الخميس 18 إبريل 2024
اقتصاد

أيت يشو: الصناعة التقليدية تحت رحمة سياط الزبونية ومول الشكارة في غياب تام للحكومة

أيت يشو: الصناعة التقليدية تحت رحمة سياط الزبونية ومول الشكارة في غياب تام للحكومة محمد أيت يشو

أكد الأستاذ محمد أيت يشو، رئيس الهيئة الوطنية لصناع وحرفيي الصناعة التقليدية، أن "قطاع الصناعة التقليدية يعيش تحت رحمة الزبونية والاحتكار. مضيفا أن مول الشكارة هو الذي يحتكر القطاع من خلال عدم توزيع العدالة الاقتصادية بين المستغلين للقطاع والصانع التقليدي المنتج.

+ ما هي أهم مشاكل الصناعة التقليدية على ضوء المصادقة في البرلمان على قانون التغطية الصحية؟

ـ يعتبر قطاع الصناعة التقليدية أهم قطاع وطني لأهميته الانتاجية والاقتصادية، كما يعتبر ثاني قطاع مشغل بعد قطاع الفلاحة، سواء على مستوى الموار البشرية أو كذلك على مستوى الدخل القومي الوطني، بنسبة %2,9 من الدخل الوطني الخام. ويعيش القطاع إكراهات عديدة تتجلى: أولا، في النقص الهول على مستوى التكوين المستمر وانعدام المواكبة للصناع والصانعات التقليديات من طرف القطاع الوصي، مما نتج عنه عدة اختلالات. ثانيا، هناك عامل برنامج التسويق خاصة في مجال الفنية الانتاجية على اعتبار أن قطاع الصناعة التقليدية ينقسم إلى قسمين خدماتية وانتاجية. فالعائق الأساسي الذي يعاني منه القطاع هو مشكل التسويق، الذي يشكل اكراها كبيرا بالسنبة للصناع والصانعات.

+ هل تتفقون مع الأصوات التي تؤكد على أن القطاع يستغله ويحتكره "مول الشكارة" على مستوى ترويج وتسويق المنتوج خارج الوطن، وهل فعلا هناك انتهازية وزبونية؟

ـ نعم أؤكد لكم أن القطاع يعيش تحت رحمة الزبونية والاحتكار، وبأن "مول الشكارة" هو الذي يحتكر القطاع من خلال عدم توزيع العدالة الاقتصادية بين المستغلين للقطاع والصانع التقليدي المنتج، وأسطر بالأحمر على مفردة الزبونية والاحتكار.

+ (مقاطعا) مثل ما يقع للزربية الواوزكيطية بمنطقة تازناخت، وزربية سيد المختار بشيشاوة، مثلا؟

ـ أكيد أن هناك احتكار واستغلال للزربية من طرف المحتكرين (مول الشكارة)، وهناك معاناة حقيقية يعيشها الصناع نساء ورجالا من خلال أزمة التسويق. لكن لا بد من الإشارة إلى أن القطاع في أمس الحاجة إلى برامج للتكوين، على مستوى كيفية التسويق باحترافية لفائدة الصناع والصانعات، في إطار تثمين وتحصين انتاجية هذا الموروث الثقافي التراثي الشعبي، نحن ملزمين اليوم بمواكبة موجة التسويق الحالية التي تتجلى في اكتساب مهارة التسويق الرقمي، في إطار تكتلات جمعوية وفي إطار مقالات وتعاونيات للمحافظة على الإنتاجية، من خلال ضمان أرقام تبوئ المنتوج الوطني مكانة مهمة خارجيا.

+ ما هو السبب الأساسي في انحسار تسويق المنتوج المغربي على مستوى الصناعة التقليدية؟

ـ هناك نقص مهول في الدعاية، ليست للقطاع استراتيجية للدعاية والتواصل، نفتقد لإعلام قوي وداعم للمنتوج المغربي، هناك احتكار للقطاع من فئة معينة لخدمة أجندتها فقط... ومع ذلك قمت مؤخرا بزيارة عمل لتركيا، ولاحظت أن هناك إقبالا كبيرا على الزربية كمنتوج صناعي تقليدي مغربي أصيل، مقارنة مع المنتوج التركي أو الإيراني.

+ هل الحكومة تقوم بالدور الريادي الذي يجب أن تلعبه لدعم الصانع التقليدي وترويج وتسويق وتثمين المنتوج الوطني؟

ـ (ما كاينش) يجب أن نتكلم في هذا الموضوع بصراحة، للأسف ليس هناك أي اهتمام من لدن الحكومة بالقطاع في غياب مواكبة حقيقية للصانع التقليدي، وليس هناك أي تتبع وتقويم لمنتوج الصناع والحرفيين، وإعطاءه القيمة التي يستحق. دار الصانع هي المخاطب الوحيد في سياسة القطاع.. ودار الصانع تسود فيها عملية الانتقائية بين الصناع والحرفيين، وتنتفي فيها الآلية الديمقراطية في توزيع حصص المشاركات في المعارض الخارجية والوطنية، ليس هناك تناوب بين الصناع بالمعارض التي تستقطب المنتوج الوطني سواء خارج أو داخل المغرب....

+ ما هي أسباب فشل مخطط 2015 المرتبط بالإقلاع بالنصاعة التقليدية؟

ـ مادامت ليست هناك إرادة قوية فلن يكون هناك إقلاع بمنتوج الصناعة التقليدية، ولن يكتب للقطاع أن يشهد انطلاقة فعلية نحو أفق الإنتاجية والجودة في علاقة بالسوق الاقتصادية... فعلا هناك كلام يبقى مجرد حبر على ورق، ولكن واقع الحال جد مؤسف.

+ هل بإمكان الجهوية أن تلعب محور انطلاقة واعدة لتثمين وتسويق المنتوج الوطني؟

ـ دور الجهوية كبيرا جدا في الارتقاء بالمنتوج الوطني على مستوى الصناعة التقليدية، إذا تم استثماره بالشكل الأليق والمفيد لكل جهة حسب خصوصياتها ومواردها وإمكاناتها البشرية ومقدراتها التقليدية. أكيد أنه إذا تم استثمار ما تنادي به الجهوية المتقدمة سيتم تطوير المنتوج الوطني وستكون في صالح الصانع التقليدي، من خلال عقد اتفاقيات الشراكات بين القطاعات المعنية والمؤسسات الترابية، والتعاونيات المنتجة بالعالم القروي (زرابي، وأواني، وفخار،..)، حسب خصوصية كل جهة طبعا، كما يجب استثمار الجهوية على مستوى تنظيم المعارض المتنقلة جهويا وإقليميا لتشجيع الإقبال على المنتوج الوطني التقليدي.. هنا ستلعب دار الصانع دور المحرك والشريك بين العديد من المؤسسات لإقامة الأروقة والمعارض والورشات التكوينية... فمثلا على مستوى جهة درعة تافيلالت تنظيم معارض إقليمية مرة في تنغير، وأخرى في أكدز، ومرة في تازناخت، إلى غير ذلك.