نشر عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم المحسوبة على الحركة الإسلامية بالجزائر على صفحته في الفايسبوك تدوينة قال فيها : ان مشكلة الجزائر (النظام) ليست مع الولايات المتحدة الأمريكية، بل مشكلتها في قراءتها للتاريخ، وعدم مرونتها في التكيف مع الواقع (التعنّت كمنهج دولة)، ثم في استشراف مٱلات الأمور في المستقبل. ذلك أن الجزائر جعلت كل عداءها للمغرب عقيدة سياسية وعسكرية، وبنت علاقاتها الخارجية على هذا الأساس وربطت مصالحها الاقتصادية والسياسية مع الدول على الأساس نفسه، وهذا استثناء عالمي، إذ لا توجد دولة حديثة في العالم تضع عداء ومقاطعة دولة أخرى شرطا في علاقاتها الدولية. بالإضافة إلى العمل داخليا باستمرار على ترسيخ العداء للمغرب وجعله كعقيدة وعقدة لدى المجتمع الجزائري.
ولو أن الجزائر بذلت عشر ما بذلته في طيلة خمسين سنة، من أجل الصلح وطي الخلافات مع المغرب، لكان في ذلك خير لنا جميعاً، ولو استجابت لليد الممدودة للصلح على الدوام من المغرب، ما كنا بحاجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولا إلى مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة، ولا تورطت الجزائر في هذه الموقف التاريخي المحرج.
أنظر إلى الدول الأوروبية التي خاضت حروبا فيما بينها قتل فيها الملايين (فرنسا، إيطاليا، ألمانيا...) لكنها تخلصت من عقدة الماضي وركزت على مصالح الشعوب لبناء المستقبل وشكلت تحالفا فيما بينها دون تعنت ودون عقدة نقص ولا اجترار أخطاء التاريخ.
نحن (المغرب والجزائر) ما يجمعنا أكثر مما نختلف حوله، واليوم هناك فرصة تاريخية للنظر إلى المستقبل بعين الحكمة، و قبول اليد الممدودة للصلح (عن قوة وبصيرة لا عن ضعف أو خوف)، والجلوس على طاولة الحوار الأخوية دون وسطاء.
وأرجو أن تكون النخبة السياسية في الجزائر، كما في المغرب، واعية بدقة هذه المرحلة من التاريخ.