الاثنين 2 ديسمبر 2024
اقتصاد

كوب 29.. الشهبوني يعرض تجربة "مركز التنمية لجهة تانسيفت" في قضايا المناخ

كوب 29.. الشهبوني يعرض تجربة "مركز التنمية لجهة تانسيفت" في قضايا المناخ جانب من المؤتمر
يواصل قادة ووزراء ومسؤولون من نحو مئتي دولة من بينها المغرب، في العاصمة الأذربيجانية باكو مشاركتهم في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ " كوب 29"، يعد هذا المؤتمر الذي ينعقد ما بين 11-22 نونبر 2024، فرصة لتقييم التقدم المحرز في التخفيف من آثار تغير المناخ، وبحث أفضل السبل لمكافحة هذه الظاهرة. وعن مشاركة مركز التنمية لجهة تانسيفت في هذه القمة العالمية، تقدم الدكتور أحمد الشهبوني التي ألقاها في إحدى الورشات التي نظمت برواق المغرب بمقر الهيأة الأممية للمناخ بباكو ، أزربدجان الأربعاء 13 نونبر 2024. محورها: " التمويل الإقليمي المراعي للمناخ: قضية حاسمة" وهذا نص المداخلة:


هناك إجماع على أن تطوير التمويل الإقليمي المراعي للمناخ يمثل قضية رئيسية لمواجهة تحديات تغير المناخ ودعم التحول البيئي على المستوى المحلي. وينطوي ذلك على توجيه الاستثمارات العمومية والخاصة نحو المشاريع التي تقلص من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزز قدرة الأقاليم على الصمود، وتشجع الاقتصاد ذي الكربون المنخفض.

يمكن تفعيل العديد من أدوات العمل لتطوير التمويل الإقليمي المراعي للمناخ:

1-تعبئة التمويل العمومي والخاص :
يمثل تطوير التمويل الإقليمي المراعي للمناخ أولوية رئيسية. وفيما يلي بعض المبادرات الرئيسية التي أنجزتها المملكة:

دمج و برمجة تغير المناخ في السياسات العمومية
إطار الإنفاق متوسط ​​الأجل للمناخ : أنشأ المغرب إطار الإنفاق المتوسط ​​الأجل للمناخ من أجل دمج قضايا المناخ في برمجة الميزانية. وتساعد هذه الوسيلة على توجيه الاستثمارات نحو المشاريع التي تساهم في التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه على المستوى المحلي.

الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة (SNDD): عملت الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة على تسطير أهداف طموحة فيما يتعلق بالتنمية المستدامة ومكافحة تغير المناخ، مع إيلاء اهتمام خاص للأبعاد الإقليمية.

تعبئة التمويل: صندوق المناخ الأخضر، يعتبر المغرب مستفيدا رئيسيا من صندوق المناخ الأخضر، الذي يمول مشاريع التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه على المستوى المحلي.

2-الدور الهام للمجتمع المدني في التمويل الإقليمي الحساس للمناخ:
يلعب المجتمع المدني دورا متزايد الأهمية في تطوير التمويل الإقليمي الحساس للمناخ. وباعتباره مجموعة من المنظمات والمواطنين المشاركين، فإنه يعمل كمحفز حقيقي لما يلي:
الابتكار والتجريب.

تطوير مشاريع مبتكرة: غالبًا ما تكون منظمات المجتمع المدني هي أصل المشاريع المبتكرة في مجال التمويل الأخضر والتكيف مع تغير المناخ. وهم يقومون بتجربة أساليب جديدة ونماذج تمويل جديدة.

دعم المؤسسات الاجتماعية: يدعم المجتمع المدني تطوير المؤسسات الاجتماعية التي تقدم حلولاً مبتكرة لمكافحة تغير المناخ.

