الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

خالد أخازي: الأسود المغربية لا تكتفي بالزئير... حذار

خالد أخازي: الأسود المغربية لا تكتفي بالزئير... حذار خالد أخازي

نعم لنا خلافاتنا مع الحكومة..

وأحيانا مع الدولة نفسها...

ومع طيف من الشعب الذي استلذ الخنوع والريع... وألف أن يكون الفاسدون سادته.

خلافات تجد مبرراتها في الرغبة الوطنية لتجاوز الاختلالات التي تعصف بأركانه وتعمق الفساد والريع السياسيين...

نعم... لسنا راضيين عن ديمقراطيتنا...

عن الزيف والتدليس وتغول الداخلية من جديدة بطرق ناعمة لصناعة نخب قيادية على مقاس مزاج السلطة...

نعم نحن غاضبون من منظومة الفساد التي طالت القضاء والأجهزة الأمنية والتي حولت استقلالية القضاء إلى مجرد شعار آخر ينضاف إلى شعارات مؤسسات دستورية...

مجلس المنافسة معطل...

ومجلس الجالية معطل..

ومجالس أخرى تستنزف ميزانيات ضخمة دون مردودية تذكر..

سبق وقلت إننا نعيش تخمة مؤسسات دستورية...

سبق وقلت إن بعض المؤسسات الدستورية غدت وسيلة للمحاباة والترضية...

سبق وقلت إنه لا يمكن محاربة الفساد برجال من المرحلة السابقة...

القضاء استقل بنيويا... لكن بعض القضاة لم يستقلوا دهنيا وعقليا...

القضاء هو رافعة التنمية والاستثمار...

إذا كان بعض القضاة يقبلون بشهادات تكريم كلها أخطاء وأخذ صور مع شبه معتوه يدعي صلات مع الملك... فهؤلاء قضاة لم يفهموا استقلال القضاء بعد... كسلطة ثالثة...

أذا كان القضاة بعضهم يؤمنون بأن رئيس جمعية جعل اسم الملك سكا تجاريا ممكن أن يخدم صورتهم فهم مخطئون... لأن رضا الملك... هو العدل لا غير... فباسم القانون والملك يصدر الحكم....

القضاة النزهاء في مأزق ... وكل الخوف عليهم أن يتحولوا إلى قلة... لأن آلة الاستقلالية معطلة الرقابة والاستباقية والوقاية وكل شيء ممكن... حين أن يكون المستقل لا رقابة عليه...

استقلال القضاء في المغرب لم تنضج ظروفه بعد...

فاستقلال القضاء... يسبقه التطهير وإعطاء ضمانات قوية للقاضي وحمايته من قوى الترهيب والترغيب..

نحن غير راضين عما يقع..

لكن في هذا الزمن المفصلي حين يحاول البعض الحديث عن المؤسسة الملكية نستغرب...

ليس هناك مؤسسة ملكية..

هذا وهم..

هناك فقط الملك..

رئيس الدولة...

وأمير المؤمنين...

لقب غال شوكة في خصر الخصوم...

لقب يقض مضاجعهم...

فالدولة باقية ببقاء الملكية...

وقوية ملتحمة بتجذر إمارة المؤمنين...

كل يوم نعرف قيمة هذا اللقب الذي يحاول الخصوم النيل منه...

نعم... لا تهتموا بما يذاع للمس بإمارة المؤمنين...

خذوا كل السياق بعين الاعتبار...

زيارة ماكرون البئيسة للجزائر... استقبال قيس لرئيس دولة الوهم في المنتدى الياباني وقبلها خطاب الملك... ودعوته للوضوح بدل شغل المنطقة الرمادية...

فرنسا.. التي فقدت وهجها.. وعجزت عن انتاج تلقيح لكورونا وانتجت خبيرا ظاهرة لغوية... فرنسا التي خرجت من مالي صاغرة... فرنسا التي لا يروقها ما يفعله المغرب بأفريقيا في معاقلها الكبرى... فرنسا التي تخشى من فقدان الصفقات الكبرى بالمغرب إن لم تخرج من المنطقة الرمادية كألمانيا وإسبانيا...

فرنسا...التي حيا رئيس الجزائر رئيسها تحية عسكرية..

فرنسا ماكرون لم تسمح لتبون بالحديث عن الجماجم والشهداء والاعتذار .... و....

والتكتلات الإقليمية في ضوء حرب عالمية مرتقبة...

التسجيل الذي دام 4 ثوان... لا يمكن أن يهز عرش مملكة عريقة.... ولا يحرك شعرة واحة في رأسي الأسدين اللذين يزينان شعار المملكة...

الأسود لا تكتفي بالزئير... بل تفتك...

وختاما: نحن في حاجة لحماية القضاة النزهاء... فأحيانا النزاهة مكلفة في منظومة ينخرها الفساد والولاءات... تحياتي للقضاة والقاضيات في زمن صعب الذين مازالوا على العهد والقسم...

تحياتي لرجال الأمن الذين اختاروا الشرف مهما كان الثمن...وهم كثيرون وفي حاجة للخروج من ظلمة المكاتب.

خالد أخازي، روائي وإعلامي