Thursday 18 December 2025
كتاب الرأي

الحسين اليماني: البرميل يتهاوى والأمواج تتعالى.. لماذا لا يستفيد المغرب من تخزين المحروقات؟

الحسين اليماني: البرميل يتهاوى والأمواج تتعالى.. لماذا لا يستفيد المغرب من تخزين المحروقات؟ الحسين اليماني
يسير برميل النفط في هذه الأيام، في اتجاه التهاوي، ليصل اليوم لأقل من 60 دولار أمريكي، ويعزى سبب ذلك بالأساس إلى الاحتمال القوي لوقف الحرب المتواصلة بين الروس واوكرانيا، وتهدئة الأسواق من روع الخصاص المنتظر، من بعد تشديد العقوبات على تجارة النفط الروسي والخوف من قساوة فصل الشتاء وبروز الأثار السلبية لقصف محطات تكرير البترول والناقلات البترولية.
 
وتزامنا مع هذا التراجع الكبير لسعر البرميل، فكان من المطلوب الرفع من مخزونات المغرب من النفط المكرر والنفط الخام، حتى ينعكس ذلك على ثمن المحروقات والمواد الطاقية بالمغرب، وعلى القدرة الشرائية للمواطنين وكلفة إنتاج المقاولات الصناعية والمقاولة النقلية.
 
إلا أنه للأسف لم ولن يتحقق شيء من هذا، وستضيع هذه الفرصة كما ضاعت العديد من الفرص ومنها فرصة كورونا, حيث وصل ثمن البرميل لأقل من 20 دولار ، ويرجع السبب في ذلك:
 
1/ لحرمان المغرب من إمكانية تخزين البترول الخام، من بعد التعطيل الممنهج لمصفاة المغرب والتفرج على تهالكها من يوم لاخر وانتظار دق المسمار الأخير في نعشها، تماشيا مع مشيئة اللوبيات المتحكمة في السوق المغربية ولوبيات العقار والغابات الاسمنتية.
 
2/عجز السلطات المعنية على حمل الموزعين على الوفاء بالتزاماتهم في توفير المخزون القانوني حسب ما يقتضيه القانون، وليس بناء الصهاريج الفارغة وتغليط الرأي العام بالقدرات التخزينية عوض المخزونات الفعلية القابلة للاستغلال.
 
3/ تزامن ذلك مع فترة ارتفاع الأمواج البحرية وسوء الأحوال الجوية، مما يعيق رسول السفن البترولية للتفريغ في كل الموانئ المغربية واحتمال التأثير الجدي لهذه الواقعة على المخزونات المخفضة أصلا.
 
ودون العودة للتذكير باختلالات السوق المغربية للمحروقات في الأسعار الفاحشة، لحدود أن بعض الشركات وزعت الأرباح مرتين في السنة، فإن واقعة تهاوي الأسعار في السوق الدولية، تقتضي من القائمين على شؤون البلاد، الرجوع لقراءة دور المصفاة في مثل هذه الظروف وإعلاء المصلحة العامة للبلاد  فوق كل المصالح، والعمل بالمسؤولية الوطنية اللازمة، من أجل إحياء المصفاة المغربية للبترول وإشعال أفرانها من جديد.
 
 
الحسين اليماني، الكاتب العام لكونفدرالية البترول والغاز ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول