صدر بـ"الجزائر تايمز"، مؤخرا ، مقال مطول حول تحالف الإمبريالية المكونة من أمريكا وبريطانيا والصهيونية العالمية في مؤامرة مكشوفة يشارك في حبكها كذلك حكام الجزائر وإيران من أجل خلق كيان ما يسمى "الجمهورية الصحراوية العربية" باغتصاب الأرض المغربية وزعزعة استقراره واستقرار المنطقة المغاربية ككل تماما كما تم عند اغتصاب أرض فلسطين وخلق كيان اسرائيل لخلخلة منطقة الشرق الأوسط التي ما زالت تعيش المأساة "أنفاس بريس" أعدت الورقة التالية بتصرف في المقال:
في البداية تساءل المقال بشكل صادم عن من نحن كعرب في عُرْفِ أمريكا ؟ من نحن في العقل الأمريكي العميق ؟ ليجيب بنبرة لا تخلو من تذمر وحسرة ،،نحن لا شئ ... لا يفكر فينا الأمريكيون كعرب إلا كفضاء في إطار البعد الاستراتيجي لمصالح أحفادهم وأحفاد أحفادهم ، نحن أَرْضٌ خَلاءٌ ، نحن مُجَرَّدُ فضاءٍ للمستقبل البعيد لأحفاد العم سام ، والذَّنْبُ كل الذنبِ على إخواننا من العرب الذين يتآمرون معهم لتدمير مستقبل أبنائنا وأحفادنا ، والخِزْيُ والعار لحكام الجزائر الذين يُهَرْوِلون للتآمر مع أمريكا وإيران لتدمير الشعوب العربية في سوريا والعراق وليبيا واليمن والمملكة المغربية لاحقا ... أين حجة من ينكر أن الجزائر ليست في صف الذين يدمرون هذه الدول ؟
واعتبر المقال انه في إطار زرع سرطان في المنطقة المغاربية كما في المشرق يمكن أن تكون المنطقة المغاربية هي الهلال الخصيب وأن تكون الصحراء المغربية هي فلسطين المغتصبة ، ويمكن أن يكون المغرب هو أندونيسيا والصحراء المغربية هي تيمور الشرقية ، ويمكن أن يكون المغرب هو السودان والصحراء المغربية هي جنوب السودان ويمكن و يمكن ، يمكن أن يكون كل جزء من الوطن العربي ضحية مِشرط الامبريالية والصهيونية العالمية ومجوس إيران طالما أن هناك همجية فكرية وسياسية غربية تجد من يتحالف معها ويُسَهِّلُ لها تنفيذ مخططاتها التدميرية في الوطن العربي من العرب الأنذال الخبثاء الغدارين مثل حكام الجزائر المتحالفين مع مجوس إيران وأضاف ، فبعد صدور قرار مجلس الأمن 5228 لأبريل 2016 حول قضية الصحراء ازداد سعار حكام الجزائر حيث كثرت التجمعات في كل المدن الجزائرية يؤطرها البوليساريو لينشروا فيها الأكاذيب كما هي عادتهم كل أبريل من كل سنة ، شعارات واهمة تؤكد أن استقلال الصحراء الغـربية أصـبح حتـميا كما حلموا بذلك طيلة 41 سنة ولا يحصدون بعد ذلك سوى سراب الأماني الكاذبة التي يَحْقِـنُونَها للشعب الجزائري وساكنة مخيمات تندوف في انتظار شهر أكاذيب آخر ، أبريل 2017 وهكذا ...
