Wednesday 9 July 2025
مجتمع

مومر: يا ليت مخابرات الجزائر تعلم انخراط المغرب في معركة بناء إفريقيا

مومر: يا ليت مخابرات الجزائر تعلم انخراط المغرب في معركة بناء إفريقيا

ثلاث محطات، ثلاثة أبعاد تظهر درجة تحامل حكام الجزائر على المغرب الذي بات يشكل عظمة في حلقها أكثر من أي وقت مضى بعد عودة المغرب للإتحاد الإفريقي وخطاب الملك بمناسبة ثورة الملك والشعب. و ركب قصر المرادية في هجماته اليائسة على: أولا الطريقة الصوفية فاتهم قدوم الكركرية من العروي من منطقة الناظور باختراقها المجتمع الجزائري خدمة لأجندة المغرب، وثانيا على المؤامرة حيث كان حكام الجزائر وراء تعرض الوفدين المغربي والياباني للإعتداء في القمة الإفريقية اليابانية الأخيرة - تيكيل - في الموزمبيق في تناقض تام مع القواعد والمساطر المنظمة للمؤتمرات والإجتماعات المتعددة الأطراف. وثالثا على راهن حكام الجزائر على الخيانة فوظفوا في ذلك أميناتو حيدر الإنفصالية التي عبرت من الجزائر عن دعمها حراك الريف ونسيت أنها تتجول العالم بجواز مغريي. و في هذا الإطار توصل موقع "أنفاس بريس" من الناشط الجمعوي عبد المجيد مومر الزيراوي، الشاعر و رئيس جمعية الإختيار الحداثي الشعبي، بهذه الورقة:

"ضجيج (الكركرة) المزركشة لا يمنع الغربان من ترديد صوت النعيق المنذر بشؤم الخبر. و لو كانت الجن تعلم الغيب، لعلمت المخابرات الجزائرية أن ذاك "الكرسي الخشبي" فتح شهية "الأرضة "، و لعلمت أيضا بأن الدوام لله الذي لا يموت و أن البشر له موعد و مستقر.

و إذا كانت فوضى (الكركرة) تستبسط تناقضاتها في شكل المربعات المرقعة، فإن الغربان منحت صوتها لـ"خائنتو حيدر" نذيرة الشؤم، و لعل شؤم الخبر يتلخص في ندوة التحريض على الحرب. والبقية تنتظر:

تلك "الروح" الجزائرية مهددة في أمنها بالفرقة الكركرية، وها هو طابور الحرب يقرع أجراسها!. و"خائنتو حيدر" تلعب أدوارها في طعن موطنها؛ أدوار مدفوعة الأجر وفق خطط مكشوفة، مضبوطة التوقيت و مترابطة فيما بينها. فبين الموزمبيق و ندوة التحريض على الحرب في العاصمة الجزائر، تتراءى تمثلات الحملة المسعورة التي تحاول التشويش على العمل المغربي التنموي المتضامن مع العمق الإفريقي. إننا فعلا نواجه عماه الديبلوماسية الجزائرية التي ترفض التحلي بالذكاء السياسي اللازم لتدبير الخلاف و الإختلاف، مثلما ترفض الحل العملي وفق مبدأ رابح – رابح.

فماذا بعد؟!

لن نستطيع خلخلة هذه المعيقات المرضية إلا بالتمسك بالخطاب الواضح و الثقة المستمرة في جدية و مصداقية المبادرات المغربية الساعية إلى تدشين مرحلة مشرقة من الإنماء و البناء المتواصلين لإفريقيا المستقبل. و قد تبدو الموانع المادية كإكراهات ذات أولوية، إلا أن المرء يجد نفسه أحيانا أمام وقائع تنبث أن الموانع التي تبنيها "العقد النفسية و السيكولوجية" تكون في أحيان كثيرة صعبة التجاوز. فلغة السلم و الحوار تقابل بنعيق غربان الحرب و الدمار، لا لشيء إلا لأن مصطلح المغرب الكبير بات "يصرع " جن المخابرات الجزائرية الذي سيدهشه نهم حشرة الأرضة بالكرسي الخشبي.

فيا ليت المخابرات الجزائرية تعلم؟!

أن المغرب منخرط في معركة بناء إفريقيا واثقة من نفسها، متضامنة ومجتمعة حول مشاريع ملموسة، ومنفتحة على محيطها. و أن خطاب ثورة الملك و الشعب يستحق نعت " مخطط إعمار متعدد الأبعاد "؛

و يا ليت "جن" المخابرات الجزائرية يفهم نص الخطاب بالتدبر العميق في الفقرة المفتاح لاستنباط رسالة الملك محمد السادس؟؟؟، حيث أشار الملك بالقول "ومن يعتقد أننا قمنا بكل ذلك، فقط من أجل العودة إلى الاتحاد الإفريقي، فهو لا يعرفني".

و هنا وجب أن يركز "جن" المخابرات ذكاءه في هذا الإنتقال اللغوي من النون الدالة على ضمير المتكلم بصيغة الجمع في "أننا قمنا بكل ذلك" و التي تؤكد حرص الملك على ترسيخ ثقافة الاعتراف بجماعية العمل المنجز و كذلك افتخار الملك الإستراتيجي بفريق عمله، إلي اعتماد ضميرالمتكلم بصيغة المفرد في جملة "فهو لا يعرفني" الذي يوضح العزيمة القوية لشخص الملك عبر استعمال ضمير المتكلم الواثق من الانتصار للمستقبل، و لعلها أهم الصفات القيادية لتي يتمتع بها الملك محمد السادس، بالإضافة إلى ميزة التفكير العميق والواقعي الذي تحكمه رؤية استراتيجية اندماجية بعيدة المدى، وفق مقاربة تدريجية تقوم على التوافق.

و أمام بشاعة الإفلاس القيمي لطابور "اللانظام" المعاكس لرغبات الشعوب في التعايش الهادئ، نختم بالتذكير بجمالية الغايات المعبر عنها في خطاب الملك و الشعب، حيث يتمظهر مستوى التأصيل الأخلاقي لـ "مشروع إعمار إفريقيا المتعدد الأبعاد" من خلال تشبت الملك محمد السادس بنهج القيم الراقية و المقاصد النبيلة.

و هذا ما توضحه بجلاء الفقرة الواردة في نص الخطاب: فما أحوجنا اليوم لاستلهام قيم التضحية والوفاء والعطاء المستمر لمواصلة حمل مشعل هذه الثورة المتجددة، داخليا وقاريا. فبهذه المبادئ والقيم، وبالعمل الجماعي، سنتمكن من رفع التحديات المتداخلة التي تواجهنا لتحقيق التنمية الشاملة، وترسيخ الأمن والإستقرار الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة"