الاثنين 6 مايو 2024
مجتمع

الخراطي: ينبغي تعميق البحوث البيطرية حول لحوم الأضاحي المتعفنة

الخراطي: ينبغي تعميق البحوث البيطرية حول لحوم الأضاحي المتعفنة

اعتبر بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن الوصف السليم لوضعية لحوم الأضاحي هو التعفن وليس الاخضرار. مضيفا في لقاء مع "أنفاس بريس"، أنه سبق خلال عيد الأضحى لسنة 2014، أن عرف ظهور مثل هذه الحالات التعفنية، في مدن قليلة لتنتقل لذروتها سنة 2017، بل وشملت بعض مدن تونس والجزائر..

وبخصوص ما تضمنه بلاغ المكتب الوطني لسلامة المنتجات الغذائية، الذي اعتبر أن "لتغير لون السقيطة أو تعفنها مرتبط بعدم احترام الشروط الصحية للذبح والسلخ والحفاظ على السقيطة في ظروف جيدة قبل تقطيعها وتخزينها عبر التبريد أو التجميد، وكذا ارتفاع درجة الحرارة"، أكد رئيس جامعة حقوق المستهلك، أن المغاربة ليسوا مبتدئين في عمليات الذبح والتجفيف والتخزين، فمنذ 14 قرن وهم يقومون بهذه الشعيرة، ويتناقلها الأبناء عن الآباء، وإلا لنا أن نتساءل عن وضعية اللحوم خلال نحر مئات الآلاف من أكباش الهدي في موسم الحج في ظروف أقل بكثير عما تعرفه ظروف الذبح في المغرب، كما أن تعليل مكتب "اونسا"، بارتفاع درجة الحرارة، مردود، مادام أن درجة حرارة بلدان الخليج أشد ارتفاعا من المغرب، ولم تتعفن أضاحيهم. مبرزا أن هذه الحالات التعفنية لم تظهر حتى في المجازر القروية التي تعد خارج تصنيف السلامة الصحية. مؤكدا أن هناك ظروفا داخلية وخارجية تؤدي لهذه التعفنات، وهي طرق ومواد التعليف، التي تظل خارج المراقبة، وإعطاء بعض الكسابة لقطعانهم مضافات غذائية أو منتجات حيوانية، أبرزها مخلفات الدجاج.. لهذا فإن المحور الذي يعرف نشاطا تجاريا مكثفا لتربية الدجاج، هو الذي يحمل هذه التعفنات، خصوصا في مراكش، إلى جانب الجزائر وتونس التي تشهد استهلاكا للحوم البيضاء..

ونبه الخراطي، إلى أن بعض الأمراض لا تظهر لدى قطعان الغنم إلا بعد ذبحها وتقطيعها، حيث من الطبيعي أن تتوفر هذه اللحوم على بكتيريا نافعة، لكن بعد ذلك تحل بكتيريا غير نافعة تضر بالسقيطة، غير أن سرعة التعفن خلال موسم عيد الأضحى الأخير، أحيانا في أقل من 24 ساعة، يطرح أكثر من علامة استفهام على كل المتدخلين من مكتب السلامة الغذائية إلى وزارة الفلاحة إلى وحدات التسمين إلى الكسابة..

وأكد الخراطي أنه لابد من تعميق البحوث البيطرية حول هذه اللحوم المتعفنة وعدم التسرع بإصدار بلاغات لا تسمن ولا تغني من جوع، مادام أن مكتب السلامة الغذائية يتوفر على أطر بيطرية تتميز بالكفاءة، رغم ظروف الاشتغال غير المحفزة على البحث. معتبرا أن هناك احتمالات تهم بالأساس مواد التعليف المختلطة ببقايا الدجاج، مما يرفع شحنة البكتيريا غير النافعة، أو إضافة مواد غذائية أبرزها مادة E512، التي تخفض حموضية اللحم، وهي كلها مواد تؤدي إلى تسريع تسمين الخروف في ظروف قياسية، سواء عن طريق الفم أو التلقيح..

ونبه الخراطي إلى ضرورة اتخاذ كل الحيطة والحذر في التعامل مع هذه اللحوم المتعفنة والتخلص منها حتى لا يتم استغلالها من قبل ذوي النوايا السيئة للإضرار بصحة المواطن، واستعمالها في الأكلات الخفيفة. ملاحظا أن هناك غيابا لمصالح الحفظ الصحي، في مصادرة هذه اللحوم المتعفنة عن طريق حرقها. والحال أن بعض المناطق أصبحت تشكل اللحوم المتعفنة شبه جبال فيها يهدد صحة المواطنين والحيوانات على حد سواء..

وبخصوص توصياته حول هذه المعضلة، أكد رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن الحاجة ضرورية لتفعيل قرار ترقيم الأغنام والابقار، قصد تتبعها ومعرفة مساراتها خلال التعليف والذبح، وكذا تشديد المراقبة على وحدات تسمين الأغنام والعمل وفق القوانين والإجراءات من قبل مكتب "أونسا"، ثم وضع نظام التأمين لحماية الكساب والمستهلك، تشجيع المحلات المرخص لها ببيع الأغنام، ومنح المواطن فاتورة الشراء تتضمن رقم الخروف، حتى تسهل المتابعة في حالة حصول مستجدات...