احتضنت مؤخرا العاصمة السيراليونية فريتاون حدثاً اقتصادياً بارزاً تمثل في تنظيم ملتقى “Africa Executive Meeting (AEM)”، بمبادرة من الغرفة الإفريقية للتجارة والخدمات (CACS)، بشراكة مع جهة الداخلة وادي الذهب، وبمشاركة وازنة لعدد من الوزراء والسفراء ورؤساء الجهات والغرف المهنية والمستثمرين من مختلف الدول الإفريقية.
ويأتي هذا اللقاء في سياق الدينامية الإفريقية التي يقودها المغرب لتعزيز التعاون جنوب–جنوب، وترسيخ أسس التنمية المشتركة بين دول القارة.
أكد رئيس جهة الداخلة وادي الذهب أن الزيارة إلى سيراليون كانت مثمرة بكل المقاييس، قائلاً: "لقد مكنتنا هذه الزيارة من عقد لقاءات مهمة مع عدد من المسؤولين السيراليونيين، من بينهم وزير الخارجية ووزيرة الصيد البحري، إلى جانب اجتماعات B2B مع فاعلين اقتصاديين وممثلين عن الغرف التجارية وبعض رؤساء البلديات.”
وأضاف أن الزيارة توجت بتوقيع مذكرات تفاهم (MoU) تهدف إلى تعزيز التعاون اللامركزي بين الجانبين، مبرزاً أن المبادرة تندرج ضمن رؤية المغرب لتعزيز روابط التعاون الإفريقي المشترك.
كما تقدم بالشكر للسلطات السيراليونية على حفاوة الاستقبال، معبّراً عن تطلع الجهة إلى تحويل هذه اللقاءات إلى مشاريع اقتصادية ملموسة تعود بالنفع على الجانبين.
من جهته، صرّح رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الداخلة وادي الذهب أن هذا اللقاء يُجسد الرؤية الملكية للملك محمد السادس في الانفتاح على العمق الإفريقي وربط شراكات استراتيجية مستدامة.
وأوضح قائلاً: “التوجيهات الملكية كانت الأساس الذي انطلقنا منه لبناء علاقات اقتصادية جديدة في إفريقيا. لقد استقبلنا في سيراليون بحرارة كبيرة، ووجدنا إرادة حقيقية للتعاون، وفرصاً استثمارية واعدة في مختلف القطاعات.”
وأضاف أن اللقاء شكل منصة لتبادل الأفكار والخبرات وبحث سبل التعاون الصناعي والخدماتي واللوجستي، مؤكداً أن العلاقة بين الداخلة وسيراليون “تسير في الاتجاه الصحيح نحو بناء شراكة اقتصادية إفريقية متينة”.
وأضاف أن اللقاء شكل منصة لتبادل الأفكار والخبرات وبحث سبل التعاون الصناعي والخدماتي واللوجستي، مؤكداً أن العلاقة بين الداخلة وسيراليون “تسير في الاتجاه الصحيح نحو بناء شراكة اقتصادية إفريقية متينة”.
في كلمته خلال افتتاح اللقاء، أكد عبد المنعم فوزي، رئيس الغرفة الإفريقية للتجارة والخدمات (CACS)، أن اجتماع فريتاون يمثل لحظة رمزية في مسار بناء إفريقيا جديدة تعتمد على قدراتها الذاتية.
وقال في كلمته: “إننا نؤمن بأن مستقبل إفريقيا سيُبنى بقوة شعوبها. يجب أن نراهن على تكامل اقتصادياتنا، وعلى طاقات شبابنا، وعلى الاستثمار في التعليم والابتكار.”
وأشار إلى أن القارة الإفريقية تواجه تحديات كبيرة، منها ضعف التصنيع، ارتفاع نسب الفقر، وقلة الاستثمار في البحث العلمي، لكنها تمتلك بالمقابل موارد هائلة تجعلها مؤهلة لتكون قوة عالمية صاعدة، إذا ما تم استثمارها في إطار تكامل إفريقي حقيقي.
وختم كلمته قائلاً: “هذا اللقاء في فريتاون ليس مجرد مؤتمر، بل إعلان عن بداية مرحلة جديدة من التعاون الإفريقي، قائمة على التضامن والابتكار والعمل المشترك.”
من جهته، عبّر سفير جمهورية سيراليون لدى المملكة المغربية عن ارتياحه الكبير لهذه المبادرة، قائلاً:
“أنا سعيد للغاية بهذه المبادرة القادمة من جهة الداخلة، والتي تُعد نموذجاً للتعاون جنوب–جنوب، وتعكس عمق العلاقات الثنائية بين سيراليون والمغرب.”
“أنا سعيد للغاية بهذه المبادرة القادمة من جهة الداخلة، والتي تُعد نموذجاً للتعاون جنوب–جنوب، وتعكس عمق العلاقات الثنائية بين سيراليون والمغرب.”
وأوضح أن سيراليون تتطلع إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجالات الاقتصاد الأزرق، اللوجستيك، والبنية التحتية، مضيفاً أن بلاده وقعت مع المغرب 13 اتفاقية تعاون تشمل مجالات الصيد البحري، التعليم، النقل، العدل، والتجارة.
كما أشاد بالدعم المغربي المتواصل لبلاده في المحافل الدولية، ولا سيما أثناء ترشحها لمقعد في مجلس الأمن الدولي، مؤكداً أن “العلاقات بين البلدين ستستمر في التعمق لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين”.
وفي ختام اللقاء، أعلن أيمن بونري، المدير التنفيذي لشركة Web4Jobs، عن إطلاق أول مركز لتعليم البرمجة والمهارات الرقمية في فريتاون، مخصص للشباب السيراليوني مجاناً.
وقال بونري: “نحن فخورون بإطلاق أول مركز Web4Jobs في سيراليون، لتدريب الشباب على مهارات البرمجة ومساعدتهم في ولوج أسواق العمل العالمية. كما نعمل على افتتاح مركز ثانٍ في مدينة كينيما قريباً.”
وأضاف أن المشروع يندرج في إطار الرؤية المشتركة لتقوية المهارات الرقمية في القارة الإفريقية وتمكين الشباب من الاندماج في الثورة التكنولوجية العالمية.
ملتقى فريتاون.. رسالة إفريقيا جديدة
اختُتم الملتقى بالتأكيد على أن إفريقيا تمتلك كل المقومات لتكون قوة اقتصادية عالمية، إذا ما اعتمدت على شراكاتها الداخلية وروح التعاون بين دولها.
وأكد المشاركون أن الشراكة المغربية–السيراليونية تمثل نموذجاً للتكامل الإفريقي القائم على الثقة، التضامن، والمصالح المتبادلة.
كما اتفقوا على متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة وتحويل الأفكار التي طرحت خلال الملتقى إلى مشاريع ملموسة في مجالات الطاقة، التعليم، اللوجستيك، والرقمنة.
وأكد المشاركون أن الشراكة المغربية–السيراليونية تمثل نموذجاً للتكامل الإفريقي القائم على الثقة، التضامن، والمصالح المتبادلة.
كما اتفقوا على متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة وتحويل الأفكار التي طرحت خلال الملتقى إلى مشاريع ملموسة في مجالات الطاقة، التعليم، اللوجستيك، والرقمنة.