الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: إلى الأستاذة صاحبة الفيديو.. لا حقّ لك في الاحتجاج

يوسف غريب: إلى الأستاذة صاحبة الفيديو.. لا حقّ لك في الاحتجاج يوسف غريب
سيدتي.. لقد ولجت فضاء المؤسسة التعليمية بصفتك معلمة وبحوزتها قرار التعيين.. إذ لا يحقّ لأي شخص غريب أن يلج المدرسة كمؤسسة عمومية دون إذن مسبق ومحدْد في الزمان والمكان والموضوع..
وأعتقد أنّك فوجئت إلى درجة الصدمة بالحالة المتردية للقسم الذي ستشتغلين فيه.. مع توثيق ذلك عبر فيديو منشور بالمنصات الافتراضية.. كأسلوب احتجاجي تشهيري في نظرك.. وهو الذي لا يتناسب وصفتك كمعلمة / موظفة تخضع لضوابط وقوانين منظمة لعلاقة الموظف بالمؤسسة.. بما فيه حقّ التظاهر والإحتجاج… وهوما تجهله أو تتجاهله الأستاذة التي من حقها أن تتوفر على الحد الأدنى من شروط العمل… فهناك قنوات نضالية احتجاجية أخرى يوفرها القانون.. منها إخبار النقابة عبر اللجن المحلية.. وارسال تقرير مفصل وموثق بالصوت والصورة.. لأنه الإطار الوحيد الذي له الحق في طلب مقابلة المسؤولين لطرح جملة القضايا المتعلقة بصحة وسلامة ظروف العمل لرجال ونساء التعليم وخاصة العالم القروي.. 
الإطار النقابي هو الوحيد الذي له الحق في اصدار بيانات شديدة اللهجة في مثل هذه الحالات وأخرى.. وووبل والدعوة إلى الإضراب في تلك المؤسسة…. النقابة هو الإطار الوحيد الذي يحمي رجال التعليم من كل شطط للاستعمال السلطة.. غيرها.. القانون لا يحمي المغفلين والجاهلين لحقوقهم وواجباتهم.. منها هذا الخطأ في أسلوب الاحتجاج… وليس الاحتجاج نفسه.. 
وفي الربط مع النازلة.. فزملاؤها الذين وقعوا محضرا لنفي كل ماجاء بالفيديو…فعلوا ذلك بصفتهم المهنية.. التي لا تعني أي شيء أمام مجلس التدبير الذي تمّ تغييبه في الموضوع.. 
ولنفرض جدلا.. أن الأستاذة في بداية مشوارها المهني وبكل الحماسة الشبابية وعنفوانها.. والبحث عن البوز والنجومية تمّ نشر هذا الفيديو بكل ما يحمله من وصمة عار للمدرسة المغربية.. سأتعاطف مع أستاذتنا ولو أنه خطأ مهنيّ واضح.. 
لكن أن يتمّ نشر وقائع وأحداث أثناء عملية الإصلاح خلال العطلة وقبل الدخول المدرسي.. ونشره مباشرة بعد اسئناف الدراسة فإن في الأمر ما يدفع إلى الكثير من الشبهة.. والحيرة.. 
ولنترك بيانات الحقيقة للمؤسسات المعنية والصور المرافقة لها تبيْن عكس ماجاء في الفيديو…
فإن أخطر ما في العملية وغيرها من المنشورات الأخرى وفي مجالات مختلفة تكاد تغطي على هذا المجهود الجبار على مستوى تأهيل المؤسسات التعليمية.. بانخراط الجميع وخاصة المجتمع المدني أفرادا وجمعيات.. ولا تجد طريقها إلى الترويج والاهتمام بها… بنفس اهتمامنا بصورة سبورة واحدة مكسورة.. وسط آلاف السبورت الجيْدة…
وفي بعض الأحيان قد تجد أنها صورة مأخودة من الأرشيف.. 
مع الاحتجاج.. والنشر عبر اطاراتنا القانونية 
غير ذلك فهو إما جهل بقانون الوظيفة العمومية.. أوالبحث عن وهم البطولة.. 
أما نشر الزيف وتغيير الحقائق ففيه الكثير من الشبهة والحيرة