Wednesday 17 December 2025
كتاب الرأي

أفاية: التحالف الإمبراطوري الجديد.. مرتكزاته العقائدية وتصوراته للديمقراطية والعالم

أفاية: التحالف الإمبراطوري الجديد.. مرتكزاته العقائدية وتصوراته للديمقراطية والعالم الكاتب والمفكر محمد نور الدين أفاية
كشفت وثيقة الأمن القومي الأمريكي يوم 5 دجنبر 2025 "خارطة طريق" جديدة للتموقع الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية؛ كثفت توجهاتها العسكرية، الاقتصادية، الدبلوماسية والثقافية التي سطرتها من أجل تنفيذها في العالم بهدف خلق ما تسميه "عصرًا ذهبيًا جديدًا" لأمريكا. فهي تعلن أنها تريد، أولا وقبل كل شيء، "بقاء الولايات المتحدة وحماية أمنها باعتبارها جمهورية مستقلة ذات سيادة، حيث تضمن الحكومة الحقوق الطبيعية الممنوحة من طرف الرّب لمواطنيه وتعطي الأولوية لرفاهيتهم ومصالحهم...مع الحرص على تقوية السلامة الثقافية لمجتمعهم".
 
تبرز هذه الوثيقة توجُهًا استراتيجيا جديدا لأمريكا في العالم، واستعدادا عمليا لفرضه على العلاقات بين الدول، من منطلق تصنيف دقيق للحلفاء والخصوم ومصادر العداء، وما يتطلبه ذلك من جاهزية عسكرية واقتصادية، ومن تعبئة دبلوماسية لتحقيق ما تدعو إليه "ورقة الطريق" من قطائع، وتحولات، وتحالفات، وسياسات تستجيب للتوجهات "الإيديولوجية" التي يهتدي بها صناع القرار في البيت الأبيض.
 
وإذا كانت الوثيقة تدعو إلى إعادة ترتيب المواقع الاستراتيجية للعالم من منطلق أن "السلام يتم بواسطة القوة"، حتى وإن ادعت سلوك "واقعية مرنة"، فإنها تطالب بالحد من "تدخلات المنظمات العابرة للأوطان والتي تقوض سيادة الدول"، لأن "الوحدة السياسية الأساسية للعالم هي "الدولة-الأمة" وعليها أن تبقى". لذلك تصر على استبعاد المرجعيات الكبرى التي تأسس عليها الغرب الأوروبي الحديث، وفي طليعتها ما يدخل ضمن قيم "حقوق الإنسان"، وتدعو إلى "مساعدة حلفائنا والمحافظة على حرية أوروبا وأمنها"، ولكن "مع استعادة ثقة الحضارة الأوروبية والهوية الغربية في ذاتها" من خلال "زرع مقاومة المسار الراهن لأوروبا" وتشجيع قوى اليمين التي تلتقي مع التوجهات الإيديولوجية والسياسية الجديدة لأمريكا.
 
ما يثير الانتباه، وذلك قبل نشر هذه الوثيقة، يتجلى فيما يشبه تقاربًا إيديولوجيًا بين منظري "الأنوار المُظلمة" وأقطاب الرجعية الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية وبين كتابات من يُعتبر "عقل" فلاديمير بوتين، وهو "ألكساندر دوغين" Alexandre Douguine؛ مع أننا نجد من يتحفظ على إطلاق هذا الوصف عليه. لقد ألف كتابا في أبريل 2025 بعنوان "ثورة ثرامب، النظام الجديد للقوى العظمى"، يقر فيه أن ثمة قواعد مشتركة بين روسيا بوتين وأمريكا ثرامب. ولعل تصريح دميتري بيسكوف، الناطق الرسمي للكريملين، يوم 8 دجنبر لم يكن مستغربا حين نوه باستراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة باعتبارها "تتماشى إلى حد بعيد" مع رؤية موسكو.
 
