الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

لماذا أغفل "لَعْرَايْشِي" بالبرلمان صفقات برامج السهرات الفنية لفائدة "مُولْ اَلشْكَارَةْ"

لماذا أغفل "لَعْرَايْشِي" بالبرلمان صفقات برامج السهرات الفنية لفائدة "مُولْ اَلشْكَارَةْ" فيصل العرايشي
خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، يوم الأربعاء 25 ماي 2021، والمخصص لتقديم عروض الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية "صورياد دوزيم"، بحضور عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، تحدث فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، عن شركات الانتاج والميزانيات الخيالية التي تخصص لها .
وأكد بلغة "الخبير الذي ينجز التقارير مقابل صفقات خيالية" على أن تعويضات الممثلين بعدما كانت سنة 1999، لا تتعدى 200 درهم، للحلقة الواحدة ـ حسب ما أخبره عدد من الممثلين الذين هجموا على مكتبه في تلك السنة ـ (1999)، حيث استقبلهم بمكتبه ليخبروه بحقيقة معاناتهم مع الإقصاء والتهميش وأمور أخرى تتعلق باحتكار المشهد التلفزيوني من طرف من ولدوا بنعمة معالق من ذهب في أفواههم. 
وأكد فيصل العرايشي أمام ذات اللجة البرلمانية بالمؤسسة التشريعية أن اليوم تعويضات الممثلين تضاعفت إلى  300 مرة "حسب قوله". وأشار إلى أن بعض "الممثلين" يتقاضوا اليوم مليون سنتيم أو أكثر للحلقة الواحدة. وأضاف قائلا: "أن أغلب الممثلين يشتغلون في "مسلسلات" و "أفلام" و "سيتكومات" التلفزيون. 
سؤالنا الآني للسيد الرئيس المدير هو، هل يمكن مقارنة ما لا يقارن السي العريشي وقد مر على حدث الإحتجاج 22 سنة بالتمام والكمال دون الحديث عن فضائح "المناولة" و احتكار بعض شركات الإنتاج لأغلب الصفقات بنسبة 90 في المائة؟
لكن لنتساءل مع المشاهدين عن جودة الأعمال الدرامية ومواضيعها الإجتماعية والثقافية؟ وعن وجوه "التمثيل بالشعب" التي تحتكر "المشهد/الصورة" وما هي القيمة المضافة التي يفتخر بها المغاربة الآن بعد مرور (22 سنة)؟ وكيفية انتقاء الأعمال الفنية والممثلين المحظوظين؟ وهل مازال للشاشة دورها الرائد في التأطير والإشعاع وتربية الذوق الفني على الجمال والقيم؟ واستثمار الموروث الثقافي الشعبي "فن العيطة" ومواضيعها في كتابة الأعمال التلفزيونية؟ وكأننا شعب بلا ذاكرة وبلا هوية تحصن الوطن ضد كل أشكال الإستيلاب و الإبتذال والتسفخ والسخافة المفرطة؟
السؤال الأكثر حرقة الذي الذي يتداوله المراقبون والمهتمون بالشأن الفني عموما هو: "أين  الفنان الشعبي و المغني والموسيقي والملحن وكاتب الكلمات من كل هذا "التشخيص" طيلة ساعة من زمن مداخلتكم أو أكثر ، على اعتبار أنكم لم تشيروا لا من قريب ولا من بعيد للمطرب أو الموسيقي والمجموعات الفنية الطربية والتراثية في زمن كورونا، وكأنهم كائنات لا تنتمي الى هذه الرقعة الطيبة للوطن، وليس لها الحق في هذا التلفزيون الذي حولتم ميزانيته لـ "مُولْ اَلشْكَارَةْ" الذي يشغل الفنانين المعنيين بالمجان أو بالصدقات وممارسات أخرى وفق تعبير العديد من هؤلاء المهمشين؟. 
في هذا السياق يوضح أحد المهتمين بالمجال الغنائي والموسيقي بالقول "في سنة 1999 لم يكن يتعدى الغلاف المالي الإجمالي للاستثمار في الإنتاج الدرامي للقناة (الأولى) 800 ألف درهم، وكانت أجور الممثلين تصل في أحسن الأحوال إلى 200 درهم للحلقة، لكن المجهودات المبذولة مكنت الآن من بلوغ غلاف مالي يتراوح بين 200 و250 مليون درهم، وتحسنت أجور الممثلين لتصل إلى 10000 درهم للحلقة على الأقل".
 
جميل أن تقرر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة التفكير التخلي عن "الستيكومات" هذا النوع الدرامي "المائع والمستنسخ" والذي يلتهم الملايير من جيوب المواطنات والمواطنين، مقابل عرض مسلسلات مغربية ذات قيمة تاريخية وثقافية في وقت الذروة.
 
رجاء افتحوا نافذة الأمل والثقة على ذاكرة الأمجاد والبطولات وانتصارات المغاربة منذ مئات السنين (أفلام تاريخية) وأوقفوا مسلسلات العبث التي تكرس الدونية والإحباط في نفس هذا الجيل الذي يفتقد لبوصلة تعزز موقف التفاخر بتامغربيت الحقيقية.