تحتضن مدينة الرباط يومي 17 و18 دجنبر 2025 أشغال الملتقى الدولي الثاني والعشرين حول الجيوسياسة والجيو-اقتصاد والجيو-استراتيجية وحكامة البحار والمحيطات، والمنظم من طرف المعهد الوطني للتهيئة والتعمير (INAU)، بمبادرة من المعهد بشراكة مع المجلة المغربية للتدقيق والتنمية (REMA)، وبتعاون مع فريق البحث "حكامة افريقيا والشرق الأوسط" (GAMO) بجامعة محمد الخامس، والجمعية المغربية للوجستيك (AMLOG).
وينعقد هذا الحدث العلمي الدولي تحت شعار:
"نحو مقاربات جديدة لإدارة وإعداد المجال في المبادرة المغربية الأطلسية والجنوب الشامل"، في سياق دولي يتسم بتصاعد ما يُعرف بـ“تمركز الاقتصاد العالمي حول البحار” و“عسكرة الفضاءات البحرية”، وما يرافق ذلك من رهانات استراتيجية مرتبطة بالتجارة الدولية، والأمن، واللوجستيك، والموارد الطبيعية، والبيئة.
ويؤكد المنظمون أن الملتقى يأتي استحضارًا للتحولات العميقة التي يشهدها النظام البحري العالمي، حيث أصبحت البحار والمحيطات تشكل العمود الفقري للاقتصاد الدولي، ومجالًا حيويًا للتنافس الجيوسياسي والجيو-اقتصادي، بما يشمل الموانئ، والنقل البحري، والصناعة البحرية، والكابلات البحرية، والدفاع، والأمن، والبيئة، وحوكمة المشاعات العالمية.
ويستحضر الملتقى الرؤية الملكية الواردة في خطاب 6 نونبر 2023، التي شددت على الأهمية الاستراتيجية للواجهة الأطلسية، باعتبارها فضاءً للتكامل الاقتصادي، والتواصل الإنساني، والإشعاع القاري والدولي، مع التركيز على التحديات التي تواجه الدول الإفريقية المطلة على الأطلسي، خاصة ضعف البنيات التحتية وحاجيات الاستثمار.
ويضع المشاركون المبادرة الأطلسية المغربية في صلب النقاش الأكاديمي، باعتبارها إطارًا استراتيجيًا يهدف إلى مواكبة التحولات البحرية الدولية، وتعزيز اندماج إفريقيا الأطلسية في سلاسل القيمة العالمية، من خلال التهيئة الترابية، وتطوير البنيات التحتية متعددة الوسائط، وربط الأقاليم الجنوبية والصحراوية المغربية بعمقها الإفريقي.
ويتضمن برنامج الملتقى جلسات عامة وندوات علمية تناقش أربعة محاور رئيسية، تهم:
• الفهم المعمق للمحيطات والبحار على المستوى العالمي؛
• تقييم المبادرة الأطلسية المغربية ورهاناتها وفرصها؛
• حكامة البحار وتبادل التجارب والممارسات الفضلى؛
• الموانئ، والنقل البحري، واللوجستيك متعدد الوسائط.
ويشارك في أشغال الملتقى باحثون وأكاديميون وخبراء مغاربة وأجانب، إلى جانب مسؤولين مؤسساتيين، حيث ستُطرح قضايا من قبيل موقع المغرب في النظام البحري العالمي، والدبلوماسية الأطلسية، والاقتصاد الأزرق، والأمن البحري، والسيادة الصناعية البحرية، والهجرة عبر المسارات البحرية، والحوكمة المينائية، والكوريدورات اللوجستية، إلى جانب رهانات البيئة والتغير المناخي.
ويراهن منظمو هذا اللقاء على أن تسهم مخرجاته العلمية في إغناء النقاش العمومي حول قضايا البحار والمحيطات، ودعم صناع القرار بمعطيات تحليلية واستشرافية، تعزز مكانة المغرب كفاعل محوري في الحوكمة البحرية الإقليمية والدولية، وكجسر استراتيجي بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، في إطار مقاربة جنوب-جنوب قائمة على الشراكة المتوازنة والتنمية المستدامة.