حماية الفئات الأكثرهشاشة : يضمن المجتمع المدني أن تأخذ سياسات المناخ ومشاريع التمويل الأخضر في الاعتبار احتياجات الفئات السكانية الأكثر هشاشة ، ولا سيما الأشخاص ذوي الدخل المنخفض والمجتمعات المحلية
دمج المناخ في قرارات الميزانية: يتضمن ذلك دمج قضايا المناخ في جميع دورات الميزانية، بدءًا من تطوير الميزانيات وحتى تنفيذها وتقييمها.

تعبئة التمويل المبتكر: يجب على المجتمعات استكشاف مصادر جديدة للتمويل، مثل السندات الخضراء أو أسواق الكربون أو التمويل الجماعي.

البيانات والمؤشرات: يعد جمع وتحليل البيانات الموثوقة حول مدى التأثر بمخاطر المناخ وفرص الاستثمار أمرًا ضروريًا لاتخاذ قرارات مستنيرة..

التنسيق بين الجهات الفاعلة: يعد التنسيق الجيد بين مختلف الجهات الفاعلة (المسؤولون المنتخبون، والشركاء الماليون، والمجتمع المدني) أمرًا ضروريًا لإنجاز المشاريع بنجاح.

3-فوائد التمويل الإقليمي الحساس للمناخ:
الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتحسين نوعية الهواء .
خلق فرص العمل في قطاعات الاقتصاد الأخضر
تحسين نوعية حياة السكان
جاذبية المنطقة للشركات والمستثمرين

4-تعزيز المعرفة والقدرات المحلية
التدريب والتوعية: (المغرب ) تنظم الدولة ووزارة الداخلية والجامعات والمجتمع المدني CDRT تكوينا خاصا لتعزيز قدرات الفاعلين المحليين على تصميم وتنفيذ مشاريع تمويل المناخ.

الدعم الفني: يتم وضع برامج الدعم لمساعدة المنظمات على تطوير مشاريع قابلة للتمويل والحصول على التمويل.

تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا رئيسيًا في نشر المعلومات و المعطيات حول قضايا تغير المناخ والفرص التي يوفرها التمويل الأخضر.
وينظمن حملات توعوية وورشات عمل وفعاليات لإعلام وإخبار المسؤولين التنفيذيين في المجتمع المدني والمسؤولين المنتخبين المحليين.

5-تنفيذ مراقبة وتقييم صارمين:
تحديد مؤشرات الأداء، والتواصل بشأن النتائج: يتيح التواصل بشأن النجاحات تعبئة المهتمين الجدد وتعزيز شرعية النهج.
تحسين قدرة الأقاليم على الصمود: تتيح الاستثمارات في مجال التكيف تعزيز قدرة الأقاليم على مواجهة مخاطر الكوارث الطبيعية القصوى لتغير المناخ (الجفاف والفيضانات).

وفي الختام، فإن تطوير التمويل الإقليمي المراعي للمناخ هو ضرورة لمواجهة تحديات تغير المناخ. إنها عملية معقدة تتطلب تعبئة جميع المهتمين .

تلعب السلطات المحلية والمجتمع المدني دورًا أساسيًا في هذا التحول البيئي من خلال توجيه استثماراتهم نحو مشاريع مستدامة ومرنة. باختصار، تنخرط الدولة المغربية في نهج استباقي لتطوير التمويل الإقليمي المراعي للمناخ. وتهدف الجهود المبذولة إلى تعزيز قدرات السلطات المحلية وتعبئة التمويل وإنجاز مشاريع ملموسة لمكافحة تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة على المستوى المحلي. ويلعب المجتمع المدني دورا أساسيا في التحول إلى التمويل الإقليمي المراعي للمناخ ومن خلال رفع مستوى الوعي والتعبئة والابتكار، فإنها تساهم في جعل مكافحة تغير المناخ أولوية بالنسبة للسلطات المحلية.

القضايا الرئيسية: روافع العمل
تطوير استراتيجيات مناخية إقليمية: تتيح هذه الاستراتيجيات تحديد الأهداف المناخية للمجتمع وتحديد الإجراءات التي سيتم تنفيذها وتعبئة التمويل اللازم.
إنشاء أدوات الرصد والتقييم: من المهم أن تكون قادرًا على قياس التقدم وتعديل الاستراتيجيات وفقًا لذلك.

