قال اليزيد عابد، رئيس اتحاد جمهورية القبائل (URK)، وهي حركة سياسية تناضل سلميا من أجل استقلال بلاد القبائل في تصريح لموقع " تامورت " الناطق بالفرنسية إن السخط الذي عبرت عنه وسائل الإعلام الجزائرية، وخاصة التلفزيون العمومي وزعماء الأحزاب الداعمة للنظام العسكري الجزائري مثل التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني تجاه تصريحات الباحث الجزائري بلغيث محمد أمين عبر قناة " سكاي نيوز عربية " الإماراتية الذي اعتبر الأمازيغية " مشروع فرانكو صهيوني " ليست سوى جعجعة بدون طحين مشيرا بأن الذين رحبوا بـ"رد الفعل القوي" للتلفزيون الجزائري لديهم ذاكرة قصيرة جدا، علما أن وسائل الإعلام نفسها التي هي صوت المجلس العسكري، لم تتردد في عام 2021 في التعامل مع منطقة القبائل باعتبارها "منطقة إرهابية" ونفذت دعاية بغيضة ومثيرة للاشمئزاز ضد بلاد القبائل.
وتساءل عابد عن سبب صمت وسائل الإعلام الجزائرية عندما قام الإسلاميان نعيمة صالحي (رئيسة حزب الإنصاف والبيان) وعبد القادر بن قرينة (رئيس حركة البناء) بإلقاء اللعنات وصب كراهيتهم على منطقة القبائل وعلى الشعب القبائلي، كما أنها لم تعبر عن انزعاجها – يضيف – من التصريحات التي أدلى بها آنذاك عبد الوهاب بن زعيم من حزب جبهة التحرير الوطني، والذي هدد القبائل علنا بـ"اقتلاعهم" كما يفعل المرء مع "الورم الخبيث".
وأشار عابد أن الإمارات العربية المتحدة ليست هي الدولة التي اخترعت وروجت للعنصرية ضد القبائل ومعاداة القبائل، بل الدولة الجزائرية، معبرا عن إدانته باسمه وباسم اتحاد الجمهورية القبائلية (URK) للتصريحات العبثية التي أدلى بها هذا الأكاديمي الجزائري المعروف بكراهيته لكل ما هو قبائلي وأمازيغي بشكل عام.
وأضاف عابد أن النظام الجزائري غارق في تناقضاته، مشيرا بأن العديد من الجزائريين يتشاركون أفكار هذا الأكاديمي بلغيث. ولعل المثال الأكثر إيلاما - يضيف - هو رفض تدريس اللغة الأمازيغية في المناطق الناطقة بالعربية. وخارج منطقة القبائل، يواجه تعليم اللغة الأمازيغية مقاومة شرسة، باسم الإسلام والعروبة، المكونين الآخرين للأمة الجزائرية، حسب دستورها.
وتساءل عابد قائلا : " إذا كانت الدولة الجزائرية تعتبر فعلا الأمازيغية مكونا أساسيا من الهوية الوطنية الجزائرية، فلماذا لا تجعل تدريس هذه اللغة إلزاميا في جميع المدارس في الجزائر؟ " .
وتابع حديثه لموقع " تامورت" بالقول : " الشعب القبائلي لا ينخدع. فهو يعلم جيدا أن العنصرية ضد القبائل والأمازيغ بشكل عام ليست جديدة، وأن النظام الجزائري نفسه هو المسؤول عن تغذيتها منذ استقلال الجزائر. إن النظام الجزائري يريد ببساطة صرف انتباه الرأي العام الجزائري عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الحقيقية التي تعاني منها البلاد وعن إخفاقاته الدبلوماسية ، وخاصة فيما يتصل بقضية الصحراء المغربية ومعالجة الأزمة مع فرنسا. إن أفضل رد من الشعب القبائلي هو التركيز على النضال السلمي من أجل الاستقلال.."