لكن لماذا هذه الوثوقية وهذا السعار الذي لا يزيد إلا تأججا ؟ الجواب : لأنه بكثير من الخسة والدناءة والخبث والمكر والغدر والنفاق وكل ما في قاموس الهمجية البشرية من مفردات ، وبنفس أسلوب انجلترا ومنهجيتها السياسية التي اعتمدتها في خلق دويلة إسرائيل على أرض فلسطين ، بنفس الشئ سيكون هنا في المنطقة المغاربية وبتآمر مع حكام الجزائر وبنفس الطريقة ستتمكن انجلترا وأمريكا والصهيونية العالمية أن تضع اللبنات الأولى لكيان جديد في المنطقة المغاربية سيكون اسمه – لا قدر الله – "جمهورية الصحراء العربية " لتحقيق نفس أهداف الكيان الصهيوني في الشرق العربي ، أي زرع سرطان خبيث في المنطقة المغاربية لتخريبها ، لذلك ومن أجل كل ذلك ازداد سعار حكام الجزائر لأنهم اطمأنوا أن الدركي الأمريكي العالمي قد عزم على فصل الصحراء المغربية عن المملكة المغربية !!!! ... وهم غافلون عما يُحَاكُ للشعب الجزائري نفسه ، وإن غدا لناظره قريب و .بعدما استعرض المقال المؤامرة والمكيدة التي تم بموجبها اغتصاب دولة فلسطين بكاملها حيث استولوا عليها بمساعدة الانجليز وأمريكا والامبريالية العالمية وسلموها للصهاينة ،الذين حصلوا بوعد بلفور المشؤوم على كيانهم فوق أرض فلسطين ونبتت دويلة اسرائيل تطرق المقال إلى ما تتعرض له المنطقة المغاربية التي تشهد أطوار نفس السيناريو بالعمل على ظهور دويلة صهيونية أخرى على أرض الصحراء المغربية بنفس المنهجية والأسلوب بمساهمة حكام الجزائر وموريتانيا وأبرز المقال معالم الغدر الأمريكي للمغرب في تنفيذ المؤامرة الجديدةفي النقط التالية :
1- اشتغال أمريكا بسياسة " كلام الليل يمحوه النهار " مع المغرب ...مثلا يصرح الأمريكيون بأن علاقتهم مع المغرب علاقة تاريخية وبأنهم لن ينسوا أن المملكة المغربية هي أول دولة اعترفت بأمريكا بعد استقلالها من الانجليز وبأنهم مع مقترح الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء وبأنهم يفتخرون بالحوار الاستراتيجي مع المغرب الذي بدأ منذ 2012 لكن وفي حركة غادرة وبسرعة البرق نجد سوزان رايس مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة في أبريل 2013 تصفع المملكة المغربية بتقرير يتجاوز خسة ودناءة تقرير بان كي مون نفسه فيما يتعلق بحقوق الإنسان في تقريره لنفس السنة حول الصحراء المغربية حيث طالبت رايس بكل وقاحة بتوسيع صلاحيات المينورسو وتكليفها بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء المغربية في خطوة خطيرة لتغيير طبيعة المرجعيات المؤطرة للبحث عن حل سياسي لقضية الصحراء وتغيير منطوق التوصية الأممية 690 الصادرة عام 1991 التي تحدد صلاحيات المينورسو الثلاث وهي : مراقبة وقف إطلاق النار – السهر على تنظيم الاستفتاء – نزع الألغام في المنطقة .
2- تتكون الإدارة الأمريكية من أربع مكونات تبدو وكأنها لاعلاقة و لا تنسيق فيما بينها هناك البيت الأبيض والبانتاغون والمخابرات ( سي آي إي ) ووزارة الخارجية ، وفي وزارة الخارجية نفسها يبدو وكأن كل جهاز في وزارة الخارجية الأمريكية يتشغل موظفوه حسب أمزجتهم ، مثلا في أبريل 2013 لم يكن جون كيري وزير الخارجية الأمريكية يعلم أو كما يَدَّعي بأنه لا يعلم أن رايس قد قدمت توصية بتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء المغربية ، وبعد اتصال ملك المغرب بجون كيري تغير كل شئ في صالح المغرب . المثال الثاني : في أبريل 2016 تقدمت سامانتا باور مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة بمشروع قرار أممي وكأنه نسخة من تقرير بان كي مون بل أكثر منه تحيزا لأطروحة البوليساريو الانفصالية ، وبعد أخذ ورد مع مندوبي فرنسا وإسبانيا والصين ومصر والسينغال تم تغيير لهجة القرار العدوانية تجاه المغرب إلى قرار بلهجة مائعة يرى فيه كل طرف مصالحه قد تحققت مع ميل طفيف نحو الإبقاء على الوضع كما كان قبل 29 أبريل 2016 ... لكن سيبقى لهذا القرار ما بعده .. السؤال المحير هو : إذا كان الأمر سيعود لسابق عهده فلماذا الاستفزاز الأمريكي للمملكة المغربية ؟ الجواب حسب المقال هو : ليس هناك خطوات أمريكية ارتجالية أو بدون هدف ، لاشك أن كل الخطوات الأمريكية مضبوطة في إطار تكتيك معين لتحقيق استراتيجية محددة وهي زرع إسرائيل جديدة في المنطقة المغاربية شيئا فشيئا ..
