الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد أحمد كين: مخاضات الجزائر ومآلات تندوف...

محمد أحمد كين: مخاضات الجزائر ومآلات تندوف... محمد أحمد كين
مخاضات الجزائر... 
كتبت قبل أربع أشهر أن هناك ثلاث إرادات ستتصادم على امتداد ثورة الشعب على العسكر بالجزائر. الأولى إرادة القايد صالح وجنده، والثانية إرادة حراس حكم بوتفليقة الذين حكم عليهم اليوم بأحكام تخرصهم إلى أن تحاك، لا قدر الله، للجزائر عباءة استبداد جديد تؤمن له سبل التمكين دون منغص من توفيق أو نزار، والثالثة إرادة الشعب التي تهز شوارع العاصمة كل جمعة دون كلل.
مبعث القلق هو ما نشهده من إصرار من الإرادة الأولى على استغباء الشعب، لتقدم نفسها للعالم كحارسة للوطن، وهي تسعى إلى فرض انتقال أجوف لن يقبله أهل الجزائر ما لم تتوفر مقومات المشروع الوطني الجامع، والذي يحتضن كل الأصوات الحرة ويقطع مع الحرس القديم ونزواتهم التي علقت آمال المنطقة في اندماج يجلب السلم والتنمية والعيش الكريم. ليس للعسكر مكان بين السياسيين... عسكر الجزائر اختطفوا الحكم وألبسوه رداء المجاهدين، وراحوا يعلقون كل أخطاءهم على مشجب المؤامرة الخارجية. غير أن للشعب كلمة أخرى قالها إذ رفض مسرحية انتخابات مطلع يوليوز وسيقولها رفضا لمسرحية منتصف دجنبر.
مآلات تندوف...
كل قول فيما تعيشه مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر يجب أن ينتبه بالضرورة إلى مخاضات البلد المضيف وتطوراته ووتيرة التحول فيه. تسمي البوليساريو الجزائر بالحليف، غير أني أطرح سؤال محوريا هنا ولي فيه إجابة:"أي جزائر تعتبرها البوليساريو حليفا؟ جزائر العسكر أم جزائر أحرار الشعب؟" يعرف قادة البوليساريو ان ليس لهم في غير عسكر الجزائر من يحميهم ويمد لهم في وجودهم ويفرضهم على رؤوس الناس إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. هم يعرفون أن حليفهم في الجزائر هم كل تلك الإرادات التي سعت وتسعى إلى إجهاض مسارات الديمقراطية بهذا البلد الشقيق...
قادة البوليساريو تخيفهم رياح الديمقراطية بالجزائر، التي قد تعصف بما تبقى من حلم الإنفصال لديهم، بعد أن تآكلت مشروعيتهم لدى من شايعوهم، وسقطت أوراق التوت عن عوراتهم وانكشفت للعالم كل المآسي التي صنعوها قتلا وتعذيبا وتنكيلا ببني جلدتهم بسجون مرعبة يؤخذ لها كل صوت حر إلى يومنا هذا. مآلهم إلى أفول، وهم يرون فنزويلا وكل حصون الدكتاتوريات التي تدعمهم، وهي تتهاوى حولهم. مآلهم إلى أفول وقد اشتهرت أسماءهم عند أهل المخيمات كتجار مخدرات يزرعون الرعب بين الناس دون حسيب أو رقيب... 
إلى دعاة الوحدة.... افختروا أن وجدتم أنفسكم تناضلون ضد كيان تدعمه الدكتاتوريات وينخر جسده الفساد ويقوده من تلطخت أيديهم بدماء إخوتهم فزادوا على ذلك كل أشكال الجرم المنظم من تهريب وتجارة في الممنوعات...
إلى دعاة الإنفصال...تذكروا أن الحق يعلو ولا يعلى عليه...