Monday 15 December 2025
مجتمع

محمد شروق يفتح صندوق الذاكرة.. الإصرار على الانتقال للعمل بالدار البيضاء (4)

محمد شروق يفتح صندوق الذاكرة.. الإصرار على الانتقال للعمل بالدار البيضاء (4) محمد شروق
تنشر جريدة "أنفاس بريس" حلقات من ذكريات ومذكرات الكاتب الصحافي محمد شروق، انطلاقا من قضائه للخدمة المدنية بوزارة الداخلية والإعلام (قطاع الإعلام) في 01 دجنبر 1986؛ إلى إحالته على المعاش في 25 مارس 2024، بعمالة الدار البيضاء أنفا كمسشار للعامل في الصحافة والاتصال.
 
... خلال تنقلي اليومي بين الدار البيضاء والرباط عبر القطار الذي استمر من غشت 1987 إلى شتنبر 1992، كنت مداوما على اقتناء الكتب وقراءتها مستغلا تواجدي بالقطار. 
كنت أقضي في القراءة مابين الكتب والمجلات والصحف على الأقل ساعة ونصف يوميا. أقرأ جميع الكتب بأنواعها. مرة وجدني، صديق أقرأ باهتمام كتابا عن المغني الأمريكي مايكل جاكسون، وكان ظاهرة تلك الفترة. استغرب صديقي لقراءتي عن مثل هذا المغني!!! لكن اقتنع بعد أن شرحت له أن مايكل جاكسون قصة نجاح شاب أسود اجتهد وصقل موهبته وفرض نفسه في مجاله. ما أعجبني هو حرصه على أدق التفاصيل لأي عمل فني ينتجه. فوراء كل نجم فني أو رياضي أو إعلامي قصة كفاح وتحدي ونجاح.
عندما كنت أدخل يوميا إلى مكتب الكاتب العام السيد عزيز حسبي لأقدم له الملخص الشفهي للصحافة الأجنبية، كان الأمر يتم أحيانا بحضور شخصيات من بينها السيد حسن الرحموني الذي كان يشغل منصب مدير الشؤون العامة بوزارة الإعلام، وكان مكتبه بملحقة أكدال. كان يلاحظ تعاملي مع الكاتب العام وكيف أقدم له الملخص بثقة تامة. 
ما يقع في شهر أكتوبر من سنة 1990، هو أنه سيتم تعيين السيد عزيز حسبي ممثلا دائما للمغرب بالأمم المتحدة. مباشرة، سيطلب حسن الرحموني مني ومن الصديق عبد الشخص الذي كان معي بالمصلحة العمل معه بمديرية الإعلام بملحقة الوزارة بأكدال. 
سيتكون هناك فريق من خمسة أطر أذكر منهم شخصا اسمه العمراني وشخصا آخر سيشغل منصبا كبيرا في الدولة أحبذ عدم ذكر اسمه.
ماذا كان عمل هذا الفريق؟ قراءة الصحف وكتابة مقالات وتحليلات حول مجريات الأحداث الوطنية والدولية دون ضغط من الوقت أو فرض المواضيع..كل إطار حر في اختيار ما يكتب وتقديمها للمدير. 
سيتزامن هذا الانتقال مع نهاية السنة (1990)، مما يعني ضرورة تجديدي بطاقة الصحافة وبالتالي بطاقة القطار. 
لكن، في غياب السيد حسبي الذي غاب عن الوزارة، لم يجرؤ لا مدير الإعلام الصديق معنينو الذي شغل منصب الكاتب العام بالنيابة أو مدير الإعلام على منحي البطاقة. الجميع يتلكأ بمبررات واهية.
إنتهت سنة 1990 ومعها بطاقة القطار. فكنت أحيانا أبيت عند أصدقائي بحي اليوسفية بالرباط، لمبرع وجامي وبوزيام الذين كانوا يشتغلون صحافيين بالإذاعة الوطنية، أو أؤدي ثمن رحلة القطار أو الحافلة من الرباط إلى الدار البيضاء.
من حظي، أنه بعد أربعة أشهر من تعيينه، سيعود السيد عزيز حسبي إلى منصبه ككاتب للوزارة الذي ظل شاغرا. مباشرة، سيطلب من مصلحة الموظفين بأن أعود أنا والصديق عبد الله الشخص. سبحان الله!! سيتم الإسراع في منحي بطاقتي الصحافة والقطار.
خلال تواجده بنيويورك بأمريكا ممثلا للمغرب بالأمم المتحدة، سيعود السيد حسبي إلى المغرب في عطلة قصيرة، ويحضر حفل زفاف إبن أخته؛  الصديق سعيد جحى في حفل أقيم على سطح بيتهم بسيدي البرنوصي طبعا.
تم إحياء الحفل بشكل بسيط ونشيط بحضور العائلة وبعض الأصدقاء المقربين، وكنت من بينهم. التقيت السيد حسبي دون أن يسألني عن شيء يخص الوزارة.
رغم أنني كنت محظوظا وسعيدا في عملي بفضل التوقيت ومجانية التنقل، فإنني كنت أفكر دائما في الانتقال للعمل بالدار البيضاء، وفي أي قطاع. المهم مغادرة الرباط والعمل بالدار البيضاء.
هكذا سأجتاز مباراة بالمكتب الوطني للتكوين المهني ومباراة،  بالوكالة الحضرية للدار البيضاء ومقابلة entretien من أجل الالتحاق بجريدة الصحراء المغربية التابعة لمجموعة لومتان LE MATIN.
كل هذه المباريات توفقت فيها بصدق ولكن كان العائق، وحسب قانون الشغل،  هو تقديم الاستقالة  بوزارة الإعلام وقضاء فترة ستة أشهر تدريب قبل الترسيم، وهي مغامرة لم أكن قادرا على الخوض فيها بظروف مادية صرفة.
ستحل سنة 1991، ومعها سأعيش أنا وعائلتي منذ بداية يوم 08 من شهر أبريل فترة عصيبة والحمد لله بسبب مرض الوالد رحمه الله الذي سينقضي أجله بمستشفى "ميريزكو" يوم 07 يوليوز 1991.
الرحمة والمغفرة له وللوالدة ولجميع موتانا.
يتبع...