3-لا يمكن أن تسكت أمريكا عن انتهاك حقوق الإنسان البشعة في الجزائر إلا إذا كانت متواطئة مع حكامها في تنفيذ مخطط جهنمي سيحقق أهداف أمريكا الاستراتيجية لتدمير المملكة المغربية ، كفانا من الخزعبلات التي تقول بأن أمريكا تحابي الجزائر لأنها تملك احتياطا نفطيا كبيرا ، فبعد الحملة العالمية ضد الطاقة الأحفورية ومخاطرها على البيئة واستبدالها بالطاقات المتجددة على المدى البعيد ، لا شك أن الأمريكيين يقولون مع أنفسهم : " ليشرب الجزائريون نفطهم ، لنا منه الكثير ، وفي العالم أماكن أخرى تنتج أجود منه " ...
السؤال هو : هل أخطأ المغرب حينما صدّر دستور 2011 بالتزامه بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا ؟ أصبح احترام المغرب لحقوق الإنسان كحصان طروادة تتسلل منه منظمات دولية منخورة ارتزاقية مرتشية تهيء القوى الطاغية للدخول بالقوة للمغرب بدعوى حماية حقوق الأقليات ، فمهما فعل المغرب بآلياته الوطنية لحماية حقوق الأفراد والإثنيات في المغرب سيبقى الخطر قائما لأن هذه المنظمات المنخورة تعتبر ولو صرخة واحدة في المغرب كارثة بشرية ...أما في الجزائر فليقتل حكامُهَا كل الشعب الجزائري قهرا وجوعا وتعذيبا فَعَيْنُ الرِّضَى عن كُلِّ عَيْبٍ كَـلِيلَةٌ....:
ووقف المقال عند شكيب خليل المرشح لرائسة الجزائر فذكر أن رجوع الأمريكي الجزائري المدعو شكيب خليل إلى الجزائر بطريقة مثيرة للجدل يدخل في إطار تنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني الإيراني في المنطقة المغاربية في شقه التخريبي التفكيكي لدول المنطقة ، ويبدو أن زيارات هذا الشكيب لأضرحة الأولياء والزوايا في عموم الجزائر هي لكسب عطف سكان وقبائل مناطق الزوايا والأولياء والدخول إلى عقول وقلوب هذه الفئة من الشعب ليركب على ظهرها ويقفز إلى كرسي الرئاسة في الجزائر بعد أن يتسلل إلى القلوب الغافلة والعقول المسلوبة للشعب الجزائري ... الجزائر أضحوكة العالم ، فمن رئيس مشلول إلى رئيس ملغوم في المنطقة المغاربية لتفجيرها ، ويستطرد المقال "فَقَدَرُ الجزائر أن يحكمها اللصوص ، ألم يسرق بوتفليقة 20 مليار دولار قبل أن يغادر الجزائر بعد موت بومدين وجاءوا به ليكمل ما بدأه لتتبخر في عهده آلاف الملايير من الدولارات حتى الآن ؟ كذلك هو شكيب خليل الذي فر عام 2013 بعد اكتشاف اختلاسات خطيرة في سوناتراك ... وختم المقال بالدعاء "لقد اكتسب الشعب الجزائري مناعة قوية ضد الصلاح والمصلحين ...اللهم لا تجعل هذا الكابوس حقيقة على الجزائريين وجيراننا لأننا قد بلغنا الدرك الأسفل من الحقارة في حق ذاتنا قبل غيرنا ، ذاتنا المنهوكة طيلة قرنين من الزمن ... وأخيرا نقول برافو أمريكا ،عرابة إسرائيل أخرى في المنطقة المغاربية ..برافو" !!!