الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
مجتمع

في الحاجة لسدود تلية لتجميع المياه الطبيعية واستثمارها في زمن الندرة والتدبير الاستباقي

في الحاجة لسدود تلية لتجميع المياه الطبيعية واستثمارها في زمن الندرة والتدبير الاستباقي مشاهد من فاجعة فيضان أسفي

ـ كم حاجة قضيناها بتركها:

مع انطلاق موسم الحرث واشتداد التساقطات المطرية والثلجية، وخلال جولة جريدة "أنفاس بريس" بالعديد من الجماعات الترابية الحضرية منها والقروية بنفوذ جهة مراكش ـ أسفي، حيث يتعلق الأمر بالجماعات التابعة لعمالات إقليم اليوسفية، و أسفي وسيدي بنور والرحامنة، تبين أن أسلوب اشتغال المؤسسات المنتخبة للأسف الشديد يتعارض مع الرؤية الاستراتيجية ذات الصلة ببرنامج "إعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة" التي طوقتها رؤية ملك البلاد بثلاث مرتكزات أساسية، وهي: "أولا، الإنتقال من منطق البنية التحتية إلى منطق الأثر. ثانيا، التركيز على الإندماج والتكامل بين القطاعات، ثالثا، تثمين الخصوصيات المحلية".

 

في هذا السياق، لا يمكن تجاوز معطى أساسي في هذه المناطق المهمشة على مستوى تثمين مقدراتها وإمكاناتها الطبيعية والبشرية، وهو المتعلق باعتماد مجالاتها الجغرافية الشاسعة على الفلاحة، وبالضبط "الزراعة المعاشية وتربية المواشي"، لكن للأسف الشديد، لم نجد على أرض الواقع ما يجعل المواطن آمنا وضامنا لقوت يومه، ومستقرا بأرضه وتربته، ومطمئنا على محاصيله الزراعية البسيطة التي كانت تؤمن حياته سابقا.

 

فاقد الشيء لا يعطيه:

خلال هذه الجولة، كان تركيزنا منصبََّا، على مشكل ضياع وتبخُّر مياه التساقطات المطرية الغزيرة، خصوصا بالمناطق الفلاحية البورية، حيث شهدت وديانها سيولا، وصبيبا مهما كان من اللائق استثماره، لكن للأسف لم تجد المياه الطبيعية مستقرا لها في العديد من الجماعة الترابية القروية، نظرا لغياب سدود تلية تؤمن ملايين الأمتار المكعبة.

 

أهمية إحداث السدود التلية:

من المعلوم أن السدود التلية بالمجالات الجغرافية التي تعتمد على الفلاحة البورية، تعتبر من أهم الحواجز المائية وخصوصا بالمناطق الشبه الجافة، على اعتبار أن تكلفتها متواضعة، ويمكن أن تساهم في بنائها تطوُّعا ساكنة تلك المناطق ـ التّْوِيزَةْ ـ فضلا على أن السدود التلية تقوم بأدوار جد مهمة، تتمثل في تغذية الفرشة المائية، وتوفير حقينة مياه محترمة لإنعاش قطاع الفلاحة من خلال توفير مخزون مياه السقي للزراعة المعاشية، إلى جانب تربية المواشي، دون الحديث عن مساهمتها في خلق فرص الشغل من خلال إحداث فضاءات ترفيهية وسياحية.

فلم يعد من المقبول نهائيا، ونحن نتحدث اليوم عن موضوع ندرة الماء، والتركيز على مسألة التدبير الاستباقي والمستدام للموارد المائية، علما أن السياسة المائية من أهم المرتكزات الأساسية لضمان حياة أمنة للساكنة بالعالم القروي التي عانت ويلات الجفاف والعطش، وتراجع المحاصيل الزراعية ورؤوس الماشية ـ من غير المقبول اليوم ـ عدم التعاطي مع مشاريع تشييد وبناء السدود التلية التي تساعد على الأقل في استثمار مياه الأمطار الغزيرة التي تحيي شرايين ومجاري العديد من الأودية هنا وهناك.

 

تذكير لجماعة الكنتور بإقليم اليوسفية:

في سياق متصل، تستحضرْ ذاكرة "وَادِي كَاشْكَاطْ" الضارب في الْقِدَمِ، على الأقل منذ إحداث مدينة "لْوِيسْ جُونْتِي" أن هذا الوادي يشكل تهديدا حقيقيا للعديد من المناطق بإقليم اليوسفية، وهو الذي رسمت روافده ومجاريه منذ سنوات صورا مأساوية، حين كان يأتي محملا بسيول فيضاناته، مخترقا قرية سيدي أحمد بجماعة الكنتور، متجها إلى مدينة اليوسفية، حيث تروي قصصه الطبيعية مشاهد من مآسيه وفواجعه، حيث كان يأتي محملا بالأحجار والأشجار والحيوانات والبضائع، ويقطع الطرقات، ويشهر سيف التهديد في وجوه الناس بالغرق والفقدان الأليم.

