الخميس 18 إبريل 2024
خارج الحدود

الخبير القضائي بومنينة: هذا ما ينتظر أوروبا بسبب فشل برامج إعادة تأهيل المعتقلين السلفيين

الخبير القضائي بومنينة: هذا ما ينتظر أوروبا بسبب فشل برامج إعادة تأهيل المعتقلين السلفيين الخبير بهاء الدين بومنينة وفي الخلفية مشهد من اعتقال أحد السلفيين بأوروبا (أرشيف)

قال بهاء الدين بومنينة، الخبير القضائي المعتمد لدى المحاكم الإسبانية المختص في الإرهاب الدولي، في لقاء تفاعلي رقمي نظمته الرابطة المغربية للشباب والطلبة، إن دول الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط تعاني من مشكل فهم السلفية الجهادية، بسبب مشكل اللغة، إذ تعتمد على مترجمين متخصصين في هذا المجال، أو على خبراء قضائيين، أو تلجأ إلى التعاون مع دول أخرى مثل التعاون القائم بين اسبانيا والمغرب .

 

وأشار بومنينة أن الوضع في أوروبا، حاليا، تسود فيه نوع من الضبابية، علما أن أغلب المحكومين في قضايا الإرهاب عام 2014 و2015 أي بالتزامن مع أوج قوة وإشعاع تنظيم داعش الإرهابي ستنتهي فترة محكوميتهم في السنوات القليلة المقبلة، حيث يرتقب مغادرة نحو 1000 معتقل سلفي جهادي للسجون الأوروبية خلال عام 2020.. مضيفا بأن هؤلاء لم يخضعوا لأي برنامج لمحاربة التطرف، علما أنهم من العائدين من بؤر التوتر مثل سوريا والعراق.. مبديا تشاؤمه بشأن المستقبل، علما أن الأنظمة الدستورية في أوروبا تمنع أي عمل أمني واستخباراتي يستهدف محاربة المتطرفين على غرار دول شمال إفريقيا.

 

وأضاف أن برامج إعادة تأهيل السلفيين الجهاديين بأوروبا منيت بالفشل الذريع بسبب غياب معرفة فقهية لجذور مشكل التطرف؛ مقدما مثال العمل الإرهابي الذي قام به أحد المستفيدين من برامج إعادة التأهيل بلندن والذي أودى بحياة مدربين معتمدين لهذا الغرض والذي يقف خلفه أحد المستفيدين من هذا التأهيل.

 

وبخصوص إسبانيا أشار نفس الخبير أن الإدارة العامة للسجون كانت تسير في اتجاه خاطئ من ناحية التعامل مع السجناء السلفيين؛ مضيفا بأن البرامج التي تطبق في بعض السجون لم تعط نتيجة؛ وأن المشروع الذي يشرف عليه في ما يتعلق بإعادة تأهيل السجناء السلفيين مختلف عن المشاريع الموجودة في الدول الأوروبية، لأنه مبني على هدم المنظومة الفقهية التي يرى بها السلفيون الحياة، عبر بلورة نقاشات فقهية من طرف متخصصين في هذا المجال، كما أنه مبني على محاولات حوار وإعادة بناء الثقة معهم، ولكن بناء على مرجعية اسلامية.

 

وعن إمكانية توظيف تجربة المغرب في محاربة الإرهاب في اسبانيا، أشار الخبير أن أسس مشروعه لمحاربة الإرهاب في اسبانيا لا يختلف كثيرا عن التجربة المغربية، ولكن لا يمكن القول إنه نفس المشروع بسبب اختلاف العقليات والبيئة.. مضيفا بأنه استفاد من التجربة المغربية والتجربة الأردنية، والتجربة المصرية، ووقف على الأخطاء المرتكبة في السجون المصرية سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وحاول تجنبها في التعاطي مع السجناء السلفيين.. موضحا بأن السجناء السلفيين في اسبانيا يختلفون عن نظرائهم في المغرب أو تونس أو الجزائر فكريا وايديولوجيا رغم القرب الجغرافي.

 

وأضاف الخبير قائلا بأن هناك صنف من السلفيين الجهاديين يستحيل أن تنجح معهم برامج للمراجعات الفكرية على غرار ما حصل في المغرب، وخصوصا منهم من تدرجوا داخل مختلف التنظيمات السلفية مثل حركة الدعوة والتبليغ، ما لم تحصل لديهم قناعات شخصية بالتراجع عن أفكارهم المتطرفة على غرار ما حصل مع السلفي الجهادي السابق أبو حفص، وبالتالي فمحاولة استنساخ التجربة المغربية في اسبانيا سيحكم عليها بالفشل الذريع.