Saturday 6 December 2025
مجتمع

الداخلة.. في أسبوع واحد قبلة دولية تجسد الرؤية الملكية لمنصة أطلسية منفتحة

الداخلة.. في أسبوع واحد قبلة دولية تجسد الرؤية الملكية لمنصة أطلسية منفتحة جانب من اللقاء مع الصين والولايات المتحدة الأمريكية
تحولت جهة الداخلة – وادي الذهب، خلال الأسبوع الاول من شهر دجنبر 2025، إلى قبلة دولية تستقطب وفوداً من الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والصين، إضافة إلى شخصيات وخبراء أفارقة، في مشهد يعكس المكانة المتنامية التي باتت تحتلها الجهة على خارطة التعاون الدولي والاستثمار القاري، وتجسد في الآن نفسه الرؤية الملكية لمحمد السادس الرامية إلى جعل الداخلة منصة أطلسية منفتحة على محيطها الإفريقي والدولي.
فخلال الأيام القليلة الماضية، عرفت الجهة أربع محطات بارزة ترسّخ حضورها المتقدم في المشهد الجيوسياسي والتنموي للمغرب.
البداية كانت مع تدشين الأكاديمية الإفريقية لعلوم الصحة بمدينة الداخلة، التابعة لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، كأول مؤسسة من نوعها بالقارة الإفريقية تجمع بين التكوين والبحث والتعاون الصحي جنوب–جنوب. وقد حضر حفل الافتتاح وزراء وخبراء أفارقة، مما أكد الدور الريادي للمغرب في بناء منظومة صحية إفريقية قادرة على تحقيق السيادة الصحية المشتركة.
كما استقبلت الجهة وفدا صحفيا صينيا جاء لملامسة التحول الاقتصادي الذي تعيشه الداخلة. وقد قدمت النائبة الخامسة لرئيس الجهة، لمنية امعييف، عرضا.حول الفرص الاستثمارية في قطاعات الصيد البحري والصناعات التحويلية والطاقات المتجددة، مبرزة الإرادة المشتركة لبناء جسور تعاون إعلامي واقتصادي مع الشركاء الصينيين.
كما انعقد في نفس الفترة اجتماع تنسيقي مع الوكالة الفرنسية للتنمية بمقر الجهة، في سياق التفعيل العملي لقرار فرنسا التاريخي الداعم لمغربية الصحراء ومقترح الحكم الذاتي.
اللقاء شكل مناسبة لبحث سبل تمويل مشاريع تنموية كبرى وتعزيز تجربة الجهوية المتقدمة في الجنوب المغربي، بما يرسخ نموذج التنمية المتكاملة الذي دعا إليه الملك محمد السادس في خطبه الأخيرة.
وعلى امتداد هذه الدينامية، استقبلت الجهة الخبير الأمريكي في قضايا الشرق الأوسط والأمن الدولي مايكل دوران، الذي بحث مع مسؤولي الجهة آفاق التعاون في مجالات الأمن الإقليمي والتنمية المستدامة.
وأبرز اللقاء البعد الاستراتيجي الذي باتت تمثله الداخلة كجسر تواصل بين الفضاءين الأطلسي والإفريقي، ومختبرا للتعاون الدولي في قضايا السلم والاستقرار.
هذا الحراك المتسارع خلال أسبوع واحد يعكس بوضوح التحول العميق الذي تشهده جهة الداخلة – وادي الذهب كقطب صاعد في السياسة والاقتصاد والبحث العلمي. فمن منصة أطلسية للتبادل جنوب–جنوب، إلى مختبر للتعاون الدولي المتعدد الأبعاد، تواصل الداخلة ترجمة الرؤية الملكية الرامية إلى جعل الأقاليم الجنوبية واجهة المغرب الجديدة على إفريقيا والعالم.