Saturday 12 July 2025
مجتمع

رقية أشمال: مسيرة الكرامة بآيت بوكماز تكشف مؤشرات قوية عن تحولات مجتمعية وتنموية بالمغرب

رقية أشمال:  مسيرة الكرامة بآيت بوكماز تكشف مؤشرات قوية عن تحولات مجتمعية وتنموية بالمغرب رقية أشمال وجانب من مسيرة الكرامة بآيت بوكماز
وصفت رقية أشمال الخبيرة في قضايا المجتمع المدني، ، مسيرة الكرامة الجبلية التي خاضها سكان آيت بوكماز بأنها تعبّر عن أربع مؤشرات كبرى تعكس تحولات مجتمعية وتنموية عميقة تعرفها البلاد.

وأوضحت أشمال أن المؤشر الأول يتمثل في ضمان حرية التعبير وتعزيز منسوب الديمقراطية، حيث أضحى الخروج العلني للاحتجاج ممكنًا في القرى كما هو الحال في المدن، مما يدل على تَرسُّخ ثقافة التعبير السلمي عن المطالب.

أما المؤشر الثاني، فترى أنه يكشف عن الفوارق التنموية، حيث حظيت مناطق مركزية بنصيب أوفر من المشاريع، في حين بقيت مناطق أخرى، كآيت بوكماز، على هامش هذه الدينامية، مما يدفع السكان إلى المطالبة بتقاسم عادل لحظوظ التنمية.
 
وفيما يخص المؤشر الثالث، اعتبرت أشمال أن هذه المسيرة تؤكد محدودية السياسات الترابية والعمومية، وهو ما أقرته تقارير رسمية، من بينها وثيقة النموذج التنموي الجديد، رغم المجهودات المبذولة في إطار الجهوية المتقدمة. ولفتت إلى أن وتيرة تفعيل السياسات تختلف بين الجهات، حيث انتقلت بعض المناطق إلى مرحلة تجويد السياسات العمومية، في وقت ما تزال فيه أخرى عاجزة حتى عن بنائها.

أما المؤشر الرابع، فهو – بحسب الخبيرة – يعكس ذكاء النظام المغربي القائم على تكامل اللاتمركز الإداري والجهوية المتقدمة، حيث أبدت السلطات الإقليمية تفاعلًا إيجابيًا كمُنصت ومسّرع لتنفيذ المشاريع، ما يدل على وجود ثقة من المواطن في مؤسساته، التي يتوجه إليها كلما شعر بالتهميش أو الظلم.
 
وختمت رقية أشمال تصريحها بالتأكيد على أن هذه المؤشرات لا تخص فقط آيت بوكماز، بل تنبئ بموجة احتجاجية قد تمس مناطق مجالية أخرى إذا لم يتم التعاطي مع قضاياها بالجدية والسرعة اللازمتين، قائلة:" أن الحديث عن هاته المؤشرات لا يسم مسيرة الكرامة الجبلية بآيت بوكماز وإنما يستشرف الحديث عن النفس الاحتجاجي المتوقع بأي منطقة مجالية مالم يتم التعامل معها بالجدية المطلوبة في الوقت المطلوب."