Tuesday 21 October 2025
Advertisement
كتاب الرأي

الحسين بكار السباعي: بيان البوليساريو إعلان استسلام أمام إنتصارات المغرب الديبلوماسية

الحسين بكار السباعي: بيان البوليساريو إعلان استسلام أمام إنتصارات المغرب الديبلوماسية الحسين بكار السباعي
تواصل الديبلوماسية المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، تحقيق إنتصارات متتالية على مختلف الواجهات الإقليمية والدولية، لتكرس التحول العميق في موازين القوة القانونية والسياسية المرتبطة بملف الصحراء المغربية المفتعل. فمن قنصليات تفتتح في العيون والداخلة، إلى قرارات أممية تكرس جدية ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي، ومن دعم متزايد من القوى الكبرى إلى عزلة خانقة تطوق خصوم الوحدة الترابية، في خظم هذا الزخم، تتأكد كل يوم نهاية أطروحة الإنفصال وبداية عهد الحسم الواقعي.

زخم الديبلوماسي أعاد صياغة معالم الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، تحاول معه جبهة البوليساريو، وفي لحظة إنكسار سياسي غير مسبوقة، أن تتشبث بخيوط خطاب متهاوي لتضليل الرأي الدولي وحفظ مابقي من ماء الوجه أمام توالي الهزائم. وهو ما يجعل بيانها الأخير مجرد صدى باهت لهزيمة دبلوماسية مدوية، في مواجهة دولة رسخت مشروعها السياسي على أساس الشرعية والمشروعية، وحق تاريخي لا يسقط بالتقادم.
 
فالبيان الصادر عن جبهة البوليساريو يجسد محاولة متأخرة ويائسة لإعادة التموضع في لحظة مفصلية، بلغت فيها الدينامية الديبلوماسية المغربية مرحلة الحسم النهائي لملف الصحراء المغربية المفتعل، خاصة و نحن على بعد أيام قليلة من إنعقاد مجلس الأمن. ففي الوقت الذي أجمع في المنتظم الدولي على دعم مقترح الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية، تحاول الجبهة الوهمية عبر لغة دبلوماسية ملتوية إيهام المجتمع الدولي بقدرتها على الإنخراط البناء، حفاظا على ما تبقى من ماء الوجه بعد إنهيار سردياتها القديمة.

فحديثها عن "حسن النية" و"الاستعداد للحوار" ليس سوى مناورة لفظية لتجنب الإقرار بإنتهاء مرحلة التوظيف السياسي للنزاع، في ظل تراجع دعم بعض العواصم الإقليمية، وتزايد القناعة بأن المشروع الانفصالي أصبح عبئ إنساني وسياسي على الساكنة المحتجزة في تندوف وعلى المنطقة برمتها.
 
إن قراءة البيان في سياقه الزمني والسياسي تكشف أنه أقرب إلى إعلان إستسلام منه إلى مبادرة تفاوضية حقيقية، إذ يسعى لتأمين مخرج دبلوماسي من مأزق تاريخي صنعته بنفسها. حيث تبدو البوليساريو وهي تلوح بخطاب السلم أنها تقر بانتصار منطق الشرعية والمشروعية المغربية والدولية، فيما يستعد مجلس الأمن لترسيخ هذا التوجه في قراره المقبل، إيذانا بطي صفحة الوهم والأساطير، وإفتتاح مرحلة الحسم الواقعي تحت السيادة الكاملة للمملكة المغربية.
 
 
د.الحسين بكار السباعي/ محلل سياسي وخبير إستراتيجي