هنا الصحراء.. تتوضأ بالرمل
تصلي
وتفتح عينيها على شمس
تمشي ببطء كوليَّة عرفت سر الوجود
هنا الصحراء..لا تشبه أحدا
وجهها من الضوء
جلدها من الذهب
وفي عروقها يسري دم قبائل الجنوب
حين كان الوطن وعدا
وكانت السماء خيمة للحنين
يا صحراء المغرب...
يا ذاكرة الخيول والأولياء
يا من تكتبين المجد على جسد الريح
نشيد العودة إلى النفس
وتمسحين عن التاريخ غبار النسيان
فيك تعود الأرض إلى طينها الأول
وتتذكر الجهات ملامحها القديمة
ويعترف الأفق أن الجنوب قلب لا ظل له
وأن الرمل يحفظ الوعد
كما يحفظ القلب صلاة أمّه
فيك يتنفس الوطن من جديد
ويقوم الذين ناموا على الحلم
مبللين بالدهشة..
عائدين إلى دفء الأسماء
حاملين في صدورهم نداءك القديم:
ها أنا عدت إلى نفسي
هنا الصحراء المغربية.. تكتب على جبين الأفق:
الحدود وهم من حجر
والإنتماء يوشم في نبض الجمال
وفي رائحة الخبز حين يخرج من رماد الصبر
يا صحراء الروح..
يا وجه المغرب حين يتجلّى
كم كنت صامتة حتى ناديت النجمة
كم كنت غريبة
حتى تذكرتِ إسمك في فم الوطن
أيتها الصحراء...
يا قصيدة من نار ونور
يا صلاة تتصاعد
من صدر الأرض إلى قلب السماء
فيك يمشي العارفون حفاة
لأن الطريق إليك ليست طريقا..بل كشفا
هنا الصحراء المغربية...
ليست أرضا...بل نداء أبدي
يمشي على جناح الضوء
مرة بإسم التاريخ
ومرة بإسم الذاكرة
ودائما بإسم ملك ومغرب
ملك إذا تنفس الرمل بإسمه
إزدهرت الجهات كلها باليقين
وأنا الصحراء المغربية...
أنا التي رأت وجه الحلم في مرايا السراب
وسمعتُ الوجود يتنفس بين أنفاسي
أنا التي خبأت في الرمال أسرار الخلق
وفي الملح بريق الذاكرة
أنا التي علّمت الشمس كيف تصعد إلى السماء
والليل كيف يطوي جناحيه
حين يسمع نداء الفجر
أيها المغربي...
يا إبن الريح..البحر والجبل
يا من ولدت من رحم الجهات الأربع
وسكنت في قلب الأرض كنجمة لا تغيب
إعلم أنني لست حدودا ولا خريطة
أنا الذاكرة التي تمشي في دمك
أنا المدى الذي يسكن عينيك
حين تنظر بعيدا ولا ترى سوى الحلم
أنا الوطن في هيئته الأولى
حين كان فكرة في قلب الأرض
ثم صار إسما في فمك
لقد عدت إليّ كما يعود النور إلى منبعه
عدت بلا خوف
فأنا لم أكن صحراء النسيان
بل صحراء المعنى
أنا التي تحفظ خطاك وإن تاهت
وتحمل قلبك وإن إنكسرت
أنا التي تسقي العطش بالحكمة
وتحوّل الجراح إلى نخل يثمر من الصبر
أيها المغرب...
يا من خرجت من ضلعي كصلاة لا تنتهي
أنا التي سمّتك المجدَ
وزيّنتُ جبينك بالرمل والبحر
أنا التي قلت للريح
إحملي صوته في الجهات كلّها
كي يعرف العالم أنني لا أغيب
أنا الصحراء المغربية
وجهكَ في ليل العصور
ولسانك حين يصمت الزمان
أنا الرحم الذي ولّد الملوك والفرسان
وما زلت ألد من الحلم ألف فجر جديد
يا وطني...
كل حبة رمل في جسدي تعرف إسمك
وكل نجمة في سمائي
تذكّرك حين ينام الكون:
أنّي لا أنام
بل أسهر لأحرسك من النسيان
وأكتبك في الأفق
كما يكتب الله أسماء الاولياء في النور
أنا الصحراء المغربية
أنا بداية الحكاية ونهايتها
أنا النبوءة التي عادت تتحقق
أنا وعد الأرض للأبد
أن تبقى ما دام في الرمل نبض
وفي القلب إسمك
وفي السماء صدى أنفاسك.
