الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

لحسن معتصم:حركة في غير محلها ... عن القانون الإطار أتحدث

لحسن معتصم:حركة في غير محلها ... عن القانون الإطار أتحدث لحسن معتصم
التغيير لا يقوده العاجزون.. التغيير مرتبط بالحلم وبالقدرة على تحقيقه. ولا يقود التغيير العجزة، لأن الزمن دوار وشحناته تتغير بتغير السياقات. ما كان نافعا هنا قد لا يصلح للهناك، ومن كان أصلح في سياق محدد قد يتوارى إلى مراتب الظل وإن كره ذلك او أبى أو تكبر أو "تعنتر". 
في سياقنا المغربي يبدو الأمر مستعصيا على الهضم، لأن بعض "الرواد" لم تدر بخلدهم دوامة الحياة وسحر ما فيها من تجديد لصلب التزامن. 
يصوت البرلمان على قانون جديد، قانون إطار، بعد جدال ومماحكة إيديولوجية قلما حظي بها قانون قبله. ثم تحط الحرب الكلامية أوزارها فتقوم قائمة بعض الإخوة - الشيوخ فيأتلفون في حركة قبل الصيف، حركة مهددة بأن تكون كسحابة الموسم.
مسؤولون سابقون يهددون بتنظيم حركات احتجاجية فيبدون كالمومس التائبة (لن ننسى أن بعضهم كان قد أطلق حركة للتائبات وتلكم قصة أخرى)، كالملحد الذي يتلو الشهادة على فراش الموت. 
ما الخطب؟ إذا كنا نؤمن بالمؤسسات، فالمؤسسات قد قالت كلمتها. وإن كنا نلهث وراء الزعامات فالزعامات قد ولت وانتهى عهدها.
وأبشع ما في الأمر ازدواجية الخطاب لوزير سابق (80 سنة)  ومستشار لليوسفي (73سنة) ورئيس للحكومة (65 سنة) بعد آخر تعديل دستوري، أتت به صناديق ما بعد 20 فبراير، فلم يتمكن من إحراز التقدم اللازم، بل انقض على المواقع هو وخلانه، ووجه المدفعية كلها إلى من عارض نهجه، من الخارجين في البداية، ثم من العشيرة السياسية بعدما فقد البوصلة.
ينسى أصحاب هذا اللفيف الجديد، أن الدستور نص على لغتين رسميتين في البلد، العربية والأمازيغية. ثم تناسوا أن المكون الحساني يحب أن يتغنى به، ربما لأنهم لا يعرفون شساعة الوطن ويعتبرون ان المدن القليلة التي ينتمون إليها تضمن لهم التمثيلية المقصودة. 
في القانون الإطار إشراقات لا بد من الوقوف عندها. وأهم ما فيه التزامات الدولة التي تتعهد بتوفير الدعم الكافي لإنجاح نقلة نوعية في مجال التعليم. هي فرصة للاستباق، ولخلق مزيد من البنيات التحتية التي تقوي النسيج الثقافي المغربي وتجعل منه أرضية صلبة للانفتاح الفعال. 
ثم لا بد من الانكباب، وهذا مربط الفرس، على الترسانة القانونية التي يحدد القانون الإطار أغلبها، كي نمر إلى التطبيق تجنبا لكل تباك بعد فوات الأوان. وأما من له أبناء يريد بهم خيرا فليشمر على الذراع وليلقص مساحات الأنانية. يجب أن نسعى إلى تكافؤ حقيقي في طاولات المدارس ومدرجات الجامعات. وعلينا أن ندرك بأن اللغات مدخلنا لتقوية الهوية وإبراز اختلافها وقوتها. ونحن لسنا فوق ناصية التاريخ، ولن تمس هويتنا لأننا مقبلون على تعلم اللغات. ولنا عودة لموضوعة اللغة والهوية.
وقبل هذا وذاك نطلب من المتقاعدين احترام دورة الحياة، كما ننصحهم بالتحلي بالحكمة وأن يتحلوا بحكمة يلخصها قول المغاربة "وقر الشيخ من لحيتو"، و"لي يتسحر مع الدراري يصبح فاطر".
ملحوظة: كنت أتمنى أن يقود اللفيف حركة ضد تقاعد البرلمانيين والوزراء غير أن الفطام صعب.