Monday 12 May 2025
مجتمع

على خلفية مجزرة الجديدة.. "أنفاس بريس" تجس نبض الشارع حول موقع المختلين عقليا في أجندة المعنيين

على خلفية مجزرة الجديدة.. "أنفاس بريس" تجس نبض الشارع حول موقع المختلين عقليا في أجندة المعنيين

أعادت الفاجعة التي أقدم عليها عبد العالي كبير بدوار "القدامرة" التابع لجماعة "زاوية سايس"، الحديث عن الطريقة التي يتعامل بها المسؤولون مع شريحة المختلين عقليا في المغرب، وإذا ما كانوا فعلا يخضعون لمراقبة فعلية أم أن شأنهم بعيد عن الاهتمام ومعه حياة وأمن باقي المواطنين.

وفي هذا السياق، استقت "أنفاس بريس" العديد من الآراء لمختلف الفئات العمرية والمشارب. إذ شدد عبد الهادي، البالغ 24 سنة، على أن المختلين عقليا في البلد يبدو وأنهم من العناصر الخارجة عن تفكير الجهات المعنية، ولأكبر دليل على ذلك، يتحجج هذا المستخدم، تلك الأعداد الهائلة من الحمقى الذين يجوبون الشوارع بكامل حريتهم، مع ما يشكلونه من خطر على المارة. وأضاف صديقه نور الدين، البالغ 27 سنة، كونه عاين قبل شهرين هجوم أحد المختلين عقليا على شابين بالحجارة وبشكل مفاجئ، ولولا فرارهما، يستطرد، لحدث ما لا يحمد عقباه.

وقالت حنان، البالغة 45 سنة، أن ما وقع في دوار "القدامرة" وأودى بحياة 10 أشخاص تنتظر في كل وقت أن يقترف بمنزل خالتها التي لها ابن يعاني نفس الحالة، وسبق له أن اعتدى على أحد أفراد أسرته بمطرقة. الأمر الذي اضطرهم إلى حجزه في غرفة بعد أن يئسوا من جدوى طلب دعم السلطات والجمعيات أيضا. وتضيف حنان التي تشتغل ممرضة كونها وبطبيعة عملها حاولت في الكثير من المرات إيجاد حل لابن خالتها، بل ولكافة أقاربه، إنما تواجه بالفشل لعدم استعداد أي طرف تقصده لمد يد المساعدة، اللهم بعض المسكنات التي يصفها له بعض الأطباء، والتي يظل مفعولها محدودا. كما تؤكد.

أما سمير، البالغ 31 سنة، فاعتبر التهديد لا يأتي فقط من وجهة المختلين عقليا، وإنما أيضا من المدمنين على المخدرات الذين يرى بأن وضعهم النفسي حالة تناول المسكر لا يفترق عن فاقد العقل. موضحا بأن الكثير من ضحايا الإدمان تحولوا إلى مختلين عقليا جراء فرط استمالهم لتلك السموم. ومن هذا المنطلق، يطالب الشاب العاطل بإيلاء عناية خاصة لهؤلاء على اعتبار أنهم مشاريع مجانين، وسواء طال الزمن أو قصر سينسون ماضيهم ويدخلون عالم الحمى من بابه الواسع.

وفي الوقت الذي اشتكى عبد السلام، وهو موظف يبلغ 52 سنة، من قلة مستشفيات الأمراض العقلية وما يساهم به هذا النقص المجحف في رؤية مشاهد تدمي العين بالشوارع. استدركت زوجته، وهي ربة بيت، قائلة "المشكل ماشي غير فالمستشفيات، را حتى الأطباء في هذا التخصص قلة". قبل أن تعيد السبب إلى كافة مكونات المجتمع التي لازالت تنظر للطبيب النفسي من زاوية يلفها الضباب، ويصنفون كل من لجأ إليه ضمن طابور "المصطيين". مما حدا بتفاقم عدد حالات الخرف وما يأتي من صوبها إلى حين أصبح من شبه المعتاد رؤية مختل عقلي يتجول بين الأسوياء حتى دون اعتبار لما يشكله من تهديد قريب من كل من صادف تواجده بقربه.