الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

هل سيعود ولد عبد العزيز لرئاسة موريتانيا رغم المناداة بمقاطعة الانتخابات؟

هل سيعود ولد عبد العزيز لرئاسة موريتانيا رغم المناداة بمقاطعة الانتخابات؟

تجري، اليوم بموريتانيا، الانتخابات الرئاسية لاختيار واحد من المرشحين الخمسة الذين يتنافسون على قيادة جارتنا الجنوبية لمدة رئاسية تمتد إلى خمس سنوات. أول المرشحين محمد ولد عبد العزيز (حزب الاتحاد من أجل الجمهورية)، الرئيس المنتهية ولايته الذي يحكم البلاد منذ قيامه بانقلاب عسكري سنة  2008، وكان قد فاز في انتخابات سنة  2009 بنسبة 52 في المائة،  وإلى جانبه:بيجل ولد هميد رئيس حزب الوئام الديمقراطي الاجتماعي، مريم بنت مولاي إدريس المديرة المساعدة بديوان الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع والرئيسة الحالية لمجلس إدارة الوكالة الموريتانية للأنباء (مستقلة )، بيرام ولد الداه ولد اعبيدي رئيس مبادرة الحركة الانعتاقية "إيرا" المناهضة للعبودية، إبراهيما مختار صار رئيس حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية "حركة التجديد."

مقابل ذلك دعا تحالف منتدى الديمقراطية والوحدة المعارض، والمتكون من حركة تواصل الإسلامية (التجمع الوطني للإصلاح والتنمية)، وعشرة أحزاب متحالفة معها، إلى  مقاطعة هذه الانتخابات على اعتبار أنه "تم تحديد موعد الانتخابات بطريقة أحادية لا تقدم أي ضمان بالشفافية والأمانة والمصداقية، فيما يشن ولد عبد العزيز، الأوفر حظا بنظر المتابعين، هجوما لاذعا على هؤلاء المقاطعين واصفا إياهم بـ " المغرضين الذين ما فتئوا يتربصون الدوائر بالشعب الموريتاني من أجل العودة به إلى الوراء، والتفرد بموارده وتوجيهها لأغراض شخصية"، مؤكدا أن "الإشراف على الانتخابات أصبح من اختصاص لجنة مستقلة وليس وزارة الداخلية، وأن مطالب المقاطعة محاولة فاشلة لخرق الآجال الدستورية والهروب من حكم الشعب عليهم. وقال إن مقاطعة الانتخابات ليست في مصلحة الشعب الموريتاني، وإنما لخدمة المفسدين". معددا، في الآن نفسه،المكتسبات التي يرى أنها تحققت لموريتانيا في عهد ولايته الأولى (من 2009 إلى اليوم).

ليست فقط هذه المكتسبات هي التي يتقدم بها ولد عبد العزيز مزهوا لحلبة التنافس، بل هناك أيضا السجل الإيجابي الذي يدافع عنه مناصروه من خلال ترؤسه الدوري للاتحاد الإفريقي، وعمله داخليا على تثبيت حالة الاستقرار النسبي الذي طبعت موريتانيا طيلة السنوات الماضية، حيث تمكن من حفظ البلاد من أية عناصر للتوتر، وأيضا من امتداد القاعدة نحو حدوده في سياق إقليمي كاد يسقط أركان الدولة في مالي لولا التحالف الغربي الإفريقي بقيادة فرنسا الذي كبح جماح متمردي "أزوارد"، وإن بدا أن الصراع عاد اليوم للاحتقان هناك.

ومع ذلك أمام الرئيس الجديد تحديات كبرى، من قبيل تحقيق العدالة الاجتماعية وحل مشاكل التشغيل ومحاربة الفساد ورفع وتيرة النمو لإخراج البلاد من دائرة الفقر والجهل.

للإشارة، فالانتخابات الحالية تنتظم بحضور مراقبين دوليين وعرب، ضمنهم المغرب ممثلا ببعثة عن مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان يقودها رئيس المركز محمد أوجار.