Monday 24 November 2025
فن وثقافة

سلا.. الزجال عبد الفتاح بوهو يوقع ديوان "راس لوقيدة"

سلا.. الزجال عبد الفتاح بوهو يوقع ديوان "راس لوقيدة" مشاهد من اللقاء
شهد مركب التنشيط الفني والثقافي تابريكت بسلا الخميس 20 نونبر 2025  افتتاح الدورة الثالثة من الملتقى الفني " 6 خفقات تشكيلية " الذي يشرف عليه الفنان التشكيلي والخطاط حسن زرنين،  بعرض لوحات فنية لمجموعة من الفنانات والفنانين التشكيليين وموازاة مع ذلك تم أيضا تنظيم حفل توقيع ديوان زجل للشاعر والفنان المسرحي عبد الفتاح بوهو، مبادرة نهضت بها " جمعية سواعد المستقبل للتربية والثقافة" بشراكة مع ""جمعية مسرح جذور للثقافة والفن"... " أنفاس بريس" تابعت حفل توقيع ديوان بوهو من خلال الورقة التالية:
 
وسط حضور نوعي ضم مزيجا من الأصدقاء والعائلة والأقرباء وإليهم ثلة من عشاق " لكلام لمرصع" والأحباء غصت بهم قاعة حفل توقيع الديوان ومنحوا كثيرا من الاقتراب و الدفء في أمسية باردة كما هي عادة أيام شهرنونبر..، كيف لا والمحتفى به هو شاعر/ زجال من طينة متفردة، فنان صاحب صنعة، يبني قصيدته ويطرز لبوسها بحرفية في منتهى البهاء، فيقدمها باقة ورد تفوح عطرا للمتذوقين..
 
"طوال قراءتك لازمتني دهشة ومتعة تأبى التوقف"، تقول الدكتورة ثريا بن الشيخ في كلمة لها مسطورة على ظهر غلاف الديوان في تفاعل مع شعرية بوهو، ثم تضيف بن الشيخ في إشادة وتنويه بذات المنجز قائلة :  " أشعارك تحفة فنية بكل المقاييس وقدراتك التصويرية تتجاوز العادي والمألوف".
 
وفي مقتطف من تقديم لديوان "راس لوقيدة" يشيد الدكتور خالد مساوي برحابة أفق الشاعر الممتد في اللا متناهي قائلا: " الشاعر عبد الفتاح بوهو يسخر لتجربته إمكانات تخيلية تجعل من تجربته في الكتابة تجربة وجود مشتعل."، ويضيف موساوي منوها بقضية بوهو في الشعر والكتابة : " الشاعر عبد الفتاح بوهو من سلالة المبدعين الذين انتبهوا إلى القلق الذي يعتري الوجود البشري المعاصر، لأجل ذلك كان حرصه على دفع الكتابة نحو تأمل ذاتها والتفكير في إمكاناتها وحدودها من خصائص الكتابة عنده " :

من كحال ليل غربلت كحل/ وبمرود لكلام شوفي شعل/ جمعت مني ما ابقى/ فرشتو على ورقة/ وعلى ظهري هزيتو حمل/ قلت نطلع راس الجبل/ نتبرك من ذاك الضو/ الضارب من لعلو. ( لهازني حمل، ص 31 ) 

قصيدة/كلام يؤكد ما ذهب إليه موساوي في قراءته ويوضح في جلاء أن الشاعر الزجال عبد الفتاح بوهو يحمل قضية إنسانية بين جنبيه، فهو يكتب في شعره ضد النسيان وضد الوجود العابر، إنه يكتب للضوء والحياة وضد الموت والعدم: " كلت قبل مانسالي ونموت/ نهز لقلم/ ونكتب مع لخوت/ على لي كالو كلا تفاحة/ ونزل يقلب على توت. ( ضيافة مخطوفة، ص 15) 
 
في أمسية حفل التوقيع الغامرة، التي قدم فقراتها بمهنية وخفة روح عالية الشاعر جعفر الوراقي، قرأ بوهو من ديوانه للحضور قصيدة/ شذرة " طيحة" :" طاحت شتا/ فرحت انا/ ناض ربيع/ تحشيت انا..( ص 48)

ثم تعقب خيوط ضوء هارب يرى فيه خلاص بشذرة : " وانا غير حرف/ وتحط فكتبة/ هاز معانيه/ يقلب على ضو يواتيه ( ص 68 ، قصيدة راس الخيط )

في كل قراءة لقصيدة في ديوان " راس لوقيدة" كان بوهو يلامس برقة مشاعر الحضور ويحرك مسافرا أشياء في دواخل النفوس، فيرتسم ما يشبه صدى جميلا على صفحات الوجوه بفعل نفاذ شعره وكثافة لفظه وغزارة استعاراته وعمق لغته المنحوتة من عمق تراب معيش الانسان المغربي ..: شي حاجة تاتنغل فراسي/ وفراس لوقيدة/ هي فظلامها نكيدة/ حكت راسها ضو فيها شعل/ ماجات تفرح براسها حتى عودها كمل/ وانا غير تنهيدة بغيت نطلعها قصيدة/ ونكول يانايا طل حرفي فطلة حصل/ خايف من مقص/ خايف من منجل ليحوزو بتعنيقة/ ومن راسي يتنصل/ اش دا راسي ينغل / واش دا راس لوقيدة يشعل/ حتى بكات الشمعة على بياض راسها/ لي ولى رموم كحل.
فكان للحضور بين كل قصيدة وقصيدة مزيدا من الدفء و الاقتراب وسفر آسر إلى الأعالي وبين المعاني المبثوثة في تضاريس قصائد الديوان، قبل أن ينتقل الجمع إلى حفل التوقيع وتختتم أمسية فنية تركت عند الحضور تلاوين من متعة وحب وإعجاب.