الاثنين 22 ديسمبر 2025
كتاب الرأي

إدريس المغلشي : مرافعة  في زمن الصمت 

إدريس المغلشي : مرافعة  في زمن الصمت  إدريس المغلشي
من هندس تشكيلة برلمان انتخابات 2021 قرأ جيدا بشكل استباقي المرحلة وهويعد كثير من القرارات ليضمن لها بشكل  مريح المصادقة حتى لاتسقط في فخ المعارضة والمصادرة وأن يقلم بشكل مبكر أظافرالرفض مهما حاولت الانقضاض لتبقى دون تأثير. الجانب العددي في تركيبة مجلس النواب  حاسم لتمرير القرارت مهما علا ضجيج الملاحظات لكن اثبثت التجربة أن من أحكم قبضته على الخلاصات قادر على هندسة امور كثيرة .لتبقى صورة الأعداد القليلة التي تصادق في النهاية على قرار الميزانية كمثال  وصمة عار في جبين ديقراطيتنا الناشئة فلا يعقل أن يحضر رقم محصور لمن يمثلون الشعب فيما يغيب الباقي .صورة تلخص كل شيء .

لانشك لحظة أن حزب الحركة الشعبية المتهم عبر مساره التاريخي بالإصطفاف إلى جانب الإدارة وهو ابنها الشرعي الذي لايتخلى عن تسجيل مواقف لصالحها تاركا المكان المفروض التواجد فيه للفراغ وكآخر موقف له حين انتظرنا تصويته ضد تعديلات غير منصفة تهم قانون الإضراب رأينا كيف خذل انتظاراتنا في آخر لحظة وقد تجلى بوضوح هذا الأمر عندما حاصرت كثير من الأسئلة الأمين العام الذي يعرف الجميع أنه ارتقى في سلم السياسة ليس بمجهود شخصي وكفاءة ذاتية  بقدرما كان نموذجا للسياسي المحظوظ الذي ازداد وفي فمه ملعقة من ذهب. 

فجأة ظهر أوزين في مداخلة قوية صوبت مدافعها اتجاه ريع افسد الحياة الإعلامية والسياسية اكثر مما هي فيه من انحطاط .كيف تلجأ الحكومة إلى تقوية تيار معروف بانعدام الكفاءة وانتحال صفة اعلام بلا هوية ولا قدرات على تشويه دورالسلطة الرابعة وكيف أصبح الدعم في إطار تشجيع المقولة إلى رشوة مقنعة لمواقع بعينها تشجع التفاهة والترويج لمواد منحرفة أخلاقيا وقانونيا ضد منطلقات دستور المملكة في غياب المراقبة وتمكين  لوبي من الامعان في افساد الذوق والاخلاق والسعي لاقحام بنيات عمرية دون اعتبار لخطورتها على نواة الاسرة والمجتمع والبحث عن أسباب هذا التواطؤ المكشوف للحكومة ودواعيه وغياب إرادة حقيقية لايقاف هذا العبث .كانت كلماته القوية في قبة البرلمان امام اخنوش في إطار الاسئلة الشهرية قوية ذكرتنا بالزمن الجميل الذي عشناه مع رموز رسخت للفعل السياسي الرصين ايام زمن  المعارضة الحقيقية حيث كانت كلمات الخليفة ولعلو ويعتة وغيرهم كثير تجلجل وتزلزل في نفس الوقت ارجاء المكان ذكرنا بزمن كانت للكلمة  قوتها وسطوتها في زمن كان البصري يصول ويجول في قطاع اجمع الكل على تسميته بوزارة السيادة.الكل يتساءل ماسر هذه الاستفاقة المتأخرة رغم أنها الوحيدة التي سمعناها تعري واقعا مأزوما سياسيا وإعلاميا  وتلك حقيقة لاينكرها إلا مكابر وهو الامر نفسه الذي أكده اخنوش حيث يفصح عن سر تواصل فراقشي اعلامي كما سماه اوزين . 
 
هناك من ذهب إلى كون امين عام حزب السنبلة  لم يكن لينتفض لولا السهام التي اقتحمت خصوصيته  ولم نسمع له تحركا ملموسا اتجاه قضايا اخرى للشعب المغربي والدليل ان كل مواقفه في الملفات المصيرية لاترقى للمستوى الذي يعلن فيه تصريحات قوية وبالتالي لايشكل نموذجاصريحا وواضحا للفعل السياسي النبيل وبالتالي لا يعول عليه. و لايختلف عمن دخل في خلاف معه فكلاهما لايدافع سوى عن نفسه وهما الإثنان اسوأ مثال للقياس في ظل تدني واجهتان لاتقل أحدهما عن الأخرى أهمية السياسة والصحافة . لكن في زمن الصمت المطلق تبقى مرافعة قوية لكن بدون صدى ولا أثر .