الأحد 5 مايو 2024
مجتمع

سباق "قويلبات" العشابة و"فانيد" الصيدليات نحو بوديوم الانتصاب..

سباق "قويلبات" العشابة و"فانيد" الصيدليات نحو بوديوم الانتصاب..

على الرغم من أن طبيعة مجتمنا المحافطة تحاول قدر الإمكان تجاهل الحديث عن العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة وتناسيها بدعوى العيب و"حشومة"، فإن للملف سواء بطريقة أو بأخرى أسباب كثيرة لطرحه من حين لآخر على مشرحة النقاش. خاصة وأن الخوض فيه يثار باستمرار ودون توقف وإن خفية بين الناس كلما اقتُنصت فرصة لذلك. ولعل أشد ما يصاحب هذا النوع من المواضيع بل ويكون قطب الرحى في محاور تشويقه مسألة كيفية الخلاص إلى الأداء الكامل والمُرضي أثناء تلك العلاقة، وبالتالي الابتعاد عن شبح العجز بما يجره من تبعات نعوت الاحتقار والسقوط في خانة انعدام الرجولة والفحولة. وكل هذا يفضي مباشرة إلى تسجيل سباق نحو استعمال كل الأدوية والأعشاب من أجل كسب الرهان. وهو سباق لم تنفع معه البرامج الصحية للتحذير من مخاطر التناول العشوائي لهذه الأدوية والخلطات، لنجد أنفسنا الآن أمام ظاهرة يرتبط فيها الحق في امتلاك كل ما يحيي الثقة في النفوس وواجب منح هذه النفس حق تجنيبها الوقوع في مزالق أكثر سوءا وخطورة. "أنفاس بريس" ولاستقصاء الآراء والمعلومة من مصدرها كان لها عدة لقاءات مع مجموعة رجال الاختصاص سواء من ذوي الخبرة في الطب العصري أو البديل، بالإضافة إلى عدد من شريحة المكتوين بنار المعضلة، والنتيجة كانت كما يلي:

"عندي قويلبات آخر ما توصلت إليه بعد مجهود مانقولش ليك، ونبصم بالعشرة على ضمانتو باش توصل لداكشي اللي بغيتي واكثر". كان هذا جواب عائشة العشابة المعروفة بتوفرها وباستمرار على مستجدات ما يخص العاجزين جنسيا. قبل أن تضيف بأن ليس في اختراعها ما يؤدي كما يخشى أغلب المشككين في أدوية "العشابة"، بل على العكس من ذلك "لم أتلق لحد الآن سوى رحمة الوالدين من كل من وضع ثقته في الله وفي أعشابي".

أما فيما يخص ثمن هذه الأخيرة والتي تحفظت عن ذكر مكوناتها فتبلغ 20 درهم لـ"القويلب" الواحد. وتضيف عائشة ابنة منطقة سيدي مومن بالدار البيضاء بأن أغلب زبنائها من النساء اللاتي ينقلن إليها معاناتهن من خلال معاناة أزواجهن مع الفتور الذي يصيب قدراتهم الجنسية، حتى أنها تفضل هذه الوساطة لما تتيحه من سهولة في ربط حبل التواصل والدخول أكثر في تفاصيل تلك المشوشات على فراش الزوجية.

ومن جهته، أكد جمال، صيدلي، على أن مشكل الأدوية المعترف بها رسميا لم يعد به أدنى إشكال اليوم، نتيجة توافر الكثير منها بالصيديات وبأثمنة في متناول الجميع. مشيرا إلى أن معظم "العشابة" وبالإضافة إلى تخييم وساوس عدم الاطمئنان على ما يقدمونه من خلطات، فإنهم يلجؤون غالبا إلى مزج أدوية طبية مع أعشاب أخرى للادعاء باكتشافهم حلولا سحرية. والأدهى، يستغرب جمال، أن أثمنتها تفوق تلك المحددة للأدوية الطبية.

ولم يخف المتحدث بأن مشكل العجز الجنسي الذي أصبح نقاش الشباب والمسنين في وقتنا الحالي ليس مرده في غالب الحالات سوى القلق النفسي الناتج عن صعوبة الظروف المادية والاقتصادية، دون أن يستثني الدور الهام للنمط الغذائي الذي صار يعتمد على مأكولات جاهزة تفتقر للمواد ذات القيمة الغذائية الكفيلة بمنح الجسم طاقة مفيدة، مستدلا بأجيال الأجداد التي كانت بعيدة عن مثل هذه المشاكل بفضل طبيعة غذائها المتوازن، إلى درجة أن أمر زواج الرجل بامرأتين أو أكثر كان تقليدا عاديا وبدون أي مركب نقص. وعلى هذا الأساس، يخلص الصيدلي جمال، يُنصح كل مستعمل لهذه المنشطات الجنسية باتباع خطوات دقيقة لبلوغ المراد، ومنها الحفاظ على مدة زمنية معقولة بين تناوله الدواء وموعد المعاشرة الحميمية، ناهيك عن ضرورة حصول إثارة من شأنها تهدئة الأعصاب وفتح المجال أكثر للرغبة في التواصل مع دعم جميع هذه المحفزات بمكملات غذائية.