Tuesday 26 August 2025
منبر أنفاس

سفيان الداودي: 500 كيلومتر بين طنجة والسعيدية مستقبل السياحة المغربية

 
 
سفيان الداودي: 500 كيلومتر بين طنجة والسعيدية مستقبل السياحة المغربية سفيان الداودي
يشهد شمال المغرب خلال السنوات الأخيرة اكتظاظاً سياحياً غير مسبوق، خصوصاً بين تطوان والمضيق، حيث تعاني الفنادق والشواطئ من ضغط كبير خلال شهري يوليوز وغشت. ومع اقتراب المغرب من استضافة كأس العالم 2030، يبرز بوضوح أن المسافة البالغة نحو 500 كيلومتر بين طنجة والسعيدية تمثل مستقبل السياحة المغربية إذا تم استثمارها بشكل استراتيجي ومتكامل، يربط بين الساحل والجبال ويخلق تنوعاً سياحياً وثقافياً، ويشكل نقطة لقاء استراتيجية مع إسبانيا والبرتغال لتعزيز التبادل السياحي والثقافي والاقتصادي.

1- الاستفادة من التجارب الاسبانية

زيارتنا لمناطق متوسطية مثل Costa del Sol وCosta Blanca في إسبانيا، ومدنها الساحرة، توضح كيف يمكن تحويل الساحل المتوسط المغربي إلى شبكة من المدن الصغيرة والمتوسطة، تجمع بين الحداثة المعمارية والأصالة في خلق مدن قديمة بلمسة مغربية / متوسطية.

ندعو للاستفادة من:

التجربة الإسبانية للمدن الجبلية مثل Mijas Pueblo وFrigiliana التي تظهر قيمة الجمع بين الجبال المطلة على البحر المتوسط والجاذبية السياحية.

المساحات السياحية في هذه المناطق تفوق بكثير المتوسط المغربي، ما يجعلنا نتساءل: لماذا لا ننشئ حواضر جبلية وساحلية مماثلة في المغرب؟ فشفشاون يمكن أن تطور إلى مدن جبلية بمناظر مطلة على البحر المتوسط.

2- خلق المدن الصغيرة والمخيمات والمتنزهات الجبلية بالمتوسط المغربي

- مدينة الزهور بالمغرب مستوحاة من جمال Estepona الإسبانية، بدروب تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتدمج بين التراث المحلي والطابع الحضري الحديث.

- تطوير وتوسيع بنية استقبال حي المطار بالناظور ومارينا السعيدية.

- إنشاء مدن صغرى سياحية قرب شواطئ مينا روزيطا، تشاركنا، ورأس روك وتيبودا تضاهي مليلية المحتلة.

- التفكير في جعل مدينة بليونش المغربية كأحد المدن الإيطالية مثل أمالفي كوست أو بوزيطانو.

- بين الحسيمة والناظور، إنشاء مدينة سياحية جديدة مستوحاة من Costa Blanca الإسبانية، تضاريسها تشبه Alicante وGalp أو Benidorm، مع مرافق للأطفال، مراكز ترفيهية، ميناءات سياحية، ومطارات صغرى.

- بين تطوان والحسيمة، تنمية مناطق مثل الجبهة وواد لاو، وخلق مدن صغيرة متوسطة الحجم بأسلوب حضري أندلسي/ متوسطي

- خلق مدن جبلية مطلة على المتوسط على غرار Mijas Pueblo وFrigiliana، تجمع بين المناظر الطبيعية، التراث المعماري، والخدمات السياحية.

3- أهداف استراتيجية

استغلال هذا الشريط البالغ 500 كيلومتر يحقق عدة أهداف استراتيجية:

- تخفيف الضغط عن المدن الكبرى خلال الموسم الصيفي.

- توزيع التنمية والاستثمار بشكل عادل على مناطق الريف والجبل والساحل.

- خلق فرص اقتصادية جديدة للسكان المحليين والمستثمرين.

- تعزيز الجاذبية السياحية والتربوية للمغرب، بما يتماشى مع استضافة كأس العالم 2030.

- جعل الشريط الساحلي المتوسطي نقطة التقاء استراتيجية مع إسبانيا والبرتغال لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي.

4- توصيات عملية

تهيئة البنية التحتية:

أ- طريق سريع ساحلي (طنجة السعيدية) كحل قصير الامد.

ب- خط قطار سريع متوسطي يربط طنجة بالسعيدية مع إنشاء موانئ ترفيهية ومطارات صغيرة، وربط المدن الجبلية بالمراكز الساحلية.

- إحداث مدن صغيرة متكاملة: فنادق، مرافق رياضية وترفيهية، مدارس صيفية ومخيمات للأطفال، مع الحفاظ على الطابع الحضري الأندلسي/ المتوسطي والاستفادة من أصالة الأحياء القديمة للمدن الإسبانية.

- تشجيع الاستثمار الخاص: تحفيز المستثمرين عبر تسهيلات ضريبية ومبادرات مشتركة.

- الحفاظ على البيئة: اعتماد معايير البناء الأخضر والتوازن بين التنمية وحماية المنظومة البيئية البحرية والغابوية.

- تنويع الموسم السياحي والتربوي: تنظيم مهرجانات ثقافية ورياضية ومخيمات للأطفال على مدار السنة، بما ينسجم مع كأس العالم 2030.

في الأخير نؤكد أن الشريط الساحلي والجبلي الممتد 500 كيلومتر بين طنجة والسعيدية هو مستقبل المغرب السياحي بعد كأس العالم 2030. فتحويله إلى شبكة من المدن الصغيرة والمتوسطة والجبلية بأسلوب أندلسي/متوسطي، بما فيها مدينة الزهور المستوحاة من Estepona، مدن جبلية على غرار Mijas Pueblo وFrigiliana، وخلق مخيمات الأطفال، ليس مجرد طموح، بل خيار استراتيجي وتقدمي لتعزيز السياحة، التنمية، وربط المغرب بإسبانيا والبرتغال من خلال واجهات سياحية متنوعة ومتكاملة.