قالت الإعلامية ميمونة الحاج داهي إن ما حدث في عدد من المدن المغربية خلال الأيام الماضية من انهيارات وفيضانات خلفت وفاة ستين مواطنا، يُشكّل فاجعة وطنية تستحق إعلان مناطق منكوبة، لا مجرد بيانات رسمية عابرة.
وفي تدوينة مؤلمة حملت عنوان "كفارة ستون قتيلا"، عبّرت الحاج داهي عن صدمتها من "البرود الذي تلا الموت"، منتقدة ما وصفته بـ"اعتياد الفواجع" و"إدارة الكوارث بالكلام بدل الفعل".
وأوضحت أن حوادث سقوط الجدران وانهيار المباني في فاس، وغرق العشرات في آسفي، ليست مفاجئة لأن "الخطر معروف والهشاشة معروفة"، معتبرة أن عدم إعلان آسفي منطقة منكوبة هو تقصير أخلاقي وسياسي قبل أن يكون تقصيرا إداريا.
وأشارت الإعلامية إلى أن الدول التي تحترم نفسها يعتبر فيها إعلان منطقة منكوبة اعترافا بالمسؤولية قبل أن يكون قرارا، غير أن "الاعتراف في بلدنا صار أكبر من الخطيئة"، على حد تعبيرها.
وأضافت الحاج داهي أن النقاش العمومي انحرف سريعا من جوهر المأساة إلى سجال سياسي حول حرية الصحافة، قائلة: "ترتيب الأولويات كان صادما، فحين يموت ستون مواطنا يصبح أي نقاش آخر مؤجلا أخلاقياً".
وأكدت أن الوجع الحقيقي ليس في الفاجعة نفسها، بل في اعتيادها، مضيفة: "صرنا نبحث بسرعة عن موضوع آخر يخفف ثقل الكارثة، ونسير وكأن الحياة لم تُكسر فينا".
وختمت حديثها برسالة إنسانية مؤثرة مرفقة بصورة لطفلين فقدا والديهما وأختهما في فيضانات آسفي، معتبرة أنه "أقل اعتذار يمكن تقديمه لهما هو أن يكونا مكفولي الأمة"، في إشارة منها إلى ضرورة أن تتحمل الدولة والمجتمع مسؤولية رعاية الأطفال الناجين من المآسي.