهيأة للذبح".

واستطرد في حديثه لـ "أنفاس بريس"، موضحا هذا المعطى بقوله "أثمنة بهائم لكسيبة انخفضت ما بين نسبة 20% و25%"، مما يؤكد أن "الفلاح البسيط بدكالة لم يعد قادرا على تأمين قطيعه على مستوى الأعلاف، وانطلق في عملية بيعها متكبدا خسائر فادحة".

وقال في هذا الجانب متسائلا "هل بمقدور الفلاح البسيط أن يشتري بالة من تبن الفصة التي وصل سعرها اليوم بسوق سيدي بنور إلى 50,00 درهم، وبالة تبن الشعير والقمح بلغت 40,00 درهم، دون الحديث عن غلاء مختلف أنواع الأعلاف جراء عملية الاحتكار والغش والنصب والاحتيال؟".

وفي  نفس السياق أكد الفلاح أن "رؤوس الأبقار الصالحة للذبيحة بدورها عرفت انخفاضا في الأثمنة، والرابح الوحيد في هذه الأزمة هم الجزارين، حيث يبتاعون الأبقار بثمن منخفض، واللحوم مازالت مستقرة في أثمنتها بجميع أسواق دكالة".

وأضاف قائلا "إن الثقافة الفلاحية والزراعية مازالت بدائية في أغلب المناطق، وتتطلب مجهودا كبير في التوعية والتأطير والمصاحبة والمراقبة، حتى يتمكن الفلاح البسيط من امتلاك آليات حديثة لمواجهة آثار الجفاف، وانخراطه في التقدم الحاصل على مستوى الزراعات البديلة وتربية المواشي". وفسر ذلك بقوله "تختلف جهات المملكة من خصوصية لأخرى، سواء على مستوى جودة التربة أو حجم التساقطات المطرية، أو التزام المتدخلين والفرقاء على مستوى نفس القطاع ومصالحة المختلفة".

وقال في هذا الصدد "تختلف عقلية ثقافة الفلاحة والزراعة بأراضي منطقة دكالة البورية، عن الأراضي البورية بمنطقة الشاوية وعبدة، حيث أن الفلاح (العبدي والشاوي) يصر على تهيئة الأرض، وحرثها وزراعتها في الموعد المحدد لهذا الغرض، مؤمنا بمقولة "الحرث بكري بالذهب مشري" في انتظار الأمطار. أضف إلى ذلك أن الفلاحين بهذه المناطق البورية منفتحين على عدة تجارب فلاحية ويتلقون تأطيرا زراعيا من لدن مختصين كل موسم فلاحي".

وعن انعكاس بوادر آثار الجفاف على فلاحي مناطق دكالة قال "بطبيعة الحال، فالرأس مال جبان، والفلاح البسيط يتقاتل من أجل ضمان قوت ماشيته واستمرار نسلها، قبل أبنائه وعائلته"، لذلك يضيف أن "ظاهرة التقشف بدأت تلوح في بيوت الفلاحين، وفي حقولهم، وإسطبلاتهم، بسبب مؤشرات جفاف قادم لا قدر الله".

واستدرك الفلاح قائلا "كل شيء ممكن، فتساقط المطر في الأيام القليلة القادمة، مازالت فوائده قائمة على مستوى انقاذ الموسم".. لكنه أكد في السياق نفسه "وجب على وزارة الفلاحة والصيد البحري أن تشمر على ساعديها وتنخرط في عملية دعم الفلاح". وتساءل "لا أتفهم غياب الحكومة في هذا المجال، وكيف لها أن تترك الفلاح عرضة للمضاربين في الأعلاف، وفي رؤوس الماشية". ووجه نداءه للحكومة قائلا "على القطاعات الحكومية المعنية أن تحفز وتدعم الفلاح، وتوصي به خيرا من طرف شركات التأمين الفلاحي التي تقوم بتعويض الفلاحين إن كان الموسم جافا، ولا تتركهم عرضة لأمزجة المجالس المنتخبة التي تنتظر ذات الشركات قراراتها بإعلان مجالاتها الترابية منكوبة جراء الجفاف".