وهو أمر ليس جديدا ما دامت العلاقات بين البلدين شهدت في ولاية ثرامب الأولى دفئًا وتعاونًا دفع بالديمقراطيين إلى التنديد به؛ لأنهم اعتبروا أن بوتين تدخل في الانتخابات الأمريكية لصالح حملة ثرامب وساعد على انتصاره. لذلك وجدنا من يرى أن غزو روسيا لأوكرانيا له أسباب عميقة، لم تبدأ بالحرب في منطقة "الدومباس" المستمرة منذ 2014، الروسية اللغة والثقافة، أو ما تعرض له سكانها من تنكيل وبطش من طرف مليشيات مدعومة من أمريكا، أو ضمّ جزيرة القرم إلى روسيا؛ أو أن الأمر يعود إلى عدائية الرئيس "جو بايدن" الذي أصر على استمرار توسُّع الحلف الأطلسي وإعلان إرادته إدماج أوكرانيا فيه، وتغاضيه المطلق عن هواجس روسيا الأمنية؛ بل إن الأمر يتعلق بعوامل عديدة مجتمعة دفعت روسيا إلى غزو أوكرانيا في فبراير 2022. ويلاحظ المراقبون أن روسيا لم تتوقف عن تنبيه أعضاء الحلف الأطلسي، منذ تفكك الاتحاد السوفياتي، إلى الحد من سياسات ضمّ الدول المجاورة لروسيا وعدم تعريض أمنها القومي إلى الخطر. ولربما بسبب المواجهة العسكرية الجارية الذي لا يتكهن أحد بمآلها، لم يتوقف ثرامب في حملته الانتخابية عن الوعد بأنه بمجرد توليه السلطة سيعمل على إيقاف الحرب في أسرع وقت ممكن وصرح، أكثر من مرة، بأنه لو كان في الحكم لما نشبت هذه المواجهة العسكرية مع روسيا. وهو ما تؤكده وثيقة "الأمن القومي الأمريكي" مجددا.
 
تقارب عقائدي بين روسيا وأمريكا الجديدة
إذا كان ألكساندر دوغين يؤمن بتقارب عقائدي بين اليمين الأمريكي الجديد والإيديولوجية الأوراسية ذات التطلعات الإمبراطورية، فإن الأمريكي ستيف بانون، باعتباره أحد وكلاء اليمين العالمي المتطرف، يرى أن ثمة تحالفا "يهوديا مسيحيا" يجمع أمريكا بروسيا، وحتى وإن كانت أوروبا جزء من هذا الانتماء الحضاري والعقائدي العام فإن كليهما يعتبران أن على أوروبا أن تخضع لإرادتي قوة أمريكا وروسيا لأنها فقدت، بوضوح، مكانتها الاستراتيجية على الرغم من "اتحاد" دولها الذي يتعين العمل التدريجي على إضعافه، بله إنهائه. ولعل نشر وثيقة "استراتيجية الأمن القومي" يوم الجمعة 5 دجنبر 2025 إعلان تاريخي عن الطموح الجديد للإدارة الأمريكية إلى إنجاز "قطيعة تاريخية" مع عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، وإلحاق أوروبا إلى التحالف الدولي الجديد الذي يتطلع له ثرامب ومنظروه مع روسيا.
 
يرفض دوغين ادعاءات أوروبا النظرية والسياسية كافة ويستبعد، إن لم نقل يستهجن القول ب"كونية" النموذج الغربي، ويُعبِّر عن مقاومة واضحة لسياسات "التحديث القسْري" من الخارج. إنه لا يرى فيها سوى مظهر من مظاهر الاستعباد، والاستعمار، ومحو ثقافة الآخر. ويؤمن بأن التشبث بالتراث القديم لروسيا، والديانات التقليدية أفضل وسيلة لمحاصرة المد التغريبي الاستلابي الغربي؛ بل وزاوَج في فكره بين نزعة قومية روسية، يعتبرها البعض ذات مضامين فاشية، وبين تطلع إمبراطوري عنوانه "أوراسيا جديدة" تمتد إلى حدود البرتغال على الصعيد القاري غربا وتتجه من موسكو إلى بيكين مرورا بطهران شرقا. من هذا المنطلق طالب دوغين دائما بضم "القرم"، وذلك ما حصل سنة 2014، ولم يتوقف عن معارضته لاستقلال أوكرانيا وألح على إلحاقها بروسيا، لأن استقلالها شكَّل وما يزال يشكل خطرا على المشروع الأوراسي، فضلا عن إلحاحه على التحكم المطلق في البحر الأسود بوصفه مجالا بحريا حيويا لهذا المشروع.
 