التحديات المحددة لجهة تانسيفت
إن جهة تانسيفت، بمواردها المائية المحدودة واعتمادها الكبير على الزراعة، معرضة بشكل خاص لآثار تغير المناخ.

التهديدات الرئيسية التي تواجه هذه المنطقة هي: الجفاف وندرة المياه
مخاطر الكوارث القصوى : أصبحت الفيضانات وحالات الجفاف متكررة ومكثفة بشكل متزايد، مما يتسبب في أضرار جسيمة للناس والبنية التحتية والأنشطة الاقتصادية.

في مواجهة هذه التحديات، يواصل المجتمع المدني، بما في ذلك CDRT، جهوده من أجل:
تعزيز قدرة المنظمات المحلية على الصمود: يتضمن ذلك تطوير استراتيجيات التكيف لتمكين السكان من مواجهة آثار تغير المناخ.

دعم الزراعة المستدامة: ينبغي تشجيع الممارسات الزراعية الصديقة للبيئة للحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان الأمن الغذائي.

في الختام، فإن جمعيتنا(CDRT) كعضو ملاحظ في اتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية منذ عام 2010، قد وضع CDRT نفسه كفاعل رئيسي في التحسيس و التوعية بقضايا المناخ واقتراح و إنجاز الحلول المستدامة.

التكوين والتوعية: ينظم المركز بانتظام حملات تكوين وتوعية للسكان المحليين ورؤساء الجمعيات وصناع القرار السياسي، من أجل تعزيز المعرفة والمهارات في مسائل تغير المناخ.

تعزيز الممارسات المستدامة: يشجع CDRT اعتماد الممارسات الزراعية المستدامة، وخاصة تقنيات توفير المياه.

الحصول على التمويل الأوروبي والدولي: على سبيل المثال، تمكن CDRT من حشد الأموال من السفارة الفرنسية ومشروع عمل المفوضية الأوروبية حول المياه والتنوع البيولوجي في جماعات إقليم الحوز، ومشروع تطوير مصدر في الأطلس الكبير (إقليم الحوز) لتعزيز السياحة البيئية وتنمية الموارد الطبيعية، وقد تم تصميم هذه المشاريع للاستجابة للعديد من التحديات: التكيف مع تغير المناخ، وخلق فرص للشغل، وتحسين نوعية الحياة.

مشروع الخزافين بمراكش والذي تتمثل أهدافه في:
- تقليل استهلاك الخشب
- تحسين نوعية حياة الخزافين من خلال توفير بيئة نظيفة لهم وزيادة دخلهم من خلال زيادة جودة منتوجاتهم.

COP 29
يعد مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بتغير المناخ (COP29) حدثًا حاسمًا في مكافحة تغير المناخ. وستكون العديد من القضايا الرئيسية في قلب المناقشات:

1-تمويل المناخ: قضية مركزية
الهدف الجماعي الكمي الجديد (NCQG): سيتعين على مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين وضع هدف مالي جديد ليحل محل هدف 100 مليار دولار سنويًا. ويجب أن يكون هذا الهدف أكثر طموحا وأن يعكس الاحتياجات المتزايدة للبلدان النامية.

2. -الخسارة والضرر: perte et prejudice قضية لا تزال ذات صلة
تنفيذ الصندوق: سيتعين على البلدان تحديد الترتيبات العملية لتنفيذ صندوق الخسائر والأضرار، الذي تم إنشاؤه في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.
منع الخسائر والأضرار والحد منها: ستركز المناقشات على طرق منع الخسائر والأضرار والحد منها، بالإضافة إلى آليات التعويض.

ويتضمن ذلك تطوير أنظمة الإنذار المبكر لتمكين السكان من الاستعداد للكوارث الطبيعية. وينطوي ذلك على تخصيص التمويل بشكل عادل، مع إعطاء الأولوية للبلدان الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، وخاصة فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا وبناء القدرات.