الخميس 18 إبريل 2024
اقتصاد

الدريسي يدعو إلى استفادة ساكنة ورزازات من التطور التنموي مع الحفاظ على التوازنات البيئية

الدريسي يدعو إلى استفادة ساكنة ورزازات من التطور التنموي مع الحفاظ على التوازنات البيئية عبد الرحمان الدريسي

شدد عبد الرحمان الدريسي، رئيس المجلس الجماعي لورزازات، على أن الواحة وفرت شروطا اجتماعية، اقتصادية وثقافية لولادة الفعل السياسي بهذه المنطقة والممتدة آثارها لِتصِلَ إلى سُدَّةِ الحُكم.

 

وتحتضن مدينة ورزازات النسخة الثامنة للمنتدى الدولي للسياحة التضامنية إلى يوم 30 يناير 2020، تحت شعار: "مُرونة المناخ، و التنمية المستدامة والسياحة التضامنية في واحات العالم: سياحة رصينة من أجل تنمية مستدامة".

 

وأكد الدريسي، في كلمته الافتتاحية، أن المنتدى يروم تعزيز الترافع من أجل الحفاظ على الواحات في جميع بلدان العالم، وتطوير نموذج تنموي سياحي رَصِين من أجل تنمية محلية مستدامة، وتبادل التجارب والخبرات بين مختلف الفاعلين إقليميا ودوليا.

 

وتعد جهة درعة تافيلالت مجالا واحاتيا بامتياز، شَكَّلَ -ومازال يُشَكِّلُ- لَبِنَة أساسية في تاريخ المغرب المُعاصر، ويتجلى ذلك في كون وَاحَتَيْ درعة تافيلالت مَهْدَ دَوْلَتين عَرِيقتين كان لهما الأَثَرُ الكبير في الحُكم المعاصر للمملكة المغربية، وهما الدولة السعدية ومَهْدُهَا تَمْكروت، زاكورة بواحة درعة، والدولة العلوية ومَهْدُهَا مولاي علي الشريف بواحة تافيلالت.

 

 

والواحة أيضا، حسب رئيس المجلس الجماعي لوارزازات، فضاءٌ للعيش وللحياة، باعتبارها مجالا يُوَفِّرُ شروط الاستقرار، حيث استطاع الانسان أن يُطَوِّعَ الطبيعة التي منحته الكثير، فقد شَيَّدَ القصور والقصبات التي لازالت لحد اليوم مَحَطَّ اهتمام الباحثين والدارسين سواء من حيث هندستها وعُمرانها أو من حيث دلالتها الأنتربولوجية الضاربة في عمق التاريخ، فقد كان المَدْشَرْ أو القصر يختزل فن العيش في أسمى تجلياته، فهو مَأْوى، ودار الجماعة، ودار الضيف، ومسجد، وفضاء تَذوبُ فيه الاختلافات العِرْقِيَة والدينية واللُّغوية ليتسع للجميع، عرب، مسلمون، أمازيغ، أفارقة ويهود، وهذا التنوع الإِثْنِي ساهم بشكل كبير في إعطاء الواحة خصوصيات تُمَيِّزُهَا عن مجالات أخرى كثيرة، فقد ازدهرت الثقافة والعلم وخزانات تَأْوِي أُمهات الكتب في مختلف الميادين كما بالخزانة الناصرية بتَامْكْرُوت، كما ازدهر الشِعر لارتباطه الوثيق بالإنسان النازح من الشرق إِبَّانَ الفتوحات الإسلامية والهِجرات المتتالية بعدها (بنو هلال وبنو معقل) اسْتِضَافَتِهِ في بيئة لا تختلف كثيرا عن بيئته الأم، واستمر الشِعر يُؤَدِّي دوره إلى يومنا هذا من خلال فنون مُتَجَدِّرَة كالكَدْرَة بالمحاميد والرَّسْمَة والصْقْل بزاكورة وفن الملحون بتافيلالت، بل اِمْتَدَّ ليكون مصدرا فنيا لفرق غنائية وطنية كناس الغيوان وجيل جيلالة و لمشاهب، هذا النوع امتزج بنوع آخر يُتَرْجِمُ ثقافة أخرى، ثقافة أمازيغية تُعَبِّرُ عن ذاتها بألوان غنائية فلكلورية كأحواش ورزازات، ورقصة النحلة وأحيدوس وإلى جانبها تعبير الثقافة الإفريقية المتجلي في كناوة بواحة تنغير.