Monday 12 May 2025
مجتمع

المهندس المعماري جمال لخناتي :انهيار المباني هو انعكاس لانهيار قيم المواطنة داخل المجتمع المغربي

المهندس المعماري جمال لخناتي :انهيار المباني هو انعكاس لانهيار قيم المواطنة داخل المجتمع المغربي

على إثر انهيار عمارة شارع الحارثي المشهور شعبيا بشارع الشجر بحي سباتة بالدار للبيضاء والذي خلف بعض الضحايا اتصلت "انفاس بريس" بجمال لوخناتي المهندس المعماري،ونائب رئيس المعماريين العرب و"استفزته" بسؤال حول مدى تفاعله مع الجرح الجديد انطلاقا من حكمة الصوفي جلال الدين الرومي القائلة "لا تنزعج من جراحك لأن منها ينفذ النور إلى باطنك "فكان رده أطرف وألطف من الاستفزاز وكأنه كان ينتظر فقط لحظة البوح العصية أو من يضغط على الزر ليفرغ صدره فبدأ اولا بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام " رحم الله من عمل عملا فأتقنه " و اعتبره حديثا هاما يحث على التشبث بقيم الإتقان والإبتعاد عن الغش مضيفا بأنه لولا هذه القيم ما كان تراثتنا يثبث أكثر من 12 قرن.
واسترسل لوخناتي أن النور المقصود من الصوفي جلال الدين الرومي هو مثل تلك الضربات التي إذا لم تقصم الظهر تقويه ، و بالتالي فالتعليق الأساسي لما حدث أوجزه كالأتي :
فالمغرب يتوفر على أكثر من قرن من التشريع في قانون التعمير، بحيث يرجع تاريخ أول ظهير ينظم هذا القطاع إلى 1914 قبل فرنسا الذي لم يصدر قانونها إلا في 1918.
وهكذا فليس المشكل في النصوص و التشريعات، إذا قارنا وضعيتنا في هذا المجال مع دول أخرى؛ بل يمكنني القول بأن لنا فائض"بالشايط"في القوانين ومن تجريب الخطط والرؤ ى والتشريع والتنظيم، ومع ذلك فواقع حال مدننا والهزات التي يعرفها القطاع تطرح تساؤلات عميقة، في ماذا وهل فعلا استفدنا طيلة قرن من الزمن من التشريع والتنظيم ونحن نعيش ظاهرة سقوط ابنية على الأبرياء ؟
الخلل كما يرى لوخناتي يكمن في ضعف التربية على المواطنة وعلى الحقوق والواجبات وهي أزمة الانضباط لقيم المواطنة بشكل عام ، وذلك باحترام المواطن للقواعد والضوابط وعدم ارتكابه للمخالفات كما على السلطات التنظيمية من جهتها الحرص على الضبط والحزم والصرامة تجاه المخالفين، لكن يضيف محدثنا في حيرة في الوقت الذي عرض فيه على البرلمان التعديل الخاص بزجر المخالفات في البناء وصادقت الغرفة الأولى على هذا القانون التعديلي، كما صادقت عليه بدورها اللجنة المختصة بالغرفة الثانية في انتظار عرضه على هذه الاخيرة في جلسة علنية نجد أنه ما زال القطاع يعرف الهزات القوية !!
فهل" اللي خاص في المغرب فعلا هو هذا القانون ؟"ويؤكد لوخناتي نائب رئيس المعماريين العرب أن التربية على قيم المواطنة هي مشروع الجميع من الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني وغيرها من الفعاليات دون أن ننسى الدولة كذلك في شق المسؤولين وضرورة الحزم بربط المسؤولية بالمحاسبة، وذلك بتحديد المسؤولية في مؤسسة واحدة لأن تعدد المتدخلين حوالي 20 متدخل "عملية ما خداماش" فالمدينة العتيقة في المغرب تم بناؤها من طرف ثلاثة أشخاص هم الشيخ الناظر والمحتسب و"البناي " فقط وعمرت قرونا عدة، لهذا نحن كأمة ضاربة في التاريخ وفي مجال العمران وشيدنا شبكة من 12 مدينة عتيقة وقطعنا قرنا جديدا من التعمير في منظومته الحالية من العار والفضيحة أن نفاجئ باستمرار بانهيار المباني وهي أعتقد تعكس إلى اي حد انهارت قيم المواطنة داخل المجتمع المغربي.