الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
فن وثقافة

اختتام المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بسطات

اختتام المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بسطات جانب من المهرجان
أسدل الستار، مساء يوم الاثنين 23 دجنبر 2025، على فعاليات الدورة الحادية والعشرين من المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بمدينة سطات، الذي نظمته جمعية بصمات الخير ورديغة منذ يوم السبت الماضي، وذلك في أجواء فنية مميزة طبعتها زخّات مطرية رقيقة، حولت التظاهرة إلى احتفالية شاعرية امتزج فيها ضوء الشمس بندى السماء.
وتميزت هذه الدورة، المنظمة بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وبشراكة مع جهة الدار البيضاء–سطات، ببرنامج غني ومتنوع، جمع بين الفن التشكيلي في علاقته بمختلف التعبيرات الفنية، والممارسة النقدية، إلى جانب الحس الموسيقي الراقي.
وفي تصريح بالمناسبة، أبرزت مديرة المهرجان الفنانة التشكيلية ربيعة الشاهد، أن هذه الدورة تُنظم احتفالًا بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، باعتبارها ملحمة وطنية خالدة جسّدت أسمى معاني التضحية والوحدة والتلاحم بين العرش والشعب، وذلك في سياق الزخم الدولي المتواصل الداعم لمقترح الحكم الذاتي، الذي اعتمدته الأمم المتحدة إطارًا ذا مصداقية، باعتباره ثمرةً للجهود الدبلوماسية المتواصلة التي يقودها الملك محمد السادس، بحكمة ورؤية استراتيجية، دفاعًا عن الوحدة الترابية للمملكة.
وأكدت الشاهد وهي رئيسة الجمعية المنظمة، أن الدورة كانت ناجحة بكل المقاييس، سواء من حيث قيمة المشاركين أو ثراء الفقرات، التي تابعها جمهور عاشق للفن، مشيرة إلى أن حفل الاختتام تميز بسهرة فنية وصفت بالرائعة، بمشاركة عدد من الفرق الموسيقية وفنانين بارزين، في أفق المزج بين الفن التشكيلي كلغة لونية حالمة، وإيقاعات إبداعية راقصة.
وأضافت أن حضور أسماء فنية وازنة، من بينها الفنان حسن الفذ والموسيقار عبد الوهاب الدكالي، والممثلة نعيمة إلياس، إلى جانب نخبة من الفنانين التشكيليين الدوليين، منح الدورة قيمة مضافة، وعزّز إشعاع فعالياتها التي نُظمت تحت شعار: «خمسون عامًا… خمسون فنانًا»، بما يجسّد الفن كرسالة نبيلة، يكرس روح الهوية الوطنية في بعدها الكوني والإنساني والوجداني.
كما أبرزت الشاهد جمالية وأهمية المعرض التشكيلي الجماعي، الذي شارك فيه نحو 50 فنانًا تشكيليًا دوليًا، والذي يتواصل إلى غاية 15 يناير 2026 بفضاء بن يوسف للفنون، مؤكدة في الآن ذاته على أهمية عرض أعمال الفنانين الشباب، وقيمة ورشات المواهب، خاصة ورشات الرسم والنقش والتحريك، وورشات طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات.
ولم تغفل الفنانة ربيعة الشاهد الإشادة بقيمة الماستر كلاس والندوة الفكرية والمائدة المستديرة التي نُظمت حول موضوع الهوية والتشكيل، بمشاركة عدد من المثقفين والمبدعين، من بينهم الناقد الفني أحمد الفارسي، والكاتب والقاص محمد أشويكة وغيرهما، وما اثمره اللقاء من مداخلات ونقاش مستفيض وفعال.
وفي ختام تصريحها، نوهت بمجهودات مختلف الشركاء، وفي مقدمتهم وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وجهة الدار البيضاء–سطات، وعمالة إقليم سطات، وباشا المدينة، وقائد المقاطعة السادسة، والسلطات المحلية، وفعاليات المجتمع المدني، وممثلي وسائل الإعلام، وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه الدورة.
واختتمت فعاليات المهرجان بتوزيع شواهد تقديرية على المشاركين، وعرض شريط ممتع يوثّق أبرز لحظات الدورة، على أمل اللقاء في دورة مقبلة تحمل جديد الإبداع التشكيلي العالمي، ورسائل الحلم والسلام والتعايش.