استفاد 140 طالبة وطالب من ورشة تحسيسية حول المشاركة السياسية بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالصويرة، في إطار مشروع "التمكين السياسي للنساء والشباب رافعة للتنمية المحلية"، الذي تشرف على تنظيم فعالياته جمعية الوادي الأخضر للتنمية بالشراكة مع اللجنة المكلفة بتفعيل صندوق الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية النساء التابعة لوزارة الداخلية.
ويروم هذل اللقاء الى تحسيس الشباب بأهمية المشاركة السياسية وتعزيز دورهم في تدبير الشأن المحلي والمساهمة في تطوير مجتمع ديمقراطي نشط.
الترحيب بالمبادرة وأهمية الورش الجامعية
افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية لنائب مدير المدرسة، الدكتور محمد حداش، الذي أشاد بالمبادرة ووصفها بأنها خطوة هامة لتحفيز الطلبة على الانخراط الفعلي في الحياة السياسية، وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم كمواطنين، وأضاف أن تنظيم مثل هذه الورش داخل المؤسسات الجامعية يمثل فرصة ذهبية للطلبة لتوسيع مداركهم واكتساب معارف جديدة تساعدهم على بناء ذواتهم وصقل مهاراتهم الفكرية والاجتماعية.
مقاربة تشاركية لتعزيز قدرات الشباب والنساء
وقدم ذ.يوسف أسكور، مدير المشروع، عرضا حول مكونات البرنامج والأنشطة المستقبلية، مشددا على أن المقاربة التشاركية هي أداة فعالة لدعم قدرات النساء والشباب وتحفيزهم على الإبداع والمبادرة والمساهمة في التنمية المحلية، وأوضح أن إشراك الطلبة في هذه الورش يسمح لهم بتجربة التفكير النقدي وتحليل القضايا المجتمعية، وتنمية مهارات التواصل والعمل الجماعي، مما يؤهلهم ليكونوا فاعلين في مجتمعهم.
ورشة تفاعلية لتعميق الفهم الديمقراطي
من جهته، أطر ذ.خليد سرحان الورشة التفاعلية، التي تناولت مفاهيم المشاركة السياسية وأدوار المؤسسات الدستورية، مؤكدا أن انخراط الشباب والنساء في الحياة العامة يشكل ركيزة أساسية لتجديد النخب السياسية وتعزيز الديمقراطية.
وتفاعل الطلبة بشكل لافت من خلال نقاشات مفتوحة وأسئلة متعددة، حيث قالت طالبة من المدرسة"لقد أدركت أهمية مشاركتنا في الحياة السياسية، ورغبتنا في أن نكون جزءا من القرار المحلي الذي يمس حياتنا اليومية"، وأضاف طالب من المؤسسة: "الورشة منحتني فرصة لفهم كيف يمكن للشباب أن يكونوا مؤثرين في المجتمع، وليس مجرد متابعين للأحداث".
أساليب تعليمية مبتكرة لتعزيز التفاعل
اعتمد المؤطر طرقا بيداغوجية متنوعة شملت العمل الجماعي، والعصف الذهني، والأسئلة المفتوحة، بهدف تعزيز التعلم التفاعلي وتمكين الطلبة من تبادل الأفكار والخبرات، وأكد سرحان أن استخدام أساليب تفاعلية يجعل الطلبة يشعرون بأنهم شركاء في التعلم وليس مجرد متلقين للمعلومة، ما يعزز قدرتهم على الابتكار والمبادرة.
الانفتاح على العالم الخارجي وتهيئة جيل واع
أكدت الجمعية المنظمة على أن مثل هذه الأنشطة، مع الانفتاح على العالم الخارجي، تمنح الطلبة فرصا حقيقية لتوسيع آفاقهم ومعارفهم، مشيرة إلى أن هذه المبادرات تساعد الطلبة على التعرف على تجارب جديدة وتبادل الخبرات، ما يهيئهم ليكونوا جيلا واعيا قادرا على مواجهة تحديات التنمية المحلية وتعزيز المشاركة الديمقراطية.
مخرجات الورشة وخطط مستقبلية
في ختام الورشة، أعرب العديد من الطلبة عن رغبتهم في التسجيل لأول مرة في اللوائح الانتخابية، مؤكدين حرصهم على المشاركة الفعلية في الحياة السياسية.
وأعلنت الجمعية عن تنظيم مسابقات مستقبلية في التناظر حول المشاركة السياسية للنساء والشباب بين مؤسسات التعليم العالي بمدينة الصويرة، بالإضافة إلى عرض مسرحي مستقبلي يركز على موضوع المشاركة السياسية، بهدف تعزيز الفهم العملي للطلاب حول الديمقراطية والمشاركة المجتمعية.
وقالت إحدى الطالبات: "المبادرة فتحت أمامنا آفاقا جديدة لتعلم مهارات القيادة والمبادرة، وأدركت أن المشاركة السياسية حق ومسؤولية يجب أن نتحملها". وأكد أحد زملائها: "الورش الجامعية من هذا النوع تجعلنا نفكر في المستقبل بشكل مختلف، وتزيد من وعينا بأهمية العمل الجماعي والمبادرة الاجتماعية".
واختتم منظمو الورشة بالتأكيد على أن مثل هذه المبادرات تتيح للطلبة فرصا عملية للتعلم بالممارسة، وتساهم في إعداد جيل قادر على المساهمة بفعالية في التنمية المحلية وتطوير الحياة الديمقراطية، بما يجعل الجامعات والمدارس العليا بيئة حقيقية لصقل المواهب وصنع قادة المستقبل.
