Tuesday 6 May 2025
كتاب الرأي

محمد مشهوري: لا يعلو التهريج والضجيج فوق النظام الداخلي لبرلمان الأمة

محمد مشهوري: لا يعلو التهريج والضجيج فوق النظام الداخلي لبرلمان الأمة محمد مشهوري
كل من تابعوا جلسة الأسئلة الشفوية يوم الاثنين 5 ماي 2025، يدركون ويعون بأنه لا يمكن القفز على الوقائع التي حاول "أبطالها" تحويل القبة إلى حلبة "سيرك"، دون اكتراث بقيمة الزمن السياسي وبحاجة المغاربة إلى نقاش جدي ومسؤول.
 
بعد إحساسهم بأن العد العكسي قد بدأ وبأنهم قد فشلوا فشلا ذريعا في ترويج الوهم منذ أزيد من ثلاث سنوات، عادوا إلى عادتهم القديمة، متملصين من الحكومة ورفاهية مقاعد الوزارة، في سلوك شعبوي متجاوز ومرفوض. هكذا عودونا على امتداد التاريخ: يرقصون مع الذئب ويبكون مع الراعي.
 
في تلك الجلسة، ركبهم جنون العظمة والاعتداد الزائد والزائف بالذات، وتناسوا أو تجاهلوا أن النظام الداخلي يعلو ولا يعلى عليه، وبأن محمد أوزين رئيس جلسة مجلس كان في تلك اللحظة يمارس مهاما دستورية يغيب فيها منطق الاصطفاف إلى الأغلبية والمعارضة، ويتم الاحتكام فقط إلى القانون وحده.
 
أخطأوا في التقدير، حين اعتبروا أن "التفوق" العددي يبيح ويجيز كل المحظورات، بما في ذلك القفز على القانون وإعمال "قانون" الصراخ والتشويش على جلسة دستورية.
 
وإذا كان رئيس الجلسة قد حافظ على هدوئه المعهود والمعتاد، فإن هذا السلوك قد غاض أصحابنا الذين كانوا يبحثون عن اختلاق "أزمة " ترفع على إثرها الجلسة، وفعلا سقطوا في "الفخ" واعتذر زميلهم عن الحركات التي اقترفها في استهتار بحرمة المجلس وبرئاسة الجلسة، قبل أن يفاجأ الجميع بنكث الوعد والصلح بعد أن نجح رئيس الجلسة في التهدئة دون أن يوقف أشغال الجلسة أو يلمس المطرقة.
 
تلك كانت الوقائع. أما عن "النماذج" التي ليست كلمة قدحية البتة، والعهدة على فقهاء لغة الضاد وعلماء السيميولوجيا، لأن النموذج كان دائما مرادفا لمصطلح القدوة والمثال، المثال الذي يسعى البعض، من خلال ممارسات غير مسؤولة، إسقاطه والنزول به إلى أسفل سافلين.
 
عودا إلى بدء، حتى نفهم بعض أسباب النزول ومن بينها حيرة فريق أغلبي ومحاصرته لنفسه في حيص بيص.
فريق يرفض التوقيع على لجنة تقصي الحقائق في أموال الشعب ويفضل التحقيق للدفاع عن قضية خاسرة حول سلوك برلماني يخرق النظام الداخلي ويتناول الكلمة بدون إذن مقاطعا رئيسه الذي كان يجيب مكان الحكومة وهو نائب الأمة! وفي حضور الناطق الرسمي الذي طلب الكلمة لكن رئيس الفريق الاستقلالي فضل الإجابة بدل الوزير! فمن وجب فتح التحقيق في شأنه!
 
بعد أن حكم على سقراط بالإعدام بشرب السم، حاول أتباعه تهريبه من السجن، لكن رفض وقال: يجب احترام القوانين حتى في الموت.
 
يوما يعد يوم، يزداد اقتناعي بجملة يكررها صديق على مسامعي: لا يمكن ممارسة الفعل السياسي خارج سياق مجتمع المعرفة.
 
محمد مشهوري/ المستشار الإعلامي للأمين العام لحزب الحركة الشعبية