لم يكن فوز المنتخب المغربي بكأس العرب بقطر تتويجا رياضيا عابرا، ولا صدفةً في مسار بطولة قصيرة النفس. كان لحظةَ كشفٍ مكتملة: عن فريق يعرف من هو، وعن بلدٍ لا يحتاج إلى الصراخ ليُسمِع، ولا إلى الاستعراض ليُقنِع.
جاء التتويج كثمرة لأداءٍ منضبط، وروح قتالية واعية، وهدوء يُخفي تحته قدرة عالية على الحسم حين يحين الوقت.
جاء التتويج كثمرة لأداءٍ منضبط، وروح قتالية واعية، وهدوء يُخفي تحته قدرة عالية على الحسم حين يحين الوقت.
هذا المنتخب لم يلعب النهائي ليُجرّب حظه، بل دخله وهو يعلم أن الكأس ليست حلما، بل احتمالا واقعيا لمن يحترم التفاصيل، ويصبر على الضغط، ويؤمن أن الطريق إلى المجد يمر عبر العمل لا الضجيج.
لم يفز المغرب بالصدفة
فاز لأنه حمل ذاكرة وطن له تاريخ كروي، لا قميص مباراة فقط.
فاز لأنه حمل ذاكرة وطن له تاريخ كروي، لا قميص مباراة فقط.
فاز بلاعبين لم يلعبوا لأنفسهم، بل لأنهم شعروا أن خلفهم شعبا لا يهوى التهويل… لكنه لا يقبل أبدا أن يُستصغر أو يُستدعى ثم لا يلبّي النداء.
كان في الأداء عقلٌ بارد، ونَفَسٌ طويل، وانضباطٌ جماعي صارم.
لا اندفاع بلا حساب، ولا استعراض بلا معنى.
فقط كرة تُدار بوعي، ونتيجة تُنتزع بجدارة.
فقط كرة تُدار بوعي، ونتيجة تُنتزع بجدارة.
وهنا، يتقاطع الأداء الكروي مع الشخصية المغربية في عمقها:
هادئة، متحفظة، غير مستعجلة…
لكن حين يُختبر صبرها، تتحول إلى صلابة نادرة.
هادئة، متحفظة، غير مستعجلة…
لكن حين يُختبر صبرها، تتحول إلى صلابة نادرة.
*)- «هاتوا المغرب» جملة لا تُفهم خارج سياقها
من خارج المغرب، قد تُفهم عبارة «هاتوا المغرب» كأنها هتاف حماسي أو استفزازي بسيط.
لكن داخل الوجدان المغربي، للجملة معنى أعمق، يكاد يكون وجوديًا.
لكن داخل الوجدان المغربي، للجملة معنى أعمق، يكاد يكون وجوديًا.
في الثقافة الشعبية المغربية، لا تُقال هذه العبارة طلبًا للفرجة، بل استدعاءً للمواجهة القصوى.
هي ليست شتيمة، ولا مزايدة، بل نداء يقول:
هي ليست شتيمة، ولا مزايدة، بل نداء يقول:
هل أنت موجود فعلًا؟
هل ستخرج بما أنت عليه… أم ستختبئ خلف الأعذار؟
هل ستخرج بما أنت عليه… أم ستختبئ خلف الأعذار؟
هي لحظة اختبار، تشبه أن يُنادى عليك أمام أهلك وحيّك وتاريخك، لا لتجادل، بل لتُثبت.
*)- من الاستفزاز إلى التعبئة الكاملة
المغاربة لا يبدؤون المعارك، لكنهم لا ينسحبون منها.
هادئون حتى يُستفزوا، متسامحون حتى يُختبر صبرهم،
لكن حين يتحول الاستفزاز إلى طلب مواجهة، تحدث النقلة النفسية الحاسمة:
هادئون حتى يُستفزوا، متسامحون حتى يُختبر صبرهم،
لكن حين يتحول الاستفزاز إلى طلب مواجهة، تحدث النقلة النفسية الحاسمة:
*)- من الهدوء إلى التعبئة الكاملة.
وهنا تكمن قوة الجملة وخطورتها في آن واحد.
إنها لا ترفع فقط منسوب التحدي، بل تُطلق داخل اللاعب والجمهور معًا إحساسًا عميقًا يقول:
لن نكون أقل مما يُطلب منا،
ولن نغادر الساحة إلا واقفين.
الكأس جاءت لأن المعنى كان حاضرا
إنها لا ترفع فقط منسوب التحدي، بل تُطلق داخل اللاعب والجمهور معًا إحساسًا عميقًا يقول:
لن نكون أقل مما يُطلب منا،
ولن نغادر الساحة إلا واقفين.
الكأس جاءت لأن المعنى كان حاضرا
ما فعله المنتخب المغربي في كأس العرب لم يكن فقط فوزا بالنتيجة، بل تجسيدًا للمعنى قبل الكأس.
في الالتحام، في العودة، في الصبر، في اللعب النظيف بقتالية حتى آخر دقيقة.
فهم اللاعبون –بوعي أو بدونه– أن الرسالة ليست موجهة للخصوم فقط، ولا للجماهير العربية أو الخليجية، بل لأنفسهم أولا:
أن المغرب، حين يُستدعى، لا يأتي منقوصا.
أن المغرب، حين يُستدعى، لا يأتي منقوصا.
في الاخير نعتبر أن فوز المغرب بكأس العرب هو انتصار للكرة، نعم،
لكنه أيضًا انتصار للمعنى، وللصمت المنتج، وللهوية التي لا تحتاج إلى تضخيم ذاتها.
أما الذين رددوا «هاتوا المغرب» ولم يدركوا دلالتها،فعليهم أن يعلموا أن هذه الجملة، في السياق المغربي، لا تعني: تعالوا نلعب…
بل تعني:
نحن جاهزون لما بعد اللعب.
بل تعني:
نحن جاهزون لما بعد اللعب.