تصلي
وتفتح عينيها على شمس
تمشي ببطء كوليَّة عرفت سر الوجود
هنا الصحراء..لا تشبه أحدا
وجهها من الضوء
جلدها من الذهب
وفي عروقها يسري دم قبائل الجنوب
حين كان الوطن وعدا
وكانت السماء خيمة للحنين
يا صحراء المغرب...
يا ذاكرة الخيول والأولياء
يا من تكتبين المجد على جسد الريح
نشيد العودة إلى النفس
وتمسحين عن التاريخ غبار النسيان
فيك تعود الأرض إلى طينها الأول
وتتذكر الجهات ملامحها القديمة
ويعترف الأفق أن الجنوب قلب لا ظل له
وأن الرمل يحفظ الوعد
كما يحفظ القلب صلاة أمّه
فيك يتنفس الوطن من جديد
ويقوم الذين ناموا على الحلم
مبللين بالدهشة..
عائدين إلى دفء الأسماء
حاملين في صدورهم نداءك القديم:
ها أنا عدت إلى نفسي
هنا الصحراء المغربية.. تكتب على جبين الأفق:
الحدود وهم من حجر
والإنتماء يوشم في نبض الجمال
وفي رائحة الخبز حين يخرج من رماد الصبر
يا صحراء الروح..
يا وجه المغرب حين يتجلّى
كم كنت صامتة حتى ناديت النجمة
كم كنت غريبة
حتى تذكرتِ إسمك في فم الوطن
أيتها الصحراء...
يا قصيدة من نار ونور
يا صلاة تتصاعد
من صدر الأرض إلى قلب السماء
فيك يمشي العارفون حفاة
لأن الطريق إليك ليست طريقا..بل كشفا
هنا الصحراء المغربية...
ليست أرضا...بل نداء أبدي
يمشي على جناح الضوء
مرة بإسم التاريخ
ومرة بإسم الذاكرة
ودائما بإسم ملك ومغرب
ملك إذا تنفس الرمل بإسمه
إزدهرت الجهات كلها باليقين
وأنا الصحراء المغربية...
أنا التي رأت وجه الحلم في مرايا السراب
وسمعتُ الوجود يتنفس بين أنفاسي
أنا التي خبأت في الرمال أسرار الخلق
وفي الملح بريق الذاكرة
أنا التي علّمت الشمس كيف تصعد إلى السماء
والليل كيف يطوي جناحيه
حين يسمع نداء الفجر
أيها المغربي...
يا إبن الريح..البحر والجبل
يا من ولدت من رحم الجهات الأربع
وسكنت في قلب الأرض كنجمة لا تغيب
إعلم أنني لست حدودا ولا خريطة
أنا الذاكرة التي تمشي في دمك
أنا المدى الذي يسكن عينيك
حين تنظر بعيدا ولا ترى سوى الحلم
أنا الوطن في هيئته الأولى
حين كان فكرة في قلب الأرض
ثم صار إسما في فمك
لقد عدت إليّ كما يعود النور إلى منبعه
عدت بلا خوف
فأنا لم أكن صحراء النسيان
بل صحراء المعنى
أنا التي تحفظ خطاك وإن تاهت
وتحمل قلبك وإن إنكسرت
أنا التي تسقي العطش بالحكمة
وتحوّل الجراح إلى نخل يثمر من الصبر
أيها المغرب...
يا من خرجت من ضلعي كصلاة لا تنتهي
أنا التي سمّتك المجدَ
وزيّنتُ جبينك بالرمل والبحر
أنا التي قلت للريح
إحملي صوته في الجهات كلّها
كي يعرف العالم أنني لا أغيب
أنا الصحراء المغربية
وجهكَ في ليل العصور
ولسانك حين يصمت الزمان
أنا الرحم الذي ولّد الملوك والفرسان
وما زلت ألد من الحلم ألف فجر جديد
يا وطني...
كل حبة رمل في جسدي تعرف إسمك
وكل نجمة في سمائي
تذكّرك حين ينام الكون:
أنّي لا أنام
بل أسهر لأحرسك من النسيان
وأكتبك في الأفق
كما يكتب الله أسماء الاولياء في النور
أنا الصحراء المغربية
أنا بداية الحكاية ونهايتها
أنا النبوءة التي عادت تتحقق
أنا وعد الأرض للأبد
أن تبقى ما دام في الرمل نبض
وفي القلب إسمك
وفي السماء صدى أنفاسك.