لا يخفي دوغين انتماءه العقائدي، ويجهر باعترافه بالسلطة الروحية للبطريركية في موسكو، كما يقوم بذلك بوتين تماما. ويُحركه حلم إمبراطوري لا يخفيه، ويدعو إلى محاصرة فكر الحداثة؛ بل لا يتردد في إعلان الحرب على ادعاءاتها "الحضارية". ففي كتابه "النظرية السياسية الرابعة؛ روسيا والأفكار السياسية في القرن الواحد والعشرين" (ترجم إلى الفرنسية سنة 2012)، يُبرز دوغين تمظهرات الشرخ الحضاري والإيديولوجي بين روسيا والغرب. يتناول فشل الشيوعية والفاشية في تجربتيهما التاريخية، وأما الليبرالية التي تدعو إلى العقلانية، والديمقراطية، والتقدم، فإنها عرَّضَت الإنسان لأبشع أنواع الاستعباد والاستغلال والاستلاب. فلا هي تمثل "نهاية التاريخ"، كما ادعى ذلك فرانسيس فوكوياما الذي انفضحت تخيُّلاته، ولا تعبر عن تراجع السرديات الكبرى. لذلك يتعين محاربتها بكل الوسائل المتاحة أو التي يتعين خلقها، من أجل بناء دولة قومية قوية تستند إلى ما يسميه ب"مُحافظة فاعلة" تصفي حسابها مع الادعاءات الليبرالية كافة، ومع حداثتها التي تُنتج من السوء للإنسان أكثر مما توفر له شروط إسعاده. وتشكل هذه "المحافظة الفاعلة" قاعدة النظرية السياسية الرابعة التي يدعو إليها دوغين.
 
نقض مرتكزات الحداثة الأوروبية
عرض دوغين نقده للحداثة وتصوره للدولة المُحافظة في كتابه: "من أجل ثورة مُحافِظة" (ترجم إلى الفرنسية سنة 2023). تضمن هذا الكتاب مجموعة نصوص حررها دوغين ما بين 1991 و 1993 تناول فيها موضوعات متنوعة منها ما هو اجتماعي وما له علاقة بتأثير الحداثة على المجتمع الروسي، وقضايا ذات مضامين ميتافيزيقية ودينية وإيدولوجية، ولكنها مُؤطرة ضمن تصور مفتوح على ممكنات بلورة أفق سياسي لنزعة محافظة جديدة تراهن على المستقبل. لم يُخْفِ في هذا الكتاب، مرة أخرى، نبذه لقيم الحداثة والليبرالية، وحقوق الإنسان، ومعاداته لليهود الذي يتهمهم بكونهم كانوا وراء سقوط الاتحاد السوفياتي. وفي هذا الإطار شكلت كتابات كل من الفيلسوف والشاعر الإيطالي يوليوس إيفولا Julius Evola، والفرنسي هنري غينون Henri Guénon مصدر إلهام بالنسبة إليه بخصوص الموقف من الصهيونية، فضلا عن تقاليد معاداة السامية المتجذرة التي لم يكف العديد من المثقفين الروس عن التعبير عنها.
 
