فضل عدد من الأطر الوطنية خوض تجارب في بعض الدوريات الإفريقية، وتحديدا في دول إفريقيا جنوب الصحراء، بعد أن وجدوا أنفسهم خارج حسابات الأندية الوطنية، التي لجأت في السنوات الأخيرة إلى التعاقد مع مدربين أجانب، أوروبيين وعرب. هذا الواقع دفع عددا من المدربين المغاربة إلى طرق أبواب القارة السمراء، حيث استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم بقوة، محققين نتائج لافتة جعلتهم محل ثقة الأندية والمنتخبات على حد سواء.
"أنفاس بريس" تسلط الضوء على أبرز الأسماء المغربية التي تبصم على تجارب جديدة بالدوريات الإفريقية، وعلى تاريخ الهجرات الأولى للمدربين إلى دول جنوب الصحراء.
لم تكن كرة القدم الإفريقية تعتمد على المدربين العرب، إذ أن تاريخ منتخباتها يؤكد اعتماد اتحاداتها الكروية على المدربين القادمين من أوربا الشرقية ومن فرنسا بالنسبة للدول الفرنكفونية، أما على مستوى الأندية فإن الفرق غالبا ما تعتمد على مدربين محليين غالبيتهم من اللاعبين السابقين.
لكن كرة القدم الإفريقية ستشهد في السنوات الأخيرة تحولا ملحوظا على مستوى اختيارات الأندية والمنتخبات الوطنية فيما يتعلق بالأطر التقنية، حيث أصبح المدرب المغربي خيارا مفضلا للعديد من الفرق التي تطمح لتحقيق قفزة نوعية على مستوى الأداء والنتائج. ويعود هذا التحول إلى السمعة الطيبة التي راكمها المدربون المغاربة، والتصنيف القاري والعالمي لكرة القدم المغربية، إضافة إلى التكلفة «المعقولة» للمدرب المغربي مقارنة مع نظيره الأوروبي.
مدربون مغاربة يكتشفون كينيا
يعد الإطار الوطني محمد بورجي، اللاعب السابق لنادي الوداد الرياضي و فريق الجيش الملكي والطليعة السوري، أحدث المنضمين إلى قائمة المدربين المغاربة في إفريقيا، بعد تعاقده مع النادي الكيني «بانداري إف سي» الذي يمثل مدينة مومباسا، خلفا للمدرب المحلي أوديامبو برفقة مساعده الإطار المغربي طارق بن دامو اللاعب السابق بنادي الرجاء. تمكن هذا الثنائي من تحقيق نتائج جيدة في أولى اللقاءات، علما أن بورجي سبق له أن أشرف على تدريب مجموعة من الفرق المغربية أبرزها نجم الشباب البيضاوي، بينما اشتغل مساعده ضمن الفئات العمرية للرجاء، وكان ضمن المنتخب المغربي الذي احتل الصف الرابع في مونديال الشباب سنة 2005.
وسبق للمدرب المغربي محمد خيري سبق له أن واجه المنتخب الوطني عندما كان مدربا لمنتخب كينيا سنة 2005، وكانت المباراة برسم إقصائيات مونديال ألمانيا 2006، وانتهت بالتعادل، وبذلك يكون خيري هو أول مغربي يدرب فريقا في كينيا.
مدربون مغاربة بين رواندا وتانزانيا وجنوب إفريقيا والنيجر وبوركينافاصو
في رواندا، تعاقد نادي الجيش الرواندي، بطل الدوري المحلي، مع المدرب المغربي عبد الرحيم طاليب، في خطوة تؤكد ثقة الأندية الإفريقية في المدرسة المغربية. وقد وقع طاليب عقدا يمتد لموسمين، ويصاحبه طاقم تقني مغربي متكامل يضم شهيد محمد والحاج الطيب حسن، في تجربة تسعى إلى تحقيق الاستقرار الفني للفريق الرواندي، وقد سبقه لتدريب هذا الفريق الإطار الوطني عادل محمد الراضي.
في الدوري التنزاني، قاد المدرب المغربي رشيد الطاوسي نادي عزام إلى مسار جيد خلال الموسم الماضي. وضم الطاقم المغربي الذي أشرف على الفريق كلا من: بدر الإدريسي «مساعدا»، رشيد المكاوي «مدرب الحراس»، إدريس واجو «مدرب اللياقة»، وكرم محمد «محلل الأداء».
في خطوة تعكس استمرار الثقة في الكفاءة المغربية، تعاقد الاتحاد النيجري لكرة القدم مع المدرب بادو الزاكي، لقيادة المنتخب الوطني. ويعد الزاكي من رموز التدريب المغربي، بعدما قاد «أسود الأطلس» إلى نهائي كأس إفريقيا 2004، كما راكم تجارب ناجحة في الجزائر والسودان والمغرب، مستفيدا من تجربة غنية في الملاعب الإفريقية.
عاد رشيد الغفلاوي إلى الدوري البوركنابي، بعد تعاقده مع نجم الرماية لواغادوغو، وهو الذي راكم تجارب عديدة في القارة السمراء، خاصة في دول جنوب الصحراء.
وفي جنوب إفريقيا، صنف المدرب المغربي عبد السلام وادو كأفضل مدرب في الدوري لما حققه من نتائج مع نادي أورلاندو بايرتس، أحد أكبر الأندية بالقارة، ووضع وادو، اللاعب الدولي السابق للمنتخب المغربي والمدرب السابق للمولودية الوجدية بصمته سريعا، كما أشرف في الكونغو الديمقراطية على تدريب فيتا كلوب وحقق معه لقب الكأس.
الاتحاد الصومالي لكرة القدم يستنجد بمدرب مغربي
قبل عامين تعاقد الإطار الوطني رشيد لوستيك مع الاتحاد الصومالي لكرة القدم، وتم توقيع العقد في العام الماضي، والذي امتدت مدته الزمنية الى شهر غشت 2025، حيث أشرف على تدريب المنتخب الأول ومنتخب أقل من 23 سنة، وكان الرهان الأول تصفيات القارة الإفريقية المؤدية لمونديال أمريكا والمكسيك وكندا، ومنافسات كأس العرب. وحين أنهى رشيد إجراءات التعاقد عين مساعديه الدولي الصومالي السابق عيسى ابشير والمغربي الغساني الابراهيمي ، وشرع في مهمة البحث عن منتخب يعيد الصومال إلى دائرة التنافس.
لمياء..مدربة مغربية تصنع أفراح الكونغوليات
في أول تجربة لمدربة مغربية بإفريقيا، التحقت لمياء بومهدي بفريق تي بي مازيمبي النسوي في الكونغو الديمقراطية، لتخوض تجربة رائدة بعد أن أقنعتها نائبة رئيس النادي، صاحبة الجنسية الإيطالية، بمشروع تطوير كرة القدم النسوية. واستطاعت لمياء أن تترك بصمة واضحة في لبومباشي، وتوج مسارها بجائزة أفضل مدربة في إفريقيا لعام 2024، لتدخل التاريخ كأول مغربية تحرز هذا التتويج على الصعيد القاري.