إصدار جديد للكاتبة فاطمة الزهراء بابا أحمد، يرى النور تحت عنوان "سن القصاص، من معالم الفقه النبوي في حماية المرأة من العنف".
يقدم الكتاب، قراءة مقاصدية في المنهج النبوي لحماية النساء من العنف، من خلال دراسة فقه القصاص، وذلك برؤية تهدف إلى إحياء صوت العدالة المتختفي في ثنايا النص القرآني ، الذي خفت تحت ركام التأويلات والقراءات الفقهية المتحيزة، كما يسعى إلى ترسيخ وعي مجتمعي بوحدة المقصد بين النص القرآني والسنة النبوية، وفتح أفق تفسير مقاصدي يعيد اكتشاف المعاني الكامنة والحقائق المتخفية في سياقات النزول ، بما يجلي عدالة الشريعة الإسلامية، وشمولها في حماية الكرامة الإنسانية للمرأة والرجل على السواء.
ويأتي هذا الإصدار، ثمرة ازيد من عشر سنوات من البحث الأكاديمي، والتأمل في منظومة العدالة التي جاء بها الإسلام، حيث يعتمد الكتاب على نصوص موثقة وأدلة تاريخية وفقهية تبرز أن حماية النساء كانت مبدأ راسخا في التشريع النبوي، وليست مطلبا طارئا أو مطلبا فكريا حديثا.
ويركز الكتاب على إبراز البنية الحقوقية التي أسسها الإسلام لمواجهة الاعتداء على حقوق المرأة، عبر إقرار مبدأ المساءلة وتشريع القصاص كآلية لردع العنف وضمان سلامة النساء، مما يؤكد أن العدالة في الإسلام ليست فقط قيمة أخلاقية مجردة، بل نظام اجتماعي وتشريعي متكامل لحفظ الحقوق وصون الكرامة الإنسانية.
وتقدم المؤلفة، من خلال فصول الكتاب، قراءة علمية تهدف إلى إبراز أن التوجيهات النبوية قطعت بوضوح مع ممارسات الظلم والأذى، وأرست قواعد صلبة لمجتمع يقوم على المساواة والمسؤولية.
ويأتي إصدار هذا الكتاب، تزامنا مع الاحتفال يوم الثلاثاء 25 نونبر، باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، في سياق الجهود العلمية والفكرية الساعية إلى تعزيز ثقافة نبذ العنف، وإلى دعم مسار الإصلاح الاجتماعي، الذي يمنح النساء والفتيات بيئة آمنة وعادلة، خاصة في ظل تزايد النقاشات الدولية حول حقوق المرأة ووسائل حمايتها.
ويشكل هذا الكتاب إضافة نوعية للمكتبة العربية في مجال الدراسات الشرعية وقضايا المرأة، بالنظر إلى المعالجة المنهجية التي يقدمها، والتوثيق المعتمد على مصادر أصيلة، إلى جانب بعده التوعوي الهادف إلى إشراك المجتمع بجميع فئاته في مواجهة السلوكيات المؤذية.
وينتظر أن يفتح الكتاب باب نقاش علمي واسع حول آليات تجديد الخطاب الديني المتعلق بحقوق المرأة، وتعزيز قيم العدالة والرحمة في الواقع المعاصر.
.