أما في الكتاب الذي خصَّصه لفكر هايدغر بعنوان: "مارتان هايدغر؛ فلسفة من أجل بداية جديدة" (ترجم إلى الفرنسية سنة 2014)؛ فإنه ينطلق فيه من فهمٍ يقْضي بالقول إن فلسفة هايدغر تشكل أساسا فلسفيا لتحطيم التراث العقلاني الأوروبي، ومواجهة ادعاءات حداثتها السياسية فوق الوطنية، ومواجهتها بمشروع عقائدي يقر بالأهمية الكبرى للتراث القديم والهوية الأصلية كما يبرز ذلك، في نظر دوغين، في المفهوم الهايدغيري للجماعة. يستلهم في هذا الكتاب عناصر النقد الذي قام به هايدغر للتراث الفلسفي الغربي بوصفه اقتصر، وذلك منذ اليونان، على التركيز على "وجود الأشياء" étant حيث تنعدم فيه إمكانيات الانفتاح على المعنى، ونسيان مبدأ الوجود في العالم Dasein، الذي يتأسس على الفهم، والانتباه لتحولات الزمن. وإزاء هذا النسيان يقترح هايدغر إعادة التفكير، كما هو معلوم، في تاريخ الفلسفة بالعودة إلى بدايات الفكر الفلسفي اليوناني، ولا سيما عند الفلاسفة ما قبل السقراطيين، بهدف إعادة استنبات فكرهم ضمن علاقة أكثر قوة بالوجود.
 
انطلاقا من القراءة التي قدمها هايدغر للفلسفة الغربية، وغيره من المراجع النظرية من بينها كتابات كارل شميث Carl Schmitt، وضع دوغين الليبرالية والفاشية والماركسية ضمن نظريات الحداثة التي يتعين نقْضُها لأنها تستهجن القيم الروحية للشعوب، وتُشجع على نسيان الذات، وإنكار وجود الله؛ بل وتصنع أنظمة تقوم على الاستعباد والاغتراب والضياع. ودعا دوغين إلى إعادة قراءة مفاهيم الإمبراطورية، والدولة، والجغرافية السياسية، والدين، والموت، والتقنية، والعقل وصهرها بشكل تفاعلي في مشروع إعادة تأسيس فكر يبني دولة قوية، يُعلي من شأن الجماعة، ويراعي قيم التراث، والدين، والثقافة السلافية في أفق وضع مشروع سياسي "أوراسي" واسع.
 
التبرم من الديمقراطية والمساواة
يلتقي فكر ألكساندر دوغين، سياسيا، مع عدد من مفكري "الأنوار المُظلمة" وناشطي اليمين الأمريكي المتطرف بخصوص الديمقراطية، والمشاركة، والمساواة، ووظائف الدولة. لقد جاء بعض المفكرين منهم من حقل الفلسفة، حتى ولو اعتبروا أنفسهم يُقيمون على هامشها، والبعض الآخر تأثر بأدبيات الخيال العلمي، وروايات بعض الأفلام، وفي طليعتها فيلم "ماتريكس" Matrix، من إخراج الأختين لانا وليلي فاشوفسكي (1999)، الذي يعرض لمستقبل "ديستوبي" Distopique تبدو مظاهره مريرة؛ وينظر الناس فيه إلى الواقع بوصفه تمثيلا افتراضيا مرتبطا ب"مأْصَل" (Matrice) صنعته آلات خارقة الذكاء وُضِعت من أجل استعباد الإنسان وسلب قواه كافة، حتى ولو أن نهاية الفيلم تؤكد على ضرورة أن ينبته العالم إلى أن "كل شيء ممكن".
 
يتعلق الأمر، في حالة منظري "الأنوار المُظلمة" كما عند دوغين، بتبرم مبدئي من النظام الديمقراطي، ومن قيم حقوق الإنسان وفي طليعتها مبدأ المساواة، وبالدعوة إلى بناء دولة-مقاوَلة تُسيرها خوارزميات من أجل إقامة "روما جديدة"، في حالة الأمريكيين؛ وإلى دولة إمبراطورية "أوراسية جديدة" يحكمها رجل قوي محاط بنخبة منتقاة تُبشر بصيانة ما تبقى من قيم تقليدية وتراث ديني وثقافي للشعوب، عند دوغين. وفي سياق هذا البناء "الإيديولوجي" المختلف من حيث المصادر والسياسات، والمُأتلف من زاوية الغايات والتحالفات، نواجه تركيبا فكريا في كلتا الحالتين يعتمد على مرجعيات متنافرة تبدأ بالنزعات الباطنية، عند دوغين والخيال العلمي عند أصحاب "الأنوار المُظلمة"، وتغوص في أدبيات ميتافيزيقية، وفلسفية، وتستلهم نظريات سياسية ونصوص جيواستراتيجية غير متجانسة.
 
ما يجمعهم من وضوح يتجلى في التنظير لتيارات اليمين المتطرف والتزامهم ببرامجها. وهم لا يكتفون بما هو نظري، بل يخوضون في مناقشات، ويستعملون منصات رقمية هائلة للترويج لأفكارهم، وينشطون في التجمعات والتظاهرات التي تقوم بتبرير سياسات الدول التي يحكمها اليمين، بما فيه اليمين العنصري الفاشي الحاكم في إسرائيل وما يقوم به من جرائم وإبادة، ويتحمسون للتبشير بقدوم مختلف تنظيمات اليمين للإمساك بدواليب القرار والسلطة، كما يظهر في تواطآتهم مع اليمين المتطرف في أوروبا وفي أمريكا اللاتينية والهند.
 
غير أن التطلعات الطوباوية لكل من دوغين، وأصحاب "الأنوار المُظلمة" في أمريكا تبدو صعبة التحقيق، على الأقل في السياق الدولي الحالي؛ إذ لم تتمكن روسيا من الاستيلاء كلية على أوكرانيا بالرغم من تفوقها العسكري، لِما واجهته من مقاومات بسبب توظيف مُقدرات الحلف الأطلسي في المعارك، والإسناد المالي والعسكري الأوروبي لأوكرانيا خوفا من التطلعات الإمبراطوية لروسيا. كما أن منظري سياسات ثرامب ومستشاريه يواجهون مقاومات عدة أمام قرارات الرئيس بفعل عناصر المقاومة المؤسسية والقانونية والسياسية التي تمتلكها أمريكا، والتي تحدُّ من جموحه بهدف تركيع القوى التي أعلن عن رغبته في ترويضها أو تصفيتها مثل الجامعات، والصحافة، والقضاء، وغيرها. بل إن الانتخابات الجزئية الأخيرة في نونبر الماضي أعطت تفوقا لمرشحي الحزب الديمقراطي في خمس ولايات، وسمحت بفوز زُهران ممداني في نيويورك، أحد "اليساريين" الديمقراطيين ذوي الأصول الأجنبية وأحد الوجوه التي تُشوش على سياسات ثرامب. غير أن هذا الشاب وإن وجد تعاطفا كبيرا في أوساط المهاجرين، والسود، والفئات الشعبية، والمِثليين، فإن المال لعب دورا كبيرا في التعبئة العامة لحملته الانتخابية، بحكم أنه كان مسنودا بالدعم المالي لأليكساندر سوروش، ابن مؤسس منظمة "المجتمع المفتوح".
 
يكن من أمر فإن احتمالات تراجع شعبية ثرامب قد تهدد مآل التصورات التي يقترحها عليه أصحاب "الأنوار المظلمة"، وما تُبشر به خارطة طريق أمريكا الجديدة من أجل "عصر ذهبي جديد"، مما يؤشر على صعوبات ترجمة نزوعهم الطوباوي إلى حقائق. كما أن الصعوبات الجيوستراتيجية التي تواجهها روسيا في أوكرانيا تحد من الحماس الإمبراطوري لألكساندر دوغين، وغيره ممن يستمع إليهم بوتين. وأما المكانة الهائلة التي تحتلها الصين، فإنها تطرح أكبر من تحدٍّ على المخططات المعروضة لإعادة ترتيب المواقع الاستراتيجية للتطلعات الإمبراطورية لكل من أمريكا وروسيا.