أصدرت مؤخرا مجلةRepères et Perspectives Économiques دراسة علمية أنجزها كل من الأستاذ زهير لخيار، والأستاذ هشام ايت بلا، بجامعة الحسن الثاني، تتناول الأثر الديناميكي للاستثمارات العمومية في الرأسمال البشري والرأسمال المادي، بالإضافة إلى تأثيرهما، على بطالة الشباب في المغرب خلال الفترة الممتدة من 1988 إلى 2023، وذلك باستخدام نموذج ARDL.
تكشف نتائج الدراسة أن بطالة الشباب تمثل ظاهرة هيكلية متجذرة بعمق. إذ تُساهم الاستثمارات في الرأسمال البشري والمادي في خفض البطالة على المدى القصير، مما يعكس دورها الفوري في تحفيز التشغيل. ومع ذلك، فإن آثار هذه الاستثمارات تنعكس على المدى الطويل، حيث تؤدي إلى تفاقم البطالة، ويرجع ذلك بشكل خاص إلى عدم التوافق النوعي بين الرأسمال البشري واحتياجات سوق العمل.
بينما يظهر الرأسمال المادي تأثيراً أقل إشكالية نسبياً، إلا أنه يظل غير كافٍ لتصحيح الاختلالات بشكل مستدام. وأخيراً، أكدت الدراسة صلاحية قانون أوكون Okun في السياق المغربي، مشددة على أن النمو الاقتصادي يمثل أداة أساسية، لكنه غير كافٍ بمفرده لتعزيز تشغيل الشباب.
