الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الرحمان العمراني: ثلاثة أسئلة عن اللغة والسواح الأجانب في بلدنا

عبد الرحمان العمراني: ثلاثة أسئلة عن اللغة والسواح الأجانب في بلدنا عبد الرحمان العمراني

هل المغرب يستقطب لمعالمه وذخائره السياحية فقط، سواحا فرنسيين أو من بلدان ناطقة  بالفرنسية؟

سؤال أول .

السؤال الثاني: هل كل السواح الذين يقدمون إلى بلادنا يفهمون اللغة الفرنسية ويتكلمونها، بصرف النظر عن أصولهم او جنسياتهم المختلفة؟

أجزم بأن الجواب عن السؤالين سيكون لا، بالقطع واليقين.. فالمغرب اليوم يستقطب سواحا من بلدان وقارات وحضارات وثقافات متعددة ومتباينة.

وبالقطع واليقين أيضا فإن السواح غير الفرنسيين وغير القادمين من بلدان ناطقة بالفرنسية (لنقل مثلا من بلدان الكومنولث أو غيره) لا يتحدثون الفرنسية ولا يفهمونها إلا ما كان من بعض الحالات النادرة جدا جدا لا تؤثر بالمرة على القاعدة العامة وعلى العدد الإجمالي .

وإذا كان الأمر كذلك -وهو كذلك بالتأكيد المؤكد- فلماذا تصر بعض المرافق والإدارات والمصالح على استخدام الفرنسية وحدها في إعلاناتها ووصلاتها الإخبارية للعموم!؟

مثال واحد فقط هو ما نراه -أو نسمعه- كل يوم في ردهات محطات القطار: بعد تقديم الإعلانات بالعربية تتم الإعلانات باللغة الفرنسية وحدها ويقف السواح غير الفرنسيين في حيرة من أمرهم يستفسرون ويسألون من حولهم لا فرق بين ما سمعوه بالعربية وما تناهى إلى اسماعهم بالفرنسية.. لا فرق .

سؤال ثالث وأخير، ألا يعرف المسؤولون عن الوصلات الإخبارية للعموم ضمن مرافقنا وإداراتنا أن بلدان العالم اليوم وأن الناس في مختلف البلدان والقرارات ينطقون ويتكلمون ويتواصلون في المرتبة الثانية مباشرة بعد لغتهم القومية، باللغة الإنجليزية وليس باللغة الفرنسية، وأن هذا ينسحب على بلدين يشكل تعداد سكانهما لوحدهما ثلث سكان المعمور، أقصد الصين والهند. فإذا أضفنا بقية القارة الآسيوية والكومنولث وأمريكا اللاتينية وروسيا وبلدان وسط وشرق أوروبا، فإننا لن نجانب الحقيقة إن قلنا إن 95/100 من سكان المعمور لا يتكلمون الفرنسية، إلا من اختار منهم بالطبع  دراسة الأدب الفرنسي .

ألا يعرف هؤلاء المسؤولون مثلا أن الأمر نفسه ينطبق على إسبانيا، وهي التي لا تبعد أقرب شواطئها عنا سوى ببضعة كيلومترات؟

والشيء بالشيء يذكر، ألم يكن مثلا خطأ فادحا محو اللغة الإسبانية من مدارس شمال البلاد في بداية الاستقلال واستبدالها باللغة الفرنسية، وقد كان ممكنا أن تكون الإسبانية لو شجعت كمكون للتعددية اللغوية أن تكون جسرا وازنا  للتواصل مع  قرابة نصف مليار من البشر في أمريكا اللاتينية؟؟

وأنا أذكر هذا أتذكر دائما ما لم يكن يفتأ يردده المرحوم عبد الاله النور كمهتم بعلاقات المغرب بالعالم الإيبيرو أمريكي، كان رحمه الله يقول: إننا ندفع غاليا ثمن تطرفنا الفرانكفوني.. وكان يضيف، وندفع الفاتورة باهظة، لا فقط في الجوانب الاقتصادية والتجارية، بل وفي الجانب الديبلوماسي أيضا.