لم يغب الفاعل المؤسساتي والمدني بالجماعة الترابية وزان عن المشاورات التي أطلقتها وزارة الداخلية ، تفاعلا مع خطاب العرش الأخير الذي من بين ما جاء فيه " فلا مكان اليوم ولا غدا ، لمغرب يسير بسرعتين " .
وفي هذا الإطار كان المركز الثقافي قبل أيام ، على موعد مع لقاء تشاوري ترأسه باشا المدينة ، الذي أكد في كلمته التأطيرية بعد التذكير بسياق اللقاء التشاوري ، بأن الغاية من اشراك مختلف الفاعلين ، والمنتخبين، و فعاليات من المجتمع المدني والحقوقي ، وضع جيل جديد من التنمية الترابية المندمجة على مستوى الجماعة الترابية وزان.
من بين القطاعات الاجتماعية التي نالت نصيبا أوفر من النقاش ، ما تعلق بالمدرسة العمومية التي تعاني من جملة من الاكراهات ، مما يجعل أدائها دون مستوى انتظارات الساكنة . إن مدرسة الانصاف والجودة ، وضمان تكافؤ الفرص بين المتعلمات والمتعلمين ، تحقيقها له كلفة ، ومن قال غير ذلك عليه أن يجرب كلفة الجهل .
الحضور سلط الضوء على ثانوية مولاي عبد الله الشريف. فائض المداخلات ذات الصلة بالثانوية تمليه عدة اعتبارات ، من بينها أنها تعتبر أقدم ثانوية بالإقليم، وبالتالي فهي ذاكرة تعليمية حفظها كذاكرة حية من مسؤولية أكثر من جهة . كما أن الثانوية تعاني من اكتظاظ كبير آثاره لا محالة سلبية على تحصيل المتعلمات والمتعلمين. منسوب القلق في علاقة بموضوع أم الثانويات برز بشكل كبير ، في استمرار المؤسسة الجمع بنفس الفضاء بين التعليم الإعدادي والتأهيلي ، و ما لحق قلبها من بناء لحجرات في غياب أي تصميم ، فكانت نتيجة ذلك ، التشوه الذي لحق معمار المؤسسة التاريخية ، وما صاحب ذلك من اختناق جعل مادة التربية البدنية تمارس بين الحجرات الدراسية .
و لمعالجة هذه الوضعية الشاذة التي تنسف كل المجهودات المبذولة من طرق الأطر التربوية والادارية ، ولإعطاء معنى للجودة والانصاف ، وتنزيلا لمبدأ تكافؤ الفرص بين مختلف المتعلمات والمتعلمين ، طالب المشاركات والمشاركون في لقاء مشاورات التنمية الترابية ، التعجيل ببناء ثانوية جديدة ( لِم لا بعقار دار الدباغ سابقا) ، مع التفكير في اطلاق ورش اعادة تأهيل ، ورد الاعتبار لأم الثانويات . وبهذه المناسبة فإن مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة تطوان الحسيمة ، مدعوة وبدون تردد القيام بزيارة المؤسسة للوقوف بنفسها على الاكراهات التي تعاني منها الشغيلة التعليمية العاملة بها .
من بين الاشارات الأخرى ذات الصلة بقطاع التعليم العمومي على مستوى دار الضمانة ، لفت الحضور انتباه مختلف المتدخلين من أجل اعتماد المقاربة الاستباقية في التعاطي مع ملف المدرسة العمومية . وهكذا تم التأكيد على تعزيز حي المنظر الجميل ، وحي الشرفاء المجاور له ، و تجزئة جديدة ستصبح جاهزة للبناء في حدود سنة حسب بعض المصادر ، بمدرسة ابتدائية جديدة . أما ما تعلق بالتعليم الأولي فقد جددت فعاليات مشاركة في اللقاء التشاوري، مطلب توفير بنية التعليم الأولي لاستقبال أطفال حي تاكناوت ، وذلك بالانتصار للحق في التعليم على بعض المبررات الواهية والمتعارضة مع ما جاء بالاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ودستور المملكة اللذان يسموان بالمصلحة الفضلى للطفل . وبالمناسبة فقد سبق للجنة الجهوية لحقوق الانسان بالشمال أن تناولت الموضوع مع المديرة الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي و الرياضة، كما أن مكتب جمعية حركة الطفولة الشعبية سبق أن تناول الموضوع في جلسة جمعته برئيس قسم بعمالة وزان بتكليف من العامل الحالي .
وفي انتظار العودة لمف النواة الجامعية الذي كانت هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان في نسختها الأصلية قد أعدت حوله رأيا استشاريا أصبحت منهجية اعداده ، والترافع عليها(النواة) مرجعا يحتدى به وطنيا ، ومحط اشادة دولية ( مؤتمر دولي انعقد بقصر المؤتمرات بالصخيرات كمثال ) ، وكذا ما تعلق بقطاع التكوين المهني في مختلف مستوياته ، وتخصصاته الكفيلة بسك مسار الولوج للشغل ، فإن سلة الاقتراحات سواء التي تم تناولها اللقاء ، أو تلك أثثت منصات مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا مع الخطاب الملكي، قوتها ليس اثارتها والاعلان عنها ، بل في تنزيلها في زمن قياسي ، وطبعا حسب الأولويات . وهذا الهدف لن يتحقق كما أشار لذلك فاعل حقوقي ، إلا اذا تشبع كل مسؤول بمبدأ الجدية الذي أفرد له ملك البلاد خطاب العرش سنة 2023 ، وإلا اذا واكب تنزيل المشاريع المبدأ الدستوري " ربط المسؤولية بالمحاسبة " الذي يشكل ركنا من أركان الحكامة الرشيدة ؟
يذكر بأن اللقاء التشاوري شارك في أشغاله بالإضافة إلى نساء ورجال السلطة على مستوى جماعة وزان ، كل من رئيس مجلس الجماعة ، وقليل من عضوات وأعضاء ذات المجلس ، ورؤساء مصالح إقليمية ، أو من ينوب عنهم ، وطيف من الفعاليات المدنية .