لهذا السبب، استخلصنا من خلال جولة جريدة "أنفاس بريس"، أن مجال جماعة الكنتور، يتطلب بشكل مستعجل إحداث سدود تلية، في مستوى خطورة قوة سيول مياه التساقطات المطرية الغزيرة، التي تشهدها المنطقة من حين لآخر، وتحديدا بالنقط التالية:

1 ـ سد تلي عند مدخل قرية سيدي أحمد

2 ـ سد تلي يحمي جماعة رأس العين ومنطقة نْوَاصَرْ الَبْحَيْرَةْ

3 ـ سد تلي بالقرب من منطقة تواجد ضريح سِيدِي بُوسُنَّةْ، وسِيدِي سْعِيدْ بَنْ نَاصَرْ.

 

تذكير لجماعة أجدور بإقليم اليوسفية:

من جهة أخرة فإن منطقة جماعة أجدور التابعة لإقليم اليوسفية، تشكل منحدرات هضبتها وروافد مجاري بعض سيول الوديان أثناء التساقطات المطرية، تهديدا خطيرا للساكنة، بل أنها شكلت تهديدا حقيقيا خلال عواصف الأمطار الأخيرة، حيث اتجهت المياه، صوب طريق ثلاثاء بوكدرة، مما استدعى تدخلا سريعا للقوات العمومية لتأمين الطريق صوب أسفي. لذلك فالأمر المستعجل يتطلب تشييد وبناء السدين التلين الأتيين:

 

1 ـ سد تلي تتجمع فيه المياه المتدفقة من الْوَادْ لَحْمَرْ

2 ـ سد تلي في اتجاه أربعاء جماعة سِيدْ التِّيجٍي بإقليم آسفي

 

تذكير لجماعة جنان أبيه بإقليم اليوسفية:

بدورها جماعة اجنان أبيه، تنتظر تشييد وبناء سد تَلِّيٌّ يقي الساكنة والدواوير المحيطة بذات المجال، وتحديدا بمنطقة الرّْيَايْنَةْ.

 

تذكير لجماعة إيغود بإقليم اليوسفية:

كشفت التساقطات المطرية الغزيرة ببعض الدواوير التابعة للجماعة الترابية إيغود بإقليم اليوسفية عن هشاشة البنية التحتية، دون الحديث عن المشاكل ذات الصلة بقطع الطرقات هنا وهناك، مما يتطلب تدخلا عاجلا لبناء وإحداث سدَّيْنِ تليين بهذه المناطق:

 

1 ـ سد تلي بالقرب من دوَّار القائد الْمِّيسِي

2 ـ سد تلي بالمحاذات من وادي تانسيفت

 

تذكير لجماعة سيدي شيكر بإقليم اليوسفية:

تعاني هذه الجماعة القروية المهمشة من ندرة المياه الصالحة للشرب، دون الحديث عن المياه السقوية التي يمكن أن تعيد الروح لحقول أشجار الزيتون، وغيرها من الأراضي الفلاحية الصالحة لمختلف النباتات العطرية، مما يستدعي تدخلا عاجلا لإحداث وبناء سد تلي بالقرب من دَارْ الْبَاهْيَةْ.

 

تذكير لمنطقة عبدة بإقليم آسفي:

خلال الأيام القليلة الماضية عرفت عدة نقط بمنطقة عبدة وأسفي، سيولا مهولة بفعل التساقطات المطرية الغزيرة، حيث تسببت في عرقلة العبور نحو مدينة أسفي عبر الطريق المؤدية لحاضرة المحيط، وتحديدا ـ طريق ثلاثاء بوكدرة ـ حيث اجتاحتها سيول المياه القادمة من جماعة اجدور بإقليم اليوسفية، والآتية أيضا من شِعَابِ هضبة الْمِّيسَاتْ بمنطقة عبدة، مما يتطلب على وجه السرعة إنشاء وبناء سد تلي عند مخرج جماعة سِيدْ التِّيجِي.

ومن جهة أخرى فقد كشفت فيضانات السيول الجارفة والساحقة التي اجتاحت المدينة القديمة بأسفي إلى ضرورة الإسراع بتشييد سد تلي بالجزء الشمالي لـ "وَادِّي الشَّعْبَةْ" وتهيئته وفق هندسة تستحضر هول كوارثه السابقة والحالية.

 

تذكير لمنطقة دكالة بإقليم سيدي بنور:

منذ عقود خلت، وتحديدا على مستوى الطريق الرابطة بين منطقة أولاد عمران، وسيدي بنور، كانت ومازالت تتجمع ملايين الأمتار المكعبة من مياه التساقطات المطرية، دون أن تتدخل الجهات الوصية من أجل التفكير في مشروع حاجز مائي يساهم في تجميعها واستثمارها في المجال الزراعي والفلاحي. مما يتطلب اليوم الإسراع ببناء سد تلي بالقرب من النقطة التي تتجمع فيها تلك المياه والمسماة بـ "وَرَارْ"، ونفس الشي ينطبق على وَادِي بُوشَّانْ" الذي يخترق جماعة أولاد عمران  التابعة لإقليم سيدي بنور، حيث يطالب المواطنين بضرورة بناء سد تلي بالقرب من هذا الوادي في أفق الاستفادة من مياهه الضائعة والتي تتسبب في قطع الطريق وإحداث أضرار كثيرة.