Friday 24 October 2025
Advertisement
فن وثقافة

مهدي بلعياشي يتألق في الويب بدور الزوج العصبي

مهدي بلعياشي يتألق في الويب بدور الزوج العصبي الكوميدي مهدي بلعياشي رفقة والدته الصحافية فتيحة مرشود
في عالم الكوميديا الرقمية حيث يلتقي الواقع بالسخرية، يبرز مهدي بلعياشي بشخصية الزوج العصبي في كبسولة كوميدية قصيرة يعممها بشكل وفي عبر صفحته على الفيسبوك وباقي منصات التواصلالاجتماعي.

كبسولة الزوج العصبي للمهدي بلعياشي ليست مجرد مقاطع قصيرة تُشاهد على الإنترنت، بل نموذج مصغر للحياة اليومية. كل صرخة، كل تذمر، كل حركة عصبية، تعكس صراع الزوج مع تفاصيل الحياة اليومية، من كوب شاي ناقص سكر إلى ريموت كونترول ضائع، من نقاش حول المصاريف المنزلية إلى التوتر الناتج عن الاختلاف مع الزوجة في التدبير المنزلي والعادات ومصاريف الاستهلاك اليومي، كل مشهد يحمل ملاحظة اجتماعية دقيقة، مرآة واقعية تعكس ما يحدث خلف الأبواب المغلقة.
 
في حلقاته على فيسبوك وباقي المنصات، تناول بلعياشي موضوع الدخول المدرسي، إذ بدا في كبسولة بلعياشي موسما مزدوجا، يحمل فرحة الالتحاق بالفصل الدراسي وهاجس شراء اللوازم المدرسية من جهة أخرى، حيث تحولت قائمة اللوازم إلى تحدٍ اقتصادي حقيقي، يتحمله كل رب أسرة، لأداء مصاريف تعليم أولاده وسط ارتفاع الأسعار وفوضى السوق. المشاهد يضحك لأنه يعرف نفسه، لكنه يضحك أيضا على التحمل المالي الخفي وراء الضحكات.
 
العطلة الصيفية، التي يفترض أن تكون وقتًا للاستجمام، تتحول أيضا لاختبار الميزانية .. من نفقات السفر إلى الأنشطة اليومية للأطفال، كل تفصيل يصبح مادة كوميدية، لكنه نقد اجتماعي دقيق يكشف التناقض بين الرغبة في الاستمتاع والواقع الاقتصادي الصعب. غلاء الأسعار ومصاريف الحياة اليومية والصراع حول الأثمنة وتحولات نمط العيش تتحول إلى كوميديا مرّة لكنها مألوفة لكل مغربي.
 
ما يميز المهدي بلعياشي هو الصدق التمثيلي، إذ يعتمد على قسمات الوجه وحركات الجسد قبل النص، ليحوّل العصبية إلى أداة فنية تجعل كل موقف صغير دليلا على واقع أكبر، ولا يتوسل كل مشهد نكتة فارغة، بل يصيغ فنيا تجربة اجتماعية حية، حيث يعرف المشاهد نفسه فيها ويضحك على ذاته، على ضغوطاته النفسية، وعلى كل التفاصيل اليومية التي يفضل أن يتجاهلها لكي يستطيع التأقلم مع العيش وسط هذه المفارقات الاجتماعية.
 
الفنان مهدي بلعياشي ليس ممثلا فقط بل مؤلف. يكتب نصوصه، يصوغ حواراته، ويضع لمساته الخاصة في كل مشهد، وقد حصدت الحلقات التي نشرها بشكل متواصل على الويب، نسبة مهمة من المشاهدات والتعليقات الإيجابية، التي لم تقتصر على الثناء بل امتدت لتحليل شخصية الزوج العصبي كمرآة للمشكلات اليومية.
 
مسار مهدي بلعياشي الفني يظهر أن الكوميديا الرقمية ليست مجرد ضحك عابر، بل أداة تحليلية لفهم المجتمع، ومساحة لصقل المواهب والإبداع الشخصي، مما جعله يحتل مكانة مميزة بين المبدعين الشباب على الساحة الرقمية المغربية.

مهدي بلعياشي جمع في كبسولاته على الويب، بين الضحك والوعي الاجتماعي، مثبتا أن الكوميديا الرقمية ليست ترفا عابرا، بل مرآة حقيقية للحياة اليومية ومساحة للإبداع والتحليل الواقعي للمجتمع.