تستعد السلطات المحلية بمدينة زاكورة، ابتداءً من الأسبوع المقبل، لتنفيذ عمليات ميدانية لتحرير الملك العمومي وإعادة تنظيم شوارع المدينة، حيث شرعت السلطة المحلية، مرفوقة بمختلف عناصر قوات الأمن ومصالح البلدية، في حملة إخبار واسعة النطاق بشوارع المدينة لإنذار أصحاب المقاهي والمحلات التجارية المعنية بعمليات “التحرير” أو “الإزالة”، والتي سيُشرع فيها ابتداءً من يوم الاثنين 29 دجنبر 2025.
وحسب المعطيات الأولية التي حصلت عليها “أنفاس بريس”، بعد استقراء آراء العديد من المعنيين بهذه الإجراءات، والمصالح المختصة بالجماعة الترابية لزاكورة، فإن الحملة تستهدف إزالة اللوحات الإشهارية المثبتة دون ترخيص قانوني، وكذلك الستائر وواقيات الشمس المثبتة بواجهات المقاهي والمحلات التجارية، ومعالجة مظاهر العشوائية في احتلال الملك العمومي، إضافة إلى تنظيم الفضاء العمومي بما يراعي سلامة المارة وجمالية شوارع المدينة، وتحرير أرصفة الشوارع والممرات العمومية، والحد من الاستغلال غير المشروع من طرف بعض أصحاب المحلات التجارية، مع تذكير من هم في وضعية غير قانونية بإلزامية أداء الرسوم القانونية المترتبة عليهم نتيجة استغلال الملك العمومي أو تثبيت اللوحات الإشهارية.
وكان عامل الإقليم، محمد علمي ودان، قد أطلق ورش تحرير الملك العمومي من العشوائية والفوضى التي تعرفها مدينة أكدز، وذلك منذ الأسبوع الأول من شهر دجنبر 2025، وهي خطوة تعكس تشدد السلطات الإقليمية في فرض احترام القانون ووقف التعديات على الملك العمومي.
وقد ثمّن هذه الخطوة العديد ممن استجوبتهم “أنفاس بريس” حول رأيهم في هذه الحملة، حيث اعتبروها خطوة جريئة وشجاعة من شأنها أن تعيد للمدينة جمالها المعماري، وتدخلها ضمن المدن النظيفة والمنظمة، وذلك بإيقاف الزحف غير القانوني على أرصفة شوارعها وتنظيم فضاءاتها العمومية، شريطة معالجة الظاهرة دون انتقائية، مشددين على ضرورة إيجاد حلول واقعية لتعويض الرسوم التي ستحرم منها ميزانية الجماعة الترابية لزاكورة، وتوفير بدائل لواقيات ومظلات الشمس والستائر البلاستيكية المثبتة بواجهات المقاهي والمحلات التجارية، بما يضمن رونق وجمالية الشوارع، ويحسن جودة الحياة بالمدينة، ويتلاءم مع بيئة المناخ الصحراوي شديد الحرارة التي تتجاوز مدتها ثمانية أشهر بالمدينة، وكذا هبوب الرياح القوية.
كما لفت العامل إلى أن هذا الاحتلال يسيء بشكل كبير إلى الجمالية الحضرية للمدينة، خاصة في شارعها الرئيس، الأمر الذي يستوجب التطبيق الصارم للقانون.
وعلى صعيد آخر، استعرض عامل الإقليم أهمية مشروع التأهيل الحضري لمدينة أكدز، الذي خُصصت له ميزانية ضخمة تُقدر بـ 50 مليون درهم.
ويُتوقع أن يحدث هذا المشروع نقلة نوعية في المدينة، من خلال تحسين البنية التحتية وتهيئة الفضاءات العمومية والمساحات الخضراء.
ويُتوقع أن يحدث هذا المشروع نقلة نوعية في المدينة، من خلال تحسين البنية التحتية وتهيئة الفضاءات العمومية والمساحات الخضراء.
وفي سياق متصل، قدم المدير الإقليمي للسكنى وسياسة المدينة معطيات تفصيلية حول تقدم الأشغال، موضحاً أن اتساع مساحة الأحياء والأزقة قيد التهيئة تتطلب تعبئة اعتمادات إضافية لضمان استكمال كافة الأشغال المتبقية. وتشمل مكونات المشروع تعبيد الطرق والأرصفة، وتطوير الإنارة العمومية، وتحسين شبكة تصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى تهيئة ملاعب القرب وإحداث مساحات خضراء جديدة.
وفي جانب آخر، استمع عامل الإقليم إلى مداخلات أعضاء المجلس الجماعي التي تناولت قضايا حيوية كـالتعمير، والصحة، وتشجيع الاستثمار. وأكد على التزام السلطات بمعالجة هذه القضايا بما يخدم مصلحة المواطنين، مع الحرص على احترام كافة المساطر القانونية المعمول بها.
وفي سياق تفقده للمرافق الاجتماعية، زار عامل الإقليم دار الأمومة بأكدز، حيث شدد على ضرورة الإسراع في تسليم تسيير المرفق لـ جمعية نسائية يتم انتخاب مكتبها في أقرب الآجال. كما وجه تعليماته للمصالح المعنية بضرورة توفير المزيد من التجهيزات وتعزيز الرعاية الصحية اللازمة لفائدة النساء النزيلات، مؤكداً على إيلاء أهمية قصوى لهذا المرفق الحيوي. وشملت الجولة أيضاً المركز الصحي بأكدز، دار الفتاة، وفضاء المرأة متعدد التخصصات.
هذا، واستمرت الجولة التفقدية لتشمل الجماعات القروية أفلاندرا، تنسيفت ومزكيطة، وذلك بهدف تتبع المشاريع الجارية والوقوف على وضعية المرافق العمومية على مستوى الإقليم، مما يؤكد نهج القرب الذي تتبعه عمالة إقليم زاكورة لضمان التنمية الشاملة.

