احذروا من أخطبوط أبيض يهدّد بامتصاص صناديق التعويض عن العلاجات الطبية، بابتلاع العيادات الصغيرة والمصحات الخاصة، واستنزاف الموارد البشرية للصحة العمومية، وقد يكون السبب في إطلاق فوضى اجتماعية لا تُحمد عقباها.
مهنة الطب التي هي احد أسس الطبقة الوسطى بالمغرب تحتضر.
هناك صمت يقتل.
ليس صمت الجهل.
ولا صمت التعب.
بل صمت التواطؤ.
صمت مدروس.
صمت يُرضي مصالح معيّنة.
صمت يُداري الحقيقة، ويُغطي على ما لا يُغتفر.
من أغلق عينيه عن فوضى الدوام الكامل المُعدّل (TPA) الذي يُمارَس بلا ضوابط في القطاع الطبي الحر المغربي؟
ذلك الذي سُوّق على أنه مكسب اجتماعي، لكنه في الواقع صار في كثير من الأحيان بوابة للعبث ولتجريد الفعل الطبي من روحه النبيلة، ليُحوَّل إلى سلعة تُباع وتُشترى.
في ظل هذا الوضع، لم يعد الطبيب ذاك المهني النبيل، بل مجرد مزوّد خدمة يُساوَم على أتعابه.
والكل يتفرّج... وكأنّ شيئًا لم يكن.
من تخلّى عن مسؤوليته في مراجعة التعريفة الوطنية المرجعية (TNR) للأعمال الطبية، التي أصبحت اليوم متجاوزة، غير عادلة، وغير قابلة للتطبيق في سياق تغيّرت فيه التكاليف والمعادلات الاقتصادية؟
هذه التعريفة، بصيغتها الحالية، لا تحمي المريض، ولا تحفظ كرامة الطبيب.
ومع ذلك، تُركت على حالها، جامدة، كأن المقصود هو خلق مزيد من الغموض، وتشجيع اقتصاد الظل واللاشرعية.
من المسؤول عن انهيار المكانة الأخلاقية والمهنية للطبيب المغربي؟
ذاك الطبيب الذي يُمتدح في الخطابات الرسمية بلقب "المُعالج النبيل"، لكنه في الواقع يُهان، ويُرهق، ويُتهم، ويُدفع نحو الهشاشة.
طبيب يُطلب منه أن يكون حاضرًا، يقظًا، إنسانيًا، فاعلًا، متوفرًا...
لكن في المقابل، يُحرَم من أبسط شروط الكرامة والاعتراف.
من سمح — عن وعي أو عن غفلة — لأخطبوط أبيض أن يلتهم الكفاءات الوطنية، ويُضعف القطاع الطبي الحرّ، ويخنق العيادات الخاصة والمصحات الصغيرة التي تُعتبر عصب الطبقة الوسطى في هذا البلد؟
إننا نُواجه اليوم خطرًا حقيقيًا:
خطر إفلاس وشيك لمئات المرافق الطبية الخاصة،
خطر تجفيف منابع العطاء المهني النزيه،
خطر اغتيال روح التنافس الشريف،
وخطر فوضى صحية قادمة قد تعصف باستقرار اجتماعي هشّ.
هذا النص ليس مجرد تحليل،
إنه ناقوس خطر.
تحذير صريح من واقع آخذ في التدهور،
إذا لم نستيقظ جميعًا... قبل فوات الأوان.
مهنة الطب التي هي احد أسس الطبقة الوسطى بالمغرب تحتضر.
هناك صمت يقتل.
ليس صمت الجهل.
ولا صمت التعب.
بل صمت التواطؤ.
صمت مدروس.
صمت يُرضي مصالح معيّنة.
صمت يُداري الحقيقة، ويُغطي على ما لا يُغتفر.
من أغلق عينيه عن فوضى الدوام الكامل المُعدّل (TPA) الذي يُمارَس بلا ضوابط في القطاع الطبي الحر المغربي؟
ذلك الذي سُوّق على أنه مكسب اجتماعي، لكنه في الواقع صار في كثير من الأحيان بوابة للعبث ولتجريد الفعل الطبي من روحه النبيلة، ليُحوَّل إلى سلعة تُباع وتُشترى.
في ظل هذا الوضع، لم يعد الطبيب ذاك المهني النبيل، بل مجرد مزوّد خدمة يُساوَم على أتعابه.
والكل يتفرّج... وكأنّ شيئًا لم يكن.
من تخلّى عن مسؤوليته في مراجعة التعريفة الوطنية المرجعية (TNR) للأعمال الطبية، التي أصبحت اليوم متجاوزة، غير عادلة، وغير قابلة للتطبيق في سياق تغيّرت فيه التكاليف والمعادلات الاقتصادية؟
هذه التعريفة، بصيغتها الحالية، لا تحمي المريض، ولا تحفظ كرامة الطبيب.
ومع ذلك، تُركت على حالها، جامدة، كأن المقصود هو خلق مزيد من الغموض، وتشجيع اقتصاد الظل واللاشرعية.
من المسؤول عن انهيار المكانة الأخلاقية والمهنية للطبيب المغربي؟
ذاك الطبيب الذي يُمتدح في الخطابات الرسمية بلقب "المُعالج النبيل"، لكنه في الواقع يُهان، ويُرهق، ويُتهم، ويُدفع نحو الهشاشة.
طبيب يُطلب منه أن يكون حاضرًا، يقظًا، إنسانيًا، فاعلًا، متوفرًا...
لكن في المقابل، يُحرَم من أبسط شروط الكرامة والاعتراف.
من سمح — عن وعي أو عن غفلة — لأخطبوط أبيض أن يلتهم الكفاءات الوطنية، ويُضعف القطاع الطبي الحرّ، ويخنق العيادات الخاصة والمصحات الصغيرة التي تُعتبر عصب الطبقة الوسطى في هذا البلد؟
إننا نُواجه اليوم خطرًا حقيقيًا:
خطر إفلاس وشيك لمئات المرافق الطبية الخاصة،
خطر تجفيف منابع العطاء المهني النزيه،
خطر اغتيال روح التنافس الشريف،
وخطر فوضى صحية قادمة قد تعصف باستقرار اجتماعي هشّ.
هذا النص ليس مجرد تحليل،
إنه ناقوس خطر.
تحذير صريح من واقع آخذ في التدهور،
إذا لم نستيقظ جميعًا... قبل فوات الأوان.
الدكتور أنور الشرقاوي
طبيب وخبير في التواصل الطبي والصحافة الصحية
طبيب وخبير في التواصل الطبي والصحافة